عن الـ17 مليار دولار انفقتها السعودية باليمن
د. أيوب الحمادي
المملكة تتحدث عن انفاق 17 مليار دولار في سنتين لاعمار اليمن و الوزير الميسري قبل سنة تحدث ان الامارات انفقت 47 مليار ريال سعودي اي 12 مليار دولار في سنتين على مليشيات و اطماع مختلفة لها, يعني الحديث هنا عن 30 مليار دولار من باب التقريب انفقت في سنتين في اليمن. و حتى و ان كان المبلغ, الذي أنفقته الامارات نصف هذا العدد او الثلث, و المبلغ الذي انفقته المملكة نصف المبلغ, فيكون الحديث عن 15 مليار دولار لمساعدة اليمن كما يتحدثون هم. و المبلغ حتى و ان كان النصف فهو كبير لنا في اليمن ولا نحتاج اكثر من ذلك منهم لننطلق. كان لو تم انفاقه أو انفاق حتى نصف النصف المبلغ المذكور في التنمية و دعم اليمن و اقصد فقط 7 مليار دولار-اي ليس 15 ولا 30 مليار- ان اليمن او نقول حتى الجنوب تحول الى خلية نحل منتجة تنمويا و صار مستفيد من ما انفق كمجتمع, انفصلوا او ظلوا في اطار اليمن ليس مهم الان في طرح الفكرة بخصوص التنمية.
و اعطيكم مثال بسيط و هو ان مليارين دولار فقط, كان ممكن تكون 20 الف شركة فنية و مهنية و ثقافية و صناعي و تقني للشباب بدعم 100 الف دولار لكل شركة كدعم لمكافحة البطالة و تفجير طاقات الشباب الابداعي بموجب فكرة مشروع واضحة و مبوابة و مقيمة اي لا توزع اموال الا بخطة و تقيم*, اي 550 مليون ريال الى 650 مليون ريال لمدة 5 سنوات بحيث كل شركة عليها ان تشغل 5 اشخاص و تبني ذاتها في مجالها من المبلغ المذكور. هنا نكون حفرنا 20 الف شركة في سوق اليمن و في وجدان المجتمع و شغلنا 100 الف و لمدة 5 سنوات, اذا نجحوا بعدها فهم سوف ينطلقون باليمن للقمة, و ان نجح فقط 50 في المائة كما هو متوقع, فهذا يعني 10 الف شركة سوف تحمل مجتمع و تشكل مناطق اقتصادية مستقبلا و ان استمرت فقط ربع العدد يعني 5 الف شركة, و سوف نذكر ان المملكة و الامارات كانت سبب النهضة وقتها و نحن تحدثنا فقط عن مليارين دولار الى الان.
و لو قلنا المليار الثالث قسمناها لبناء حواجز مائية لتتحول اليمن لخزان الفاكهة و الخضروات للخليج و نكون ربطنا اليمن بمحيطها اقتصاديا وتم بناء امن غذائي للمنطقة. هنا تكون الامارات و المملكة كسبت مع اليمن اقلها استراتيجية امن غذائي لاسيما و نحن نستطيع بناء 2500 حاجز مائي بمعدل 200 الى 250 مليون ريال كل حاجز مائي أي ما يقارب 400 ألف دولار دون المشاركة الشعبية اي 7 سدود في كل عزلة, اي هنا سوف تكون الامارات و المملكة حفرت اسمها بكل حاجز مائي للدهر و احدثت نهضة زراعية لا تنتهي و شغلت ليس اقل من 40 الف شخص في البناء و التخطيط و الى الان فقط 3 مليار دولار و شغلنا ما بين 70 الى 90 الف شخص بشكل مباشر و غير مباشر بالإنشاءات بنفس عدد مليشيات الامارات, يعني تقريبا اوجدنا اساس ل 70 الف اسرة تشكلت باستقرار و طموح و دون قلق.
و لو قلنا مليار دولار الرابعة نقسمها للزراعة و الصحة و الخامسة للتعليم و الكهرباء والاتصالات و بناء ميناء ب 80 مليون دولار في المخا و المليار السادسة لمكافحة الفقر و احداث تنمية ريفية و السابعة لبناء مدن جديدة و نكتفي فقط بهذا المبلغ اي 7 مليار دولار، اي بقية نصف المبلغ 15 مليار دولار يكون 8 مليار دولار يخلوها لهم. و لو صممت المملكة و الامارات انها تريد تزيد مليار دولار في سياق هذا الطرح دعم لليمن كونها اصلهم و بما يعود عليها ايضا بالخير فنقول القوى العاملة اليمنية ركيكة لا تنفع اليمن و لا الخليج كون مخرجات التعليم اليمنية عبارة عن زوامل و كارثة, و لذا نطمح تأهيل ما يقارب من 19 الف شخص دراسات ماجستير و دكتوراة في المانيا لنا و للمنطقة اي لهم و لو تزيدوا مليار نتحدث عن 50 الف مشروع عالم و باحث يمكن انتاجهم في 6 سنوات. نكون خدمنا اليمن و المنطقة و العرب و قضينا على مستنقعات الفقر و الجهل, التي تدفع الكثير من الشباب العاطل الغلابة الباحثين عن لقمة عيش لمشاريع الصراعات و الارهاب و التقطعات والمناطقية و الارتزاق و كل ذلك لا يعود الا الى افتقارهم للامل و لمشاريع الحياة و طرق التنمية, فلم يجدوا امامهم الا مشاريع الموت متلحفة بالماضي مزدهرة . كنا وقتها رفعنا مجسمات شكرا مملكة الخير و شكرا امارات الخير على كل منجز لها, اما الان اليمن تعيش اكبر كارثة انسانية من بعد الحرب العالمية و نحتاج لمعجزات لتفكيكها.
نسيت ان اذكر لكم ان هكذا انفاق و خطط سوف يحدث اثر عكسي عند اي مستثمر و سوف يجعل المستثمر اليمني يشد الرحال للعودة لليمن و هنا نكون كسبنا نفس المبلغ اقلها كاستثمار يمني لاسيما في سوق عقارات مصر انفق اليمنيون ليس اقل من مليار دولار فى القاهرة و هذا مثال بسيط و لو ربطنا ايضا حركة المال اليمني المتدفق الى هناك و اقصد مصر فالحديث عن مال تدفق في خمس سنوات لن يكون اقل من اثنين الى ثلاثة مليار دولار. و اذا نظرنا للشركات اليمنية البسيطة كاستثمار في تركيا و اثيوبيا و مصر و ماليزيا و غيرها مع العقارات لن نغلط ان قلنا خسرت اليمن اكثر من 10 مليار دولار كتقدير يمكن استقطابها او حتى نصفها في بناء اليمن او حتى الجنوب , انفصل او ظل في اطار اليمن الواحد, كان تركت اقلها اثر و تنمية. الدعم الخارجي لا نريده لسلات الغذاء ولا للسلاح و المليشيات و انما لاحداث تنمية و استقرار و لو في جزيرة واحدة او محافظة اقلها الى ان نعقل. المرحلة تقتضي فكر اخر و خطط استثنائية لتكسب اليمن و المنطقة لاسيما و الحروب يتم كسبها هذا العصر بالعلم و التنمية و الانفتاح.
__ ____ *
للمراقبة و تنفيذ الخطة باهداف زمنية مبوبة على مرحلتين ل 6 الى 8 سنوات نحتاج شركة اجنبية قابضة تقوم بدور الحكومة في ذلك و يمكنها ان تمتلك الشركات المتعثرة التي تم دعمها ان لم تصل لهدف او تعيد هيكلتها و الحكومة لا يجب ازعاجها. هذه الشركة لن تكلفنا بجيشها من الموظفين -من فرق التخطيط و المراقبة و الاستشارات والمتابعة- للمرحلتين 150 الى 300 مليون دولار. واحد بيقول نسيب الحكومة تقوم بذلك وهنا اقول لو اعطينها الصندوق السيادي السعودي سوف ننتهي بعد 7 سنوات ندور سلات غذاء نحن و المملكة مطوبر معنا.