الصورة الذهنية و دور الاعلام

بقلم / حسن بن صعب

قد ترى شخصا ما فيعجبك مظهرة ويخفى عليك جوهره او منطقه ويخفى عليك معتقده او اخلاقة  فتخفى عليك قناعاته فيتكون لديك انطباع حسن عن هذا الشخص موضوعنا له علاقة بذلك الانطباع ولكن بشمولية اكثر ،، وقبل ان نبحر بهذا الموضوع دعونا نتعرف على  العنوان الصورة الذهنية Mental image or image، فالصورة تعني ظاهر الشيء وحقيقته وشكله الذي يتميز به، أما الذهنية فهي تشير إلى الذهن أي العقل والفهم، أي فهم الشيء وتصوره، في اوائل القرن الماضي وتحديدا في عام 1908 أشارالعالم (جراهام دالاس)  في كتابه (الطبيعة البشرية والسياسة) إلى أن الناخبين بحاجة إلى تكوين شيء مبسط ودائم و منظم عند الثقة في مرشح ما. وكانت هذه بداية ظهور فكرة الصورة الذهنية المتعددة التى في ما بعد اصبحت صناعة واستثمار بمئات الملاين من الدولارات وعلم بحد ذاته وتتفرع منه علوم غيرت في احيان مفهوم بعض المجالات وعززت مفاهيم اخرى لبعض المجالات وعلى سبيل المثال لا الحصر ( العلاقات العامة والدولية- التسويق والعلامات التجارية- الاعلام المقرؤ والمسموع والمرئي …الخ) وتسللت الى علوم كثيرة منها الاقتصاد والفلسفة ومرورا بعلم النفس والجغرافيا والتاريخ و وصولا الى السياحة والفندقة واخذت اشكال متعددة وابعاد مختلفة (بعد معرفي-وجداني-اجرائي) وتمتعت بمرونة عجيبة واصبح لها افاق فكرية ساحرة لدرجة انها قلبت موازين المعرفة بشكل مخيف اتعلمون لماذا؟؟
لانها ياسادة يا كرام سلاح ذو حدين وتؤمن بالمال فقط وتقتنع بالشئ وضدة  وتكون معك وعليك وخصوصا انها تتلاعب بالعقول وتغير القناعات وتعيد صياغة الاستراتيجية الذهنية وتغير هيكلة المفاهيم وترسخ لابجديات فكرجديد وترسم خارطة اتجاهات سلوكية وتحدد مسارات المشاعروالعواطف عموما وترفع قيم وتخسف بهمم  وتعيد تركيبات امم عن اي موضوع وفي اي موضوع في السياسة والاقتصاد والادب والفن والرياضة وفي كل النواحي والمناحي..بعضكم يتسأل كل هذا قد يحدث بسبب الصورة الذهنية ..للاسف نعم والادهى والامر ان كل ما سبق يمكن ان يتم بشكل ايجابي او سلبي وصحيح وغير صحيح ودقيق وغير دقيق و واضح وغير واضح بأختصار تكمن الخطورة حين ما تستخدم الصورة الذهنية بشكل خاطي ضد اي موضوع او فرد او مجتمع او منظمة او دولة وكذلك الحال حين ما يتم استخدام الصورة الذهنية بالشكل الصحيح والايجابي تكون النتائج مذهلة وقوية وتختصر الوقت والجهد وتصل الى الاهداف بكل يسر وسهولة حسب الجدول الزمني الموضوع لاي امر كان وهنا اعيد ما توصلت اليه معظم الدراسات الإعلامية على كون وسائل الإعلام أحد العوامل المهمة في تشكيل الصور الذهنية، وذلك من خلال ما تقدمه من معلومات عن الأحداث والأشخاص والدول والشعوب، و لا نكون مبالغين إذا قلنا إن وسائل الإعلام تمثل مركز الثقل بين العوامل المؤثرة في تكوين الصور الذهنية.. ويرى “شرام” أن “70% من الصور التي يبنيها الإنسان لعالمه مستمدة من وسائل الإعلام واضيف اليها وسائل التواصل الاجتماعي”. ويرجع البعض السبب في ذلك إلى: الانتشار الواسع لوسائل الإعلام وامتدادها الأفقي والرأسي، وقدرتها البالغة على الاستقطاب والإبهار، حيث أسهمت تكنولوجيا الاتصال الحديثة في مدى اتساع نطاق التغطية، وذلك من خلال قدرتها على نقل الأحداث بصورة سريعة وفورية. وبخاصة في دول العالم الثالث – من خلال قيام وسائل الإعلام بوظيفة حارس البوابة “Gate Keeper” وترتيب الأولويات “Agenda Setting”
ولاهمية العمل على الصورة الذهنية قامت الكيانات التجارية العملاقة بالتعاقد مع شركات العلاقات العامة ودفعت المبالغ الضخمة للترويج لمنتج او لفكرة وبعد النجاح الساحق والملموس على ارض الواقع والاثر الطيب لتلك التعاقدات دخلت المنظمات والهيئات والدول للترويج اما لتنشيط السياحة او لتحسين صورة او منتج او تشكيل رأي عام ضد كيان او فرد او لكسب تعاطف لكيان او فرد أكان بالايجاب او بالسلب واصبحت من ضمن الاستراتيجيات المستخدمة في الحروب الباردة واهم اسلحتها واشرسها على الاطلاق الاعلام  في قلب الموازين او تصويبها للمنتصر والخاسر و للظالم والمظلوم وللضحية والجلاد وللناجح والفاشل والمشهور والمغمور والمستفيد الاكبر بالطبع هي شركات العلاقات العامة وسأذكر بعض الامثلة
إيدلمان Edelman: وهي الشركة الأولى عالميًّا في مجال العلاقات العامة، وقد بلغت إيراداتها في عام 2014 قرابة 812.3 مليار دولار. ومن أبرز عملائها: شركة ليبتون، وستاربكس، ومايكروسوفت، ويو بي إس United Parcel Service.وهي شركة متعددة الجنسيات، لديها مكاتب في 65 مدينة حول العالم، ومقرها نيويورك. وقد تم تأسيسها بولاية شيكاجو عام 1952 من قبل دانيال إيدلمان ، وتتخصص في عدة مجالات رئيسية بما في ذلك الأزمات والمخاطر، والأعمال التجارية والتسويق، وغيرها.
ويبر شاندويكWeber Shandwick : تم تأسيسها عام 1921
كتشوم Ketchum: وهي شركة متعددة الجنسيات، مقرها نيويورك، ولها 22 فرعًا في 46 دولة، وتمتد خبرتها لأكثر من 90 عامًا في مجال العلاقات العامة، وتقدر إيراداتها سنويا بـ550 مليون دولار. ومن أبرز عملائها: الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، وإيكيا، وخطوط دلتا الجوية، وشركة آي بي إم IBM، وفيدكس.
أبرز التعاقدات:
إن تعاقد الدول مع شركات العلاقات العامة الأمريكية ليس حكرًا على دولةٍ بعينها، وإنما هو نهجٌ تلجأ إليه الدول تحقيقًا لمصالحها. وتتساوى في ذلك الدول أجمع، سواء كانت دوًلا كبرى أو صغرى، وإن اختلف بطبيعة الحال عمق تلك المصالح من دولة إلى أخرى، والتكلفة المالية التي تتكبدها الدول دفاعًا عن تلك المصالح. ومن أبرز أمثلة تلك التعاقدات ما يلي:
1- روسيا: في عام 2006، استعان “ديميتري بيسكوف” الملحق الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشركة كتشوم، لتحسين سمعة روسيا في “قمة الثمانية G8” بعد أن قامت شركة غازبروم بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوكرانيا. وامتد التعاون بين موسكو والشركة طوال الفترة من 2006 حتى 2015، بمقابل بلغ 40 مليون دولار. واستخدمت الشركة وسائل الإعلام المختلفة والمؤتمرات الصحفية، للدعاية والترويج لروسيا كدولة جاذبة للاستثمار. كما رفعت عدة شعارات منها: “استثمر في موسكو” ساهمت الشركة في نشر مقال للرئيس الروسي “بوتين” في صحيفة “نيويورك تايمز” حول الحرب السورية، لثني الولايات المتحدة عن القيام بعمل عسكري ضد سوريا.
2- غينيا الاستوائية: منذ عام 2010 تعاقدت حكومة غينيا الاستوائية مع شركة Orvis التابعة لمجموعة MSL group للمساعدة في تحسين صورة رئيس البلاد “أوبيانج أنجيما أمباسوجو”، وذلك من خلال وسائل الإعلام، وصياغة رسائل إلى البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ووكالات الأنباء، ووزارة الخارجية، وتوزيعها على النشرات الصحفية نيابةً عن غينيا الاستوائية. وقد روجت تلك البيانات لنجاح الدولة في الحد من معدلات الأمية، ومحاربة الأمراض المتفشية وقد ساهم ذلك في تحسين الصورة الدولية لها
لذلك نعلم يقينا  ان هناك محاولات مستميتة وحملات منظمة دفع لها الاموال الطائلة للاقلام المأجورة والابواق المسعورة للنيل من مكانة المملكة ولا نراها الا فاشلة لتشويه صورة السعودية ارضا وانسانا وجميعنا يعلم من ورائها ولا نقول الا خبتم وخاب مسعاكم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وقد ان الاوان لنقوم جميعا افرادا وجماعات حسابات مستقلة اومنابر اعلامية بواجباتنا للذود عن الوطن والدين والارض والعرض والثوابت والمقدسات ولنساهم جميعنا بأظهار الصورة الذهنية الحقيقية التى تليق بعظمة وشموخ مملكة العز والعروبة  قبلة الاسلام والمسلمين ونظهر للعالم جهود المملكة العربية السعودية بقيادة سيدى ومولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله و ولي عهدة الامين سيدي صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان حفظه الله في بناء الوطن والانسان وليعلم القاصي والداني الصورة الحقيقية لصروح النماء والعطاء ورؤية الطموح والمستقبل من خلال 2030 التى فتحت ابواب الاستثمارالتقني والمعرفي على مصرعية لنرتقي سلم المجد ونردد جميعا بالروح بالدم نفيدي سلمان الحزم ..بالروح بالدم نفدي محمد العزم
بقلم / حسن بن صعب

المراجع
مجموعة ابحاث مختلفة
(ويكيبيديا)
المستقبل للابحاث والدراسات المتقدمة
معلومات الكاتبة / رغدة البهي