مابين الواقع والخيال
بقلم د.رانيا فكرى
نتظاهرُ بالقوة من الخارج. ويجد من حولنا أننا أقوى البشر ولم نحمل فى عقولنا اى هموم ولا احد يدرى ما فى القلوب ،ينخدع الكل بالنظره المضيئة والبسمة الكاذبه والحركات الخفيفة ولا أحد. يدرى ما يخفى كل ذلك ، فكم من المرات قد لا ننام الليل من كثرة الهم ويخمد الجسد فى سكون من كثرة التعب ولكن العقل مازال مستيقظا يحاول ارضاء روحه وتهدئتها فكم من المرات نجح واستيقظت الروح فى الجسم فى راحة واطمئنان وكم مرة افاق الروح والجسد ويشعر انهم كانو فى غيبوبة ولم ينامو ويشعروا بالاجهاد والتعب. فكم من المرات عندما يسألنا أحد عند اللقاء كيف حالك . ونرد عليه ” الحمدلله” ، مع تكرار السؤال مرة تلو الاخرى نرد بنفس القوة ولكن ليست نفس المشاعر يتغير قليلا ملامح أوجهنا ليفضح ما بداخل ارواحنا وما يحدث خلف القناع الذهبى الذى نرتديه دائما ولكن لا أحد ينتبه
عذرا أيه السادة ، هكذا نحن أقويا . و يبدو علينا أننا تجاوزنا الخمسين بالنضجِ و الحكمة . نعرف جيدا متى نصمت …حين لا نريد البوح لأحدٍ عن أوجاعنا . تخنقُ حناجرنا لتصمت الصرخة على أبوابِ البوح …
تدمع العين ويصمت اللسان عن الكلام
لنا فى كل بيت حكايه ومع كل اغنية ذكرى حين نسمعها أو نرها ، نبتسم ويكون الصمت غالبنا. ماعاد يرجع ماضى العمر . ولا حلم لم يكتمل.
نحن نصنع الحياة وليست الحياة من تصنعنا ونرسم ابتسامه على وجوهنا ، ونصنع قوتنا دون أن نظهرها فإن تعثرنا اليوم فسوف ننهض غدا حتى نتخطى كل هزائمنا ونبدأ من جديد ، لنا فى أروحنا طاقه امل تبقى وستبقى للابد فى “حلاوة روح” .