ذكرى استشهاد الدرويش البطل
نعمان الحكيم
غدا الثلاثاء
25يونيو.. تتوافد حشود الناس المحبين والمخّلدين
لابن حي السعادة ابن عدن المقدام الشهيد الحي البطل احمد الدرويش في تجمع فرح ورفعة وسمو.. الى قاعة البتراء خور مكسر التاسعة صباحا لمرور سنوات تسع على الرحيل الخالد.. اذ لم يعدللحزن من مكان وقد زال نظام القمع السائد انذاك وتخلد بطلنا وتحققت امانيه ومواقفه التي كان في سبيلها قد دفع حياته ولم يستسلم لمعذبيه وقتلته المجرمين بل وقف لهم بشموخ.. وتقزموا امام جبروت شبابه الغض الدافع للحرية والدم بسخاء ،لم نره في شباب اخر غيره..
احمد الدرويش ايقونة فرح وانتصار ارادة.. هو ابننا ابن حينا الذي كان موئلنا وساحة عيشنا وحبنا وعشقنا ،واختلاطنا بكبار رجالاته الميامين ممن لا تتسع الكتابة هنا لذكره
.فقد تشربنا فكرهم ونضالهم وبساطة عيشهم ونبل اخلاقهم وغزارة كرمهم..نعم والله وقد احسن من سمى الحي ب(السعادة)لانه فعلا وحقا ،كان وسيظل مكان سعادة واسعاد الجميع..على اختلاف مشاربهم ومناطقهم التي جمعتهم وجعلتهم صفوة الناس مذ عرفناهم والى ما شاء الله..وما البطل الدرويش الا النموذج الابرز لصدق ما قلناه..
تسع سنوات مرت كانها لحظات وهو معنى الفرح وليس الحزن..وقد يكون الاهل والاسرة حزينون ومصدومين بغدر القتلة المجرمين
..وهذا حقهم
..لكنني اظن انهم قد كبروا وشمخوا وارتفعت مكانتهم بين الناس عامة وفي حي السعادة خاصة وقد رأينا فعاليات المقاومة والناس في الحي وعدن ومحافظات اخرى.. في اقامة المخيمات والخطابة في ظل القمع والدبابات ولم تثن الشباب، شباب الحي وشباب عدن من مواصلة تنديدهم وشجبهم للقتلة وعلى راسهم المجرم.. (قيران)..وآلة قمعه اللعينة..لكن..اين هم أولئك البرابرة الدمويين..فقد كان الدرويش اول إسفين يدق في نعش النظام القذر..وصدق الراحل الخالد الاستاذ هشام باشراحيل القائل..(قتلوا الدرويش ،فابشروا بنهايتهم المحتومة..)
نعم وقد انتهوا نهاية سوداوية والى مزبلة التاريخ
..ولعل صمود
الدرويش يرينا مدى صمود البطل احمد عمرالمرقشي الذي هو الاخر قهرهم بصموده
12في سجن ظالم ..وقد قهر تجبرهم حتى خرج حرا مرفوع الراس وان كان بثمن باهض ايضا..
اليوم..نكون في عرس كبير لشهيد اكبرقضية شعبه ووطنه.. ولم يهن او يستسلم وكان بامكانه ان يلوذ بحياته الغالية..دون الموت بتعذيب جعله يشمخ ويسجل مأثرة تاريخية سيكتبها التاريخ باحرف من نور..
غدا..سنرى مواكب الفرح لاسرة ضحت ولم تستسلم وكان الثمن غال بغلاوة الوطن والدماء والتي سالت لتطرد الغاصبين اذلاء منكسرين تطاردهم لعنات الشهداء والناس عموما..
ايها الدرويش الحي فينا..حي السعادة سعيد بك أطفالا ورجالا ونساء وشيوخا..وانا احدهم..لانك رفعت الراس وبه تحققت الامنيات..
فنم قرير العين ايها الصنديد الجميل والحبيب..ولا نامت اعين الجبناء..
عشت واستشهدت بطلا وزين الشباب في وطن حماه الشباب..وعدن موطن التضحية والفداء..
وسلام عليك الى ابد الابدين..