“أنا أستطيع”.. مبادرة شبابية لذوي الهمم تخدم المجتمع اليمني
بديع سلطان
ليس من السهل أن يقوم مجموعة من ذوي الهمم بتنظيم أنفسهم في إطار كيان مجتمعي لخدمة المجتمع، فثمة الكثير من المتطلبات والاحتياجات لإنجاح مثل هذا الهدف.
وهنا يكمن الإنجاز، الذي يستوجب تسليط الضوء عليه، وعلى هؤلاء الشباب من ذوي الهمم، ومن فئة الصم والبكم تحديدا.
حيث حظوا برعاية وإشراف من مؤسسة رموز للتنمية ورعاية الصم والبكم في مديرية المنصورة، بمدينة عدن، لتأسيس مبادرة أطلقوا عليها اسم “أنا أستطيع”.
مبادرة لبناء السلام
تقول المديرة التنفيذي لمؤسسة رموز إيمان هاشم، لـ”العين الإخبارية” “إن فكرة المبادرة انطلقت قبل عام تقريبا، وتحديدًا في مارس/آذار 2020، وتضم في عضويتها 11 شابا وشابة”.
مشيرة إلى أن تأسيس المبادرة جاء عقب تلقي هؤلاء الشباب دورات تأهيلية وتعريفية في بناء السلام، أقامتها مؤسسة رموز، بدعم من مركز SOS لتنمية قدرات الشباب.
وكانت مبادرة “أنا أستطيع”؛ لتنفيذ أنشطة وحملات مجتمعية، تعزز من التماسك المجتمعي وترسخ التعاون والسلام بين أفراد المجتمع.
تؤكد إيمان أن دور مؤسسة رموز تجاه أعضاء مبادرة “أنا أستطيع” يكمن في توفير مترجمي لغة الإشارة مع هؤلاء الشباب، واستضافتهم في المكان الذي ممكن أن يلتقوا فيه مع المسؤولين ومنسقي أنشطتهم ومشاريعهم.
وتضيف: “كما نقوم بإعداد خططهم ومشاريعهم، ومساعدتهم في الجوانب الإدارية، بينما يقومون بأنفسهم بتنفيذ الأنشطة والحملات التي يقترحونها”.
وتشير المدير التتفيذي لمؤسسة رموز إلى أن مبادرة “أنا أستطيع” تعتبر شريكا مع المؤسسة؛ حيث يجمعهم هدف واحد، هو نشر لغة الإشارة، حتى تكون في متناول الجميع.
أعمال المبادرة
تطرقت إيمان هاشم إلى أعمال مبادرة “أنا أستطيع” التي تم تنفيذها، منذ تأسيسها، والتي تبعث على الفخر، وتؤكد حجم الجهود التي بذلها هؤلاء الشباب من ذوي الهمم.
ومن تلك الأعمال إنتاج فيلم توعوي قصير بعنوان: “احمِ نفسك من فيروس كورونا المستجد”، بجهود ذاتية من هؤلاء الشباب.
بالإضافة إلى تنظيم وإقامة ورشة عمل نقاشية وتثقيفية تحت اسم “لا لزواج الأطفال”، للتحذير من تزويج الصغيرات، وترسيخ ثقافة محاربته.
كما نفذت المبادرة ورشة عمل توعوية بعنوان “كورونا حولنا.. فلنحذر”، استهدفت توعية عشرات الشباب والفتيات من فئة الصم والبكم، بحسب إيمان المديرة التنفيذي لمؤسسة رموز.
وكشفت المديرة التنفيذي لمؤسسة رموز عن اهتمام مبادرة “أنا أستطيع” بالعمل مع فئات ذوي الهمم الأخرى، والتنسيق معهم وخدمتهم عبر أنشطة ومشاريع مشتركة.
مشيرة إلى تنفيذ المبادرة لمشروع توزيع جهاز “رش ضبابي” لمؤسسة رموز ومعهد النور للمكفوفين، ومدرسة ردفان الدمجية لذوي الاحتياجات الخاصة؛ بهدف مواجهة أوبئة الحميات.
كما لفتت إيمان هاشم إلى أن المشروع تضمن توزيع أدوات تعقيم، في إطار دعم بقية الفئات من ذوي الهمم، بالإضافة إلى تنفيذ فيلم توعوي استهدف المكفوفين.
منوهة في ختام تصريحها لـ”العين الإخبارية” إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها الجمع بين فئتي الصم والبكم وبين المكفوفين، وهو إنجاز فريد ونوعي يضاف لمبادرة “أنا أستطيع”.