مع أبوبكر .. صنعاء الحديدة تعز
محمود الحاج
في البدء يلزمني توضيح موقف الموسيقار أحمد فتحي من عدم مرافقته للفنان ابوبكربلفقيه الى صنعاء وذلك بسبب تفرغه لانشاء (معهد احمد فتحي للموسيقى) في إمارة الشارقة والذي استقدم إليه بعض مدرسي الموسيقى من العرب تحت ادارته .
في اليوم التالي كان موعد الامسية الاولى يتسارع واكتملت كافة الترتيبات في حديقة فندق حدة .. في الثامنة مساء انطلقت البداية بمنلوجست لا اذكراسمه وتكررت مشاركته في بقية الحفلات ثم تلاه الفنان القدير احمدالسنيدار باغنيتين وقبل نزوله من المسرح قال لي (ابوبكر صوت رهيب) ..وجاء دور الصوت الذي من اجله احتشدت الجماهير..
أبو أصيل خلف الستار وانا اشارف على التقدم نحوالمايكرفون لتقديمه بعد رفع الستار الذي ما ان رفع حتى وقفت امام الجمهور .. ارتجلت كلمة لاتخلو من المفردات الادبية عن ابي بكر حظيت بتصفيق ملحوظ ولايكاد يختلف عماكنت اناله في امسيات شعرية.
وماان انهيت التقديم حتى سارع الفنان الكبير نحوي وطبع قبلة على خدي شكرا واعجابا بماقلته عنه .. ثم ابتدا غناءه الذي امتد لساعات .. وكانت حفلة ناجحة بكل المقاييس .
في اليوم التالي كنا على موعد مع السفر جوا الى الحديدة اناوهو وصديق شبابه في عدن اللحجي العدني أحمد ناجي محسن ومتعهد الحفل بينما سافرت الفرقة الموسيقية بالباص علمنا بعد وصولنا بان افراد الفرقة شاهدوا الاهوال وظلوا يصرخون ويبكون وايقنوا بالموت أثناء مشاهدتهم الجبال الشاهقة التي مر منها الباص في الطريق الى الحديدة بل وطلبوا من السائق ان يعيدهم الى صنعاء لكن طلبهم قوبل بالرفض لانه مستحيل .. وقيل لنا ان الثلاث النساء (الكورس) اغمي عليهن وهن يشاهدن الهاويات الجبلية التي سيمر فيها الباص صعوداوهبوطا..!
في الحديدة وفي حديقة الشعب حيث اقيم الحفل كان ثمة اختلاف في حجم الجمهور المحتشد والحديقة الواسعة فضلا عن المناخ .. وقبل أن يبدأ أبوبكر سهرته الغنائية تعمد تهييج الجمهور عندما قال (اناسعيد جدا بأنني في الحديدة لانها مدينة صديقي الحبيب احمدفتحي) فكان رد الفعل تصفيقا طويلا وهتافات اذهلتنا مما جعل أبو أصيل يغني بارتياح شديد ويريح الجمهور اكثر باغنية (ظبي اليمن) أغنية أحمد فتحي .
وفي نهاية الحفل حاول عدد من الجمهور الصعود الى المسرح لكن الشرطة حالت ومنعتهم .. وعند الخروج صعد أبوبكر وانا معه السيارة الخاصة لكن عددا من الجمهور لم يتركوها تتحرك وظلوا يهتفون ويحييون ضيف مدينتهم حتى كادوا يحملون السيارة لولا تدخل أمن الحفل فتحركت السيارة ببطء لان حشدا كان أمامها إلى أن وصلت إلى بوابة الفندق.
كان الارتياح الشديد باديا على وجه صاحبي فقال لي (شفت على جمهور رائع).!! (غدا انهي حقيبة ذكرياتي هذه بالسفربر إلى تعز وما ادراكم ماتعز وذهول بلفقيه)!!