عطاء الخير..

نعمان الحكيم

“..واما بنعمة ربك فحدث”..صدق الله العظيم..

فعلا.. الخير له عنوان وهو اعتراف بنِعم الله عز وجل والتي لاتعد ولا تحصى
..وهذا مصداق لمسعى رجل الخير المرحوم الحاج الشيخ هائل سعيد انعم ومجموعة شركاه الذين اسسوا مدماك اقتصاد وطني مهم ومنه انتشر فعل الخير في ارجاء اليمن كله..سواء توزيع الزكاة او تطبيب المرضى واغاثة المحتاج من مأكل ومشرب وتكافل انساني لا نظير له في مجال المال والاعمال..الى جانب ما تقوم به المجموعة من بناء المشافي والمدا س والمساجد وفي مجالات لا يمكن حصرها او تناولها في موضوع حصري هنا ..وهو الزكاة التي وان بدت لدى البعض قليلة الا ان لها دورا اخلاقيا التزم به المرحوم وابناؤه ومن ثم المجموعة التجارية التي بارك الله لهم فيها وتوسعت لتصل الى خارج الوطن وهذا من فضل الله عز وجل فله الحمد وله الشكر..
اليوم الخميس الرابع من ابريل وكما وعدت الجمعية ..وفت بوعدها وبدأ العمل من السادسة صباحا وهو ماشاهدنا منه تقاطر الناس افرادا حتى شكلوا جماعات وانا ارصد المشهد من نافذة منزلي المطل على شارع مدرم..في مشهد جميل وفرائحي وكاننا في مهرجان يحتشد اليه الناس من كل فئاتهم العمرية
..ومن عدة اتجاهات من الشارع وفتحاته صوب مدرسة قتبان التي يقف في وسط ساحتها التربوي الجميل والمدير المقتدر جميل سلام الشرجبي مستقبلا ومرحبا وفاتحا ومسخرا كل ما يتاح لإنجاح هذه المسيرة الخيرية المعطاءة..كعادته كل عام..فله التحية والاحتراك منا جميعا..اقول ان عملا كهذا لن نستطيع ايفاءه حقه من الكتابة والاشادة..وعند الله هو الثواب الاكبر..
بدأ توزيع الزكاة وكنت ارصد الرايح والجاي ذهابا وايابا لكي املأ العين بمنظر فريد من خلاله استطيع كتابة كلمات وان كانت ليست في المستوى الذي يفترض ان يكون لكن هي مشاعر ارجوا واامل اني وفقت في تسجيلها خدمة للخير والناس الباذلين والمستفيدين ايضا..
ولاني احد المستفيدين نزلت لأخذ دوري في استلام الزكاة كمواطن يحمل بطاقة المجموعة
..وبدات اسال واصوّر وأطوف بانحاء ساحة المدرسة وسألت احد المشرفين عن حجم الانفاق وعدد اللجان المجهزة بالحاسوبات وبافراد منظمي اللباس مميزين عن الناس لكي تتم معرفتهم بسهولة..وهو عمل منظم ودقيق واخلاقي.. وبصبغة قانونية
..يشهد الله انهم جديرين بحب واحترام الناس جميعا..
المشرف قال لي يمكنك ان تقوم بعدّ اللجان ..كنوع من الأحقية في المعلومة فسالت احدهم فقال هي ثلاثون لجنة سوف تعمل لثلاثة ايام من الصباح الى المساء.. وسالت عن اعلى مبلغ زكاة وادناه يدفع للاسرة وفق بطاقاتهم فقال في.. الاعلى عشرةآلاف وفي الادنى الفا ريالا
..لكنني عندما طلبت تقدير المبلغ الاجمالي المصروف سنويا لم يجبني وقال سأسأل وأرد عليك..
درت في الساحةريثما يجيئني بالمعلومة
..وفعلا جاء واعتذر واشار الى رجل قاعد على طاولة بجانب احدى اللجان وبيده باكوره يستعين بها على المشي ربما..وقال لي هذا هو الاخ محمد عبد الواسع هائل سعيد، اساله فهو صاحب المال.. يقصد انه يشارك في الاشراف عن قرب..لكنه قال قد سالته قبلا وقال انه لايمتلك معلومة كافية..
..ففهت ان الخير وفعله لايحتاج لإعلان اواظهار لأنه زكاة ومن مال الله ويعطى لخلق الله.. بنفس راضية محبة وهانئة..
الحديث يطول لكنني اكتفي وقد وجدت زملاء صحافيين يقومون بدورهم الاعلامي ويمكنهم أن يدلوا بدلائهم في عمل خيري كهذا يستحق الإظهار والايثار..
وللامانة صرف الزكاة بالبطاقه الخاصة، والبطاقة الشخصية
كتأكيد للمستلم او احد افراد الاسرة..وقد رفضت احدى اللجان صرف زكاة جاري المتوفي الا باحضار بطاقته الشخصية ورغم انه متوف رحمة الله عليه لكن هكذا هي الاجراءات رغم ان احدافراد اللجنة يعرفني ويعرف جاري ايضا..
وهنا شكرتهم ولم ازعل بل قدّرت ماهم فيه من حرص..وذهبت واتيت ببطاقة جاري وسلموني المبلغ..فشكرا لهم ولجميع اللجان الحريصة على ايصال الحق لاهله فعلا..
بقيت ملاحظة لمجوعة هائل سعيد انعم الا وهي البث في حالات الاسر التي لم تحصل على بطاقة الزكاة من سابق.. جزاهم الله خيرالجزاء..
ولمثل هذا العمل الخيّر..فليتنافس التجار واهل الخير ليُربي الله تجارتهم ويوسع فيها لإخراج الزكاة..
وسلام على روح الراحل هائل سعيد انعم..والله
ويجزيه خير الجزاء..آمين.