لماذا يحب المواطن العربي الماضي؟!
د. مصطفى النعمان
لا تكاد تلتقي انسانا عربيا الا والشكوى من الاوضاع الحالية هي مقدمة الحديث.. ويقول ان عهد الراحل كان افضل!
فلماذا تدهورت الاوضاع الى الحد الذي يفقد فيه المواطن العربي يقينه بأن القادم افضل؟ ولماذا ينّشْد المواطن العربي دائما الى حاكم سابق كان يطالب برحيله؟ من المسؤول الراحل ام البديل؟
الراحلون كانوا الاطول مكوثا في مواقعهم داخل بلدانهم، وكان من الطبيعي ان يكونوا نماذج للمقارنة، والمشترك ان اغلبهم حكم عبر مؤسسات امنية وعسكرية في المقام الاول.. كانت اسرهم أو قبيلتهم أو منطقتهم أو طائفتهم هي الاكثر نفوذا وحضورا في المشهد.. وكان الموظفون البيروقراطيون مجرد ادوات لتسيير الشأن العام والخدمات المتاحة!
يكفي ان ننظر الى ان بعضهم ترك بلده بمخرجات تعليم ركيكة وخدمات منهارة وانتاج الكهرباء فيها ضئيل والمياه النقية منعدمة والمستشفيات تعيسة والمطارات بائسة!
لم يتركوا مؤسسات قادرة على النهوض باستقلالية.. الزموا الموظفين على انتظار توجيهات الزعيم الملهم والقائد المحنك..
صحيح ان الراهن المعاش اسوأ بكل المستويات لكن اسباب ذلك سابقة وراسخة في السنوات والعقود الماضية..
ان على الذين يلعنون الحاضر البحث في جذور الازمة وليس التمسك بنماذج يمكن بسهولة ادانتها.. وعليهم الاعتراف ان الكارثة لم تبدأ حين تركوا الحكم ولكنها بدأت مع وصولهم للسلطة.