اهم الاخبارحائط
موسم العودة… في زمن الكورونا.
نشوان النظاري
تشهد محافظة إب بمختلف مديرياتها ومنذ عشرات السنين موسم العودة الكبير في مثل هذه الأيام، إذ يعود العمال ورجال الأعمال من ابناء إب داخل الوطن من محافظات الجمهورية لقضاء فترة إجازة شهر رمضان وعيد الفطر ومن ثم يعاودون للعمل في تلك المحافظات مرة أخرى.
كما تنشط وتزداد الرحلات القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وباقي دول العالم إلى اليمن في هذه الفترة حاملة على متنها مئات المغتربين والذين يفضلون العودة في هذا التوقيت لاستغلال ايام رمضان الروحانية بين الأهل الأصدقاء ومشاركة الجميع فرحة العيدين، وتشهد هذه الفترة وحتى عيد الأضحى المبارك صخبا سكانيا وإقبالا كبيرا على المولات ومحلات الملابس حيث تشهد مدينة إب رواجا اقتصاديا مهولا.
وتتزامن هذه الفترة مع تساقط الأمطار واخضرار الأشجار وتفتح الأزهار وفي كل عام في هذا التوقيت ترتدي الجميلة إب ثوبها السندي الأخضر وتبدو كفتاة جامحة فاتنة في عنفوان شبابها البلوري.
يقول أحد العائدين وقد قضى فترة الحجر الصحي أنه استعجل سفره حتى يتسنى له المكوث في الحجر الصحي 14 يوما ومن ثم مشاركة الأهل والأصدقاء الطقوس الرمضانية، وقال بلكنه شعبية متواضعة وملامح وجهه تشي إلى سرور منفلت ” عام ما يشقي على شهر ليس عاما “، مؤكدا أنه لاقى تعامل راقي في الحجر الصحي وان الخدمات كانت راقية.
أحد المغتربين العائدين من الولايات المتحدة الأمريكية روى لـ إبpress7 مراحل وصوله قبيل رمضان بأيام قلائل، حيث أكد أنه خرج من امريكا قبل أكثر من شهر من وصوله المنزل وقد قضى الحجر الأول في مناطق حكومة عدن لمدة 14 يوم فيما قضى مثلهن في مدينة تعز الجزء التابع لحكومة صنعاء، وقد تعرض لبعض المضايقات عند دخوله برا الحدود اليمنية ومنذ وصل لم يلحظ أي تنمر في علاقة المحيط الاجتماعي به، وهو يتحدث عن تجربته بسعادة بالغة حيث حقق مراده واستطاع قضاء رمضان بين أهله ومحبيه حد وصفة.
مواطن آخر يعمل في مخبز في مدينة إب ، قرر العودة إلى مسقط رأسه مدينة تعز ،قال لي عبر مكالمة هاتفية أنه كان يخشى أن السلطات في تعز تقوم بحجره وهو يريد قضاء رمضان بين أسرته بعد أن طال غيابه عنهم ما يقرب العام ، أخبرني أنه تعرض لعملية فحص لدرجة الحرارة في إحدى النقاط ومن ثم تم سؤاله بعض الأسئلة وبعدها سمحوا له بالمغادر ومن ثم واصل السير إلى قريته وهو اليوم بعد مرور خمسة ايام من مكوثه في قريته يشعر بأنه لا داعي من القلق حول الإجراءات الاحترازية لتنقل المواطنين بين المحافظات وأنها في مصلحة الفرد والمجتمع.
يخشى العائدون من فترة الحجر الصحي بل ويغامرون بالعبور من طرق جبلية وعرة ناهيك عن المخاطر الأمنية المحدقة إذ يحق للعناصر الأمنية إيقاف الداخلين لمحافظة إب عن طريق التهريب استخدام القوة والاعيرة النارية الحية والمباشرة، وبالرغم من أني قمت بجولة استطلاعية لبعض نقاط الحجر الصحي واتضح لي ان أماكن الحجر عبارة عن أرقى فنادق المدينة والحكومة متعاقدة مع أفضل مطاعم المدينة، كما تتوفر كافة الخدمات الصحية والتعقيم وتتم متابعة الحالات على مدار الساعة.