انتشارٌ مخيف للكلاب الضالة في مدينة تعز وتخوف أرباب الأسر مع اقتراب العام الدراسي الجديد
من إفتخار عبده
انتشرت الكلاب الضالة بشكل كبير في شوارع مدينة تعز الأمر الذي أثار الخوف لدى الآباء مع اقتراب العام الدراسي الجديد خاصة وأن أغلب الطلاب يذهبون إلى مدارسهم مشيًا على الأقدام؛ نتيجة الوضع الاقتصادي المزري الذي تشهده البلاد.
ويكون خروج الطلاب للمدارس في الصباح الباكر، الوقت الذي تزداد فيه شراسة الكلاب ما يشكل خطرًا كبيرًا ليس على الطلاب وحدهم وإنما على المدرسين والمدرسات أيضًا، علمًا بأنه توجد بين هذه الكلاب من هي مسعورة وموبوءة.
وداء الكلب مرض فيروسي يصيب الدماغ بشكل عام؛ إذ يمرّ الفيروس عبر العصب حتى يصل الدماغ، مما يسبب شللًا للجهاز العصبي، ومن ثم الاختناق وموت المصاب في حالة عدم تلقيه الإسعافات الأولية واللقاحات اللازمة.
ويعود السبب في انتشار الكلاب في المدينة إلى تكدس النفايات في الشوارع بدون تنظيم ورميها بالطرق العشوائية، التي تجد فيها الكلاب مرتعًا تعيش فيه وتتكاثر بسببه.
بهذا الشأن يقول د/ عامر البوصي ( مدير إدارة التمريض بالمستشفى اليمني السويدي ومنسق برنامج داء الكلب في محافظة تعز)” الكلاب من الحيوانات الأكثر انتشارًا في المدن والأرياف، وسبب انتشارها يعود إلى انتشار القمامة وتناثرها في كل شوارع المدينة وأطرافها؛ فالكلاب تجد مرتعها في هذه النفايات وبالتالي تتجمع وتعيش وتتكاثر بشكل ملحوظ”.
وأردف البوصي لموقع” يمن مونيتور” السبب الثاني هو عدم الاهتمام بهذا الأمر من قبل المحافظة والقائمين على مكتب الصحة ومكتب الزراعة ومكتب البيئة، ومكتب النظافة، هؤلاء الذين يشكلون قفصًا من المتابعة إذ إنه يجب أن يتم منع انتشار الكلاب الضالة عبرهم وذلك بوضع سموم أو مكافحتها بالطريقة التي يرونها مناسبة وآمنة على البيئة”.
وأشار إلى أنه” لا توجد متابعة مستمرة ومكافحة من الجهات المذكورة آنفًا وهذا الإهمال يؤدي إلى انتشارها بشكل ملحوظ وكبير كما نراه هذه الأيام في الحارات وخاصة داخل المدينة؛ فهناك قطيع كبير في كل حارة، وهناك أعداد كبيرة تشكل خطرًا على المواطنين”.
وتابع” اليوم نحن مقبلون على عام دراسي جديد، وخروج الطلاب في الصباح الباكر متناسب مع حدوث ارتفاع وتيرة الشراسة عند الكلاب؛ لأنها تبات طوال الليل في حالة استنفار إلى الساعة السابعة أو الثامنة ثم بعد ذلك تعمد إلى النوم وهذه طبيعة الكلاب”.
وأكد أن” فترة ما بعد الفجر إلى الساعة السابعة، فترة خروج الطلاب إلى المدارس ستشكل خطرًا كبيرًا وسيكون مخيفًا لتعرض الطلاب والكثير من المدرسين والمدرسات لعضات الكلاب؛ لأنها موجودة بكثرة مخيفة في كل الحارات”.
عضةٌ واحدة قد تودي بالمواطن إلى الموت
ووضح البوصي في حديثه لموقع” يمن مونيتور” أنه” إذا تعرض المواطن إلى عضة كلب مسعور فهذا يؤدي إلى الموت؛ لأن مرض داء الكلب هو مرض فيروسي يصيب الدماغ فسيؤدي إلى الوفاة إذا لم يحصل المعضوض على اللقاحات والأمصال والإجراءات الوقائية الأولية التي تؤدي إلى شفائه- بإذن الله- من هذا الداء”.
أعراض داء الكلب
ولفت إلى أن” هناك أعراض بدائية لداء الكلب وهي الشعور بالحكة والحمى وهذا أمر طبيعي يصاب به أي معضوض طالما وقد أصيب بجرح، وهناك أعراض نهائية وهي في حالة عدم تلقي المعضوض اللحقات الأساسية وعدم عمل الوقاءات الأولية فهناك أعراض أهمها الرهاب من الماء، وعدم الأكل والشرب؛ لأنه يصاب باختناق فيرروسي، وعدم القدرة على النوم، و التشنجات”.
ونبه” يجب على المعضوض أن يقوم بغسل مكان العضة بالماء الجاري أو الماء المصبوب من الإناء لمدة ربع ساعة للتخلص من الفيروسات العالقة في المصاب نتيجة العضة وهذه طريقة فعالة بنسبة 80%، وكذلك ترك الجرح مفتوحًا بدون خياط أو تضميد حتى وإن كان هناك نزيف، ثم التوجه بعد ذلك إلى مركز مكافحة داء الكلب في المستشفى اليمني السويدي( النقطة الرابع) فهو المركز الوحيد الذي يقدم الخدمات الطبية والوقائية للمصابين بهذا الجانب في المحافظة”.
ودعا البوصي إلى ضرورة رفد المركز بلقاحات وأمصال يستطيع من خلالها التعامل مع كل الحالات التي تصل إليهم” مبينًا ” نحن في المركز نعاني من نقص في اللقاحات لا تصلنا لقاحات كافية إلا في شهر 8 وصلتنا كمية مباركة من اللقاحات، لكن لم تصلنا أمصال والأمصال مهمة بجانب اللقاحات لكنها منقطعة تمامًا منذ ثمانية أشهر، لا تصل إلى المحافظة وهذا يشكل علينا عبءًا كبيرا”.
وأرسل رسالته إلى كل من مكاتب الصحة والزراعة والبيئة والنظافة” أنتم المعولون في مسألة التخلص من الكلاب الضالة، فأحيانًا قد يتخلصوا منها في حارة واحدة وتنتقل للحارة الأخرى مما يشكل عبء على الحارة الأخرى، فلازم ما يشكلوا خطة مناسبة في التحرك بكل الحارات حتى لا تنتقل الكلاب من مكان إلى آخر وتتزايد”.
واختتم” أتمنى أن يستوعب الجميع أن مرض داء الكلب مرض قاتل لابد وأن يكون هناك تحرك من أجله ودعم واهتمام من المحافظة ومكتب الرعاية ومكتب الصحة وكل المعنيين من المنظمات الداعمة”.
في السياق ذاته يقول تيسير السامعي( مسؤول الإعلام بمكتب الصحة بتعز )” انتشار الكلاب الضالة من الظواهر المقلقة فهي تشكل خطرًا كبيرا على حياة الناس، خاصة الأطفال منهم، بالإضافة إلى أن هذه الكلاب قد تكون مصابة بأمراض تنتقل إلى الإنسان عن طريق العض”.
وأضاف السامعي لموقع” يمن مونيتور” مرض داء الكلب من الأمراض الخطيرة جدا التي قد تودي بحياة الإنسان خصوصًا أن تعز تعاني من غياب اللقاح الخاص بهذا الوباء”.
شحة الحصول على اللقاحات
وأشار إلى أنه” هناك برنامج خاص تابع لوزارة الصحة داعم لعلاج داء الكلب، لكن هذا البرنامج يختص بتقديم اللقاحات الخاصة بالذين يتعرضون لعضات الكلاب؛ لكن هذا اللقاح في الفترة الأخيرة أصبح شحيحًا والحصول عليه صعب للغاية”.
وتابع” في ظل صعوبة الحصول على اللقاح وانتشار الكلاب الضالة في الوقت نفسه أصبحت الكلاب تشكل خطرًا كبيرًا يهدد حياة المواطنين”.
وشدد السامعي على ضرورة قيام السلطة المحلية بتعز بعمل حملة للقضاء على هذه الكلاب حتى لا تسبب للناس مشاكل صحية واجتماعية.
بدوره يقول أحمد الجابري( مواطن يسكن في مدينة تعز ) انتشار الكلاب في المدينة أصبح يخيف الكبار فما بالكم بالأطفال الأبرياء ضعاف النفوس، اليوم الحواري كلها فيها كلاب بأعداد كبيرة وحوادث عض الكلاب نسمعها من هنا وهناك”.
وأضاف الجابري لموقع” يمن مونيتور” أنا شخصيًا أصبت بعضة كلب في حارتي (في الجحملية الوسطى- حي النجاح) قبل عام من الآن عندما خرجت في الصباح إلى البقالة لشراء بعض الحاجات وأنا عائد عضني كلب في ساقي وكان ينبح بشكل لافت”.
وأردف” في ذلك اليوم ذهبت إلى المستشفى السويدي وأعطاني الطبيب إبرة كان سعرها وقتذاك عشرة آلاف ريال وقال لي أن أراقب الكلب مدة عشر أيام إذا ما حدث عليه أي تغيير، لنعر ف هل هو مسعور أم لا، والحمد لله كانت العواقب سليمة لم يكن الكلب مسعورا”.
إذا لم تصيب الأطفال جسديًا فستصيبهم نفسيًا
وتابع” بلا شك نحن الآباء نخاف على أطفالنا من الخروج وحدهم إلى الشارع سواء كان خروجهم إلى المدرسة أو إلى اللعب؛ فالشوارع اليوم أصبحت خطرة عليهم مع انتشار الكلاب الذين إذا عض أحدهم طفلًا فسيحيل حياته إلى مأساة- بلا شك – فإذا كان الكلب مسعورًا سيصيب جسد الطفل وإن لم يكن كذلك سيصيب نفسيته ويدخله في صدمة كبيرة وهذا يحدث للكثير من الأطفال أثناء تعرضهم للفجائع”.
واختتم” نرجو من الجهات المعنية أن تلتفت لهذا الجانب وأن تعمل على الحد من هذه الظاهرة قبل أن ينتشر وباء آخر داخل هذه المدينة المتعبة، يكفي سكان هذه المدينة ما يعانوه من مصائب وويلات”.