Uncategorized

ثورة ملونة في الولايات المتحدة الأمريكية

 

ترجمة: د. نجاة عبد الصمد

أدلى أليكسي ألكسيفيتش موخين، المدير العام لمركز المعلومات السياسية، بحديث إلى “EA Daily”، عن الاضطرابات التي تعصف بالمدن الأمريكية الكبرى، إثر موت جورج فلويد، الأمريكي من أصل إفريقي، على يد رجال الشرطة الأمريكيين.

•أليكسي أليكسيفيتش، كيف تعلقون على تصريح سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عن احتمال وقوف روسيا خلف أعمال الشغب الجارية حالياً في الولايات المتحدة؟

– يكرر بعض ممثلي المؤسسة الأمريكية نماذج لغوية تعبيرية تمت برمجتهم حرفيّاً عليها. من المنطقي أن يصعب عليَّ التعليق على تصريحٍ يخلو من المنطق أصلاً. هذا التصريح هراء، واضح للجميع، ولا يستوجب التعليق عليه.

اقرأ أيضًا: كيف قرأت الصحافة الإسرائيلية مقتل جورج فلويد؟

•ولكن، ما الذي يجري فعلاً في الولايات المتحدة الأمريكية، وما الاحتمالات التي قد تنجم عن هذه الأحداث؟

– الولايات المتحدة الأمريكية خلقت بنفسها نماذج “الثورات الملونة” في مختلف البلدان. ربما، إذا جاز لي التعبير، كان عليها أن تضع في حسبانها أن تنفيذ هذه النماذج في البلد المصنع هو مسألة وقت لا أكثر، يمكن اعتبار ما يجري كـ”السيف ذي الحدَّين”؛ فالاضطرابات في فيرجسون مثلاً أو بعض المدن لا تزال خفيفةً، أي أنها بمثابة ناقوس خطر لما قد تؤول إليه الأمور؛ لكن الولايات المتحدة لا تزال عازمة وبشدة على إضرام النار والنتيجة هي ما نراه.

أثار مقتل جورج فلويد ردود أفعال غاضبة- وكالات
•كيف يمكن أن يؤثر هذا الشغب المصحوب بالقتل والعنف والتخريب والنهب على الحملة الرئاسية التي تسير بالتوازي معه؟

– هذه الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك أخطار جائحة “كورونا” والتهديد بالوباء (التي يبدو أنهم نسوا أمره؛ ولكنه لا يزال هناك!).. وغيرها، تقود دونالد ترامب إلى الفكرة التي بدأ ممثلو فريقه في إطلاقها: تأجيل الانتخابات؛ بسبب حالة الطوارئ هذه. لكننا في الواقع نشهد محاولات ترامب احتكار السلطة بمحاولة الإبقاء عليها في دائرة عائلته؛ فليس بخافٍ أبداً كيف يجري تحضير (وريثته) إيفانكا ترامب على قدمٍ وساق.

اقرأ أيضاً: تداعيات انتشار العنف في الولايات المتحدة الأمريكية

•كيف برأيك ينبغي على روسيا أن تتصرف في ظل هذا الوضع السياسي الداخلي غير المستقر في الولايات المتحدة؟ ألم يحن الوقت للبدء في (توزيع كعكة الملفات)؛ لا سيما أنهم يتهمون روسيا زوراً بوقوفها خلف هذه الأحداث؟

– في ظل هذه الأحداث المصيرية، ليس على روسيا سوى أن تقدم نفسها كما هي فعلاً: دولة حضارية تتصرف في إطار القانون، تحترم سيادة باقي الدول، وتعلن موقفها تجاه ما يحدث حولها؛ أي أنها تفعل كل ما لا تلتزم به الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أية دولة أخرى. هنا أشير إلى أنه يمكن تفهم هذا النهج أو السلوك الأمريكي من زاوية: “مصالح أمريكا الوطنية”. لكن؛ لو كانت لدى روسيا رغبة في أن تكون مثل أمريكا، فهذا يعني أن على روسيا أن تفتري وأن تُقدم افتراءاتها أدلةً على الآخرين، كما دأبت أمريكا على الافتراءات في خطابها ضدنا. لا، شكراً، لا نريد أن نشبه أمريكا.

المصدر: EurAsia Daily وكيوبوست

زر الذهاب إلى الأعلى