الحياةاهم الاخباربيئة

معركة اليمنيين مع كورونا.. إلى أين ستنتهي؟

الوباء يغزو البلد أكثر فأكثر، وأمامه تنكشف سوأة النظام الصحي، بذات القدر الذي تنكشف فيه كارثية أداء السلطات الانقلابية منها والشرعية.

آخر المعلومات التي أفصحت عنها “اللجنة العليا لمواجهة فيروس كورنا”، تقول إن عدد الوفيات بلغ مئة وإحدى عشرة حالة، فيما بلغ عدد المصابين نحو خمس مئة حالة، وذلك في تسع محافظات فقط أبرزها حضرموت وعدن.

أما مناطق سيطرة المليشيا فتتعرض لتعتيم هائل من قبل الحوثيين، إذ توقف عداد الإصابات هناك عند حالتين فقط منذ أكثر من شهر، فيما يشيع أبناء صنعاء وإب وغيرها من المحافظات عشرات الوفيات يوميا بالوباء، وآلاف المصابين يعالجون أنفسهم في بيوتهم.

غياب أدوات المواجهة

نقابة الأطباء اليمنيين كشفت، في بيان لها، عن وفاة ستة وثلاثين شخصا من الكادر الصحي، الأمر الذي يشير إلى تهاوي الجدار الأول في مكافحة وباء كورنا، فالعاملون في المجال الصحي لا يمتلكون حتى أدوات الحماية البسيطة.

بالأمس وصلت طائرة تابعة لمنظمة اليونيسيف إلى عدن، محملة بستة عشر طنا من المستلزمات اللازمة لمواجهة الوباء، لكن سياسة التباطؤ في الاستجابة للوباء، سواء من قبل المنظمات الدولية أو السلطات المحلية، تعمل على تفاقم الكارثة بين اليمنيين، خاصة وأن بعض المحافظات تتحدث عن عدم توفر أجهزة PCR المخصصة للفحص.

قبل أيام تعهَّدت الدول المانحة بدعم اليمن بحوالي مليار ونصف المليار دولار، جزء منها سيخصص لمواجهة كورونا، إلا أن ذلك ربما لا يجد طريقه للواقع؛ نظرا لبطء إجراءات هذه المنظمات، وتسارع انتشار الوباء.

معركة قاسية

المتخصص في علم المكروبات الطبية والمناعة، غلام ضبعان، قال إن اليمنيين يخوضون معركة قاسية جدا ضد كورونا؛ نظرا للمعاناة التي يعيشونها منذ خمس سنوات جراء الحرب والتي تفاقمت مع انتشار كورونا في البلاد.

وأضاف ضبعان، خلال حديثه لبرنامج “المساء اليمني” على قناة “بلقيس” مساء أمس، أنه رغم المعاناة والأوضاع التي يعاني منها اليمنيون، إلا أنهم سيجتازون هذه المحنة في القريب العاجل، مبشرا في الوقت ذاته بقرب انحسار الوباء، مشددا على ضرورة الاستمرار بأخذ الإجراءات الاحترازية والوقائية كتجنب الخروج وأهمية التباعد المجتمعي والنظافة الشخصية.

وبشأن تزايد أعداد الوفيات وحالات الإصابة في اليمن وما إذا كان ذلك ناتجا عن كورونا، أوضح أن ما يحدث لا يمكن وصفه بشكل قاطع أنه بسبب كورونا؛ لأنه لا يوجد في البلاد فحوصات طبية ولا فحوصات PCR التي من خلالها يتم تشخيص المرض.

ولفت إلى أن حمى الضنك والمكرفس قد يكونان انتشرا في عدن والحديدة قبل شهرين من اليوم، بسبب وجود بيئة حاضنة للبعوض الناقل للعدوى بخلاف بقية المناطق التي لا يوجد فيها بعوض ولا يحتاج كورونا فيها إلى بعوض.
مضيفا أن الانتشار السريع والحر للمرض في جميع محافظات ومناطق اليمن، وحالات الإصابة لدى الكبار ، وتعرض الكادر الطبي للإصابات الشديدة، هذه كلها صفات تثبت أن المنتشر هو كورونا وبشكل كبير جدا.

تعز وكورونا

وعن الوضع الصحي في تعز، قال المتحدث الرسمي باسم لجنة الطوارئ بتعز، أحمد منصور، إن وباء كورونا منتشر بشكل واسع بين أوساط السكان في المحافظة، إلى جانب أمراض الحُميَّات الأخرى.

وأشار إلى أن عدد حالات الإصابة المؤكدة مخبريا بفيروس كورونا في المحافظة بلغت 96 حالة، بالإضافة إلى 24 حالة وفاة.

وإلى جانب كورونا، أوضح منصور أن هناك حالات منتشرة كأوبئة أخرى مثل وباء حمى الضنك وما يعرف محليا بالمكرفس والملاريا، ما يعني ذلك مضاعفة أعداد الوفيات.

ولفت إلى أن انتشار كورونا في اليمن بالتزامن مع انتشار الأمراض والحميات الأخرى أحدث إرباكا للقطاع الصحي، ودفع بأغلب المستشفيات، سواء الحكومية منها والخاصة، إلى رفض استقبال الحالات خوفا من أن تكون مصابة بكورونا، وبالتالي هذا الإرباك جعل من الصعب تحديد هوية هذه الأمراض من قبل إدارة القطاع الصحي في تعز والتركيز بشكل مباشر على وباء كورونا.

وعن عدد الحالات التي يتم تسجيلها بشكل يومي في تعز، أوضح منصور أن الحالات لا تصل إلى المراكز المخصصة لمعالجة كورونا وإنما تقوم فرق الرصد الوبائي بتعقب هذه الحالات في المنازل بحسب البلاغات التي تصل من بعض المواطنين وأخذ العينات من الحالات التي وصلت إلى المراكز العلاجية، ويصل عدد الحالات التي يؤخذ منها العينات في اليوم الواحد 40 حالة.

تصاعد الفيروس

أخصائي الطب الوقائي والأوبئة، حمدي الحكيمي، قال إن اليمنيين يعيشون الآن في مرحلة تصاعد الموجة الأولى من كورونا والتي تعتبر الموجة العالية من موجات الفيروس.

لافتا إلى أن الجميع الآن في مرحلة مجابهة الوباء واستقبال الحالات الحرجة، وبالتالي الأولوية الآن لدعم القطاع الصحي حتى يتمكن من استيعاب الضربات المتتالية، متوقعا أن تشهد الثلاثة الأشهر القادمة ارتفاع في أعداد الحالات المصابة والوفيات بالفيروس في اليمن.

مستدركا القول أنه بعد الثلاثة الأشهر المقبلة سيكون أغلب أفراد المجتمع قد كونوا مناعة ضد الفيروس، وبالتالي ستتكون ما تعرف بمناعة القطيع لدى أغلب الناس، ما يعني انحسارا للفيروس بسبب كسب الناس لهذه المناعة.

المصدر بلقيس

زر الذهاب إلى الأعلى