الحياةاهم الاخبارحقوق وحريات

ممثلة يمنية كادت تخسر حياتها بنيران شقيقها وهذا السبب

 
واجهت الممثلة اليمنية إيمي فيلم، الكثير من الصعوبات في بداية مشوارها الفني، ما جعلها تعمل بالتمثيل دون علم أهلها، قبل أن تخبرهم بذلك لاحقاً، وبعد محاولة إقناعهم، وافقوا بشرط أن يقتصر عملها مع المنظمات التي تقدم أفلاماً توعوية، بحسب حديثها لـ”المشاهد”.

وتقول إنها تعرضت للكثير من الانتقادات، لأن المجتمع اليمني لا يتقبل فكرة الفن بشكل دائم، وخاصة إذا عملت به المرأة، لكنها ترى أن الأمر تحسن قليلاً مع مرور الوقت، مقارنة بما كان عليه في السابق. ويقول مدير عام المسرح بوزارة الثقافة، ووزير الثقافة بحكومة الشباب، أحمد محمد المعمري، لـ”المشاهد” إن نسبة الأهل المقتنعين بإشراك بناتهم في بعض الأعمال الفنية حالياً، تتراوح بين 5% و10%، فيما تصل نسبة الرافضين لفكرة عمل بناتهم بالتمثيل 2%.

وأصبح المجتمع متقبلاً لانخراط الفتيات فيه مقارنة بالماضي، وذلك بفعل ما لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل وعي الناس، وانعكاسات وتأثيرات وسائل الإعلام في هذا الجانب، بحسب الصحفي حسن الفقيه، مؤكداً أن رفض بعض الأهل عمل بناتهم في التمثيل ناتج عن سيادة وتحكم منطق العادات والتقاليد والأعراف.

ويمكن للممثلة اليمينة أن تسهم في توعية وإقناع أسرتها أولاً في الانخراط في هذا الفن، وإذا تمكنت من ذلك تكون قد أزاحت العقبة الكؤود أمامها، لتتمكن لاحقاً من خلال تمثيلها في توعية المجتمع ثانياً، وإزالة ما قد يلحق أسرتها من حرج. ويستغرب المعمري رفض بعض الأهالي انخراط بناتهم بالتمثيل، رغم قبول الكثيرين منهم ذلك في الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات، ودعمهم لهن والسماح لهم بدخول هذا الفن والمشاركة فيه، وخاصة بنات المسؤولين وأصحاب المناصب الكبيرة في الدولة.

واستنكر نظرة المجتمع للمرأة التي تعمل كممثلة، كأنها ترتكب جريمة، مع أنها أسهمت بشكل كبير في توعية المجتمع، خاصة أن الكثير من الأسر اليمنية تعاني من الأمية.

ولم يكن الطريق مفروشاً بالورد للممثلة اليمنية الصاعدة (هـ.ا) التي تعشق التمثيل، فهناك الكثير من العوائق التي واجهتها بسبب ثقافة وموروث المجتمع الذي يرفض الخروج من الدائرة المغلقة التي يعيش فيها، كما يقول مصدر مقرب منها، مؤكداً لـ”المشاهد” أنها دفعت ثمناً باهظاً، كادت معه أن تفقد حياتها بعد أن أطلق شقيقها عليها عياراً نارياً، أدى إلى إصابتها.

وتقول الناشطة المجتمعية أميمة عبده دبوان، لـ”المشاهد ” إن نظرة المجتمع للوسط الفني قاصرة، وبعيدة كل البعد عن الواقع، مضيفة أن الفنانين والممثلين يهتمون بتقديم رسالة واضحة تخدم المجتمع، وحرصوا على عدم كسر القواعد التي تعبر عن البيئة العامة في اليمن، باعتبارهم يقدمون فناً لجمهور محافظ. حضور فاعل وتساءل المعمري عن عدم اعتراض الأهل والمجتمع على دخول الرجل مجال التمثيل، رغم أن الممثلة تحمل نفس الهدف، ومن حقها أن تشارك، لأنها تقوم بدور توعوي مثلها مثل خطباء المساجد في المنابر.

وأسهمت الممثلة اليمنية في توعية المجتمع، وإيصال كثير من الرسائل الإيجابية التي تخدم المواطنين، وكان لإشراكها في هذا الحقل، أهمية كبيرة زادت من مصداقية ما يتم تقديمه عبر شاشة التلفزيون، بعد أن كان يقوم الرجل بدور المرأة في أعمال فنية سابقة.

وبرزت خلال السنوات الأخيرة كثير من الوجوه الشابة المبدعة، كالممثلة سالي حمادة، ورغد المالكي، وأماني الذماري، بعد أن كان حضور المرأة قليلاً، وتتم الاستعانة بممثلات من خارج البلاد.

وتؤكد الناشطة المجتمعية أميمة عبده دبوان، على أهمية دور الممثلات في توعية المجتمع، إزاء كثير من القضايا التي تسهم المواد الإعلامية المرئية بإيصالها إليهم بسهولة عبر الدراما.

تغيير نظرة المجتمع ويكمن الحل في تخفيف معاناة الممثلات في إشراك المجتمع في دروات ثقافية وتوعوية، والعمل بشتى السبل على إزالة وتفتيت ما يعتبره المجتمع عيباً، وذلك عبر وسائل الإعلام التي يمكنها أن تلعب دوراً كبيراً في تبديد تلك النظر المعيبة للمرأة بشكل عام، وفقاً للصحفي الفقيه.

ويرى المعمري أن الحل يكمن في ثقة الأهل ببناتهم، فالمرأة شريك الرجل في مختلف مجالات الحياة، وعليها أن تقوم بدورها، بدلاً من أن يتم إعطاء ذلك للرجل الذي يلبس ملابس النساء، ليجسد شخصيتها، برغم وجود كوادر متميزة تفاجئ الجميع من خلال تقديمها لبعض الأعمال الفنية، وخاصة في المدارس.

وتشير الناشطة المجتمعية أميمة دبوان، إلى ضرورة دعم الأهل لبناتهم اللائي يرغبن بالدخول في عالم التمثيل، طالما وأنها رغبتهن، ولا يوجد ما يمكن أن يؤثر على مستقبلهن بمزاولتهن هذه المهنة.

المصدر: المشاهد نت

زر الذهاب إلى الأعلى