مخاطر غير متوقعة لاستنشاق البخور
متابعات
قال الباحث في علم المسرطنات الدكتور فهد الخضيري في تغريدة ، إن البخور وأبخرة نيران التدفئة لهما تركيب المسرطنات الموجودة بالدخان «التبغ»، ناصحًا بعدم المبالغة في استنشاق البخور أو التلذذ بدخان التدفئة، مطالبًا بالتقليل منهما بقدر المستطاع.
وأشار الدكتور الخضيري إلى أنه لا فرق بين عود البخور الصناعي والعود الطبيعي؛ حيث إن الضرر واحد، موضحًا أن العبرة بعملية الاحتراق التي تنتج عنها مركبات (PHA)، وهي مركبات هيدروكربونية توجد في أي مادة تحترق ولها دخان.
وتابع الخضيري: «إن المبالغة في البخور، وتعتيم المجلس أو قاعة الأفراح بأدخنة البخور، قد يسبب مشكلات صحية لمرضى الحساسية والربو وحساسية العيون، وكثير منهم يشتكون من ذلك»، مطالبًا بالاعتدال في البخور أو تعطير المكان قبل حضور الضيوف؛ لأن الهدف هو أن تكون رائحة المكان جيدة، لا أن تتعالى الأدخنة وتعبِّق المكان إلى درجة الحساسية.
إلى ذلك، حذرت دراسة حديثة، من عادة منتشرة في منطقة الشرق الأوسط، وهي حرق البخور، مبينة أنها تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وأمراض الرئة.
وكشفت الدراسة التي أجرتها جامعة “نيويورك أبوظبي”، أن حرق البخور متربط بالتغييرات التي تطرأ على تكون الميكروبات الفموية، وهو ما يزيد من احتمالات الإصابة بالالتهابات والأمراض بسبب حدوث خلل في الميكروبيوم الفموي، الذي يؤدي دورا أساسيا في الحفاظ على التوازن الصحي.
واختبر معدو الدراسة، التي نشرتها مجلة “نيتشر” العلمية، مدى ارتباط استخدام البخور، الذي تستخدمه 90% من العائلات الإماراتية، بالتغيرات العضوية المتعلقة بالميكروبات الفموية، والتي تعد نوعا من الكائنات الحية المجهرية المتعايشة والتكافلية التي توجد في جوف الفم.
ويسكن تجويف الفم مجتمع ميكروبيومي شديد التنوع، يؤدي دورا بارزا في الحفاظ على التوازن الصحي للشخص، وتتأثر الميكروبات الفموية وتكويناتها وإمكانياتها الوظيفية سلبا بتدهور صحة الأسنان وتناول الكحوليات ودخان التبغ.
ويرتبط استخدام البخور بزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وأمراض الرئة، إذ يحتوي الدخان الصادر عن حرق البخور على نسب عالية من الملوثات، مثل أول وثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت والمركبات العضوية المتطايرة الموجودة في التبغ أيضا.
ومن خلال المقارنة بين من يستخدم البخور ومن لا يستخدمه، توصلت الدراسة إلى أن حرق البخور مرتبط بالتغيرات التي تطرأ على تنوع الميكروبات الفموية وبنيتها وتركيبتها، حتى عند تعرض المستخدم لنسب ضئيلة من البخور، كما هو الحال بالنسبة لمن يستخدمه بين الحين والآخر، في إشارة إلى أن التعرض القليل للبخور من شأنه أن يترك آثارا ضارة على الصحة أيضا.