هل يجود الزمان بنسخة جديدة من الفريق حسن العمري..؟
محمد الخامري
بعد اقل من اربع سنوات فقط على قيام الجمهورية العربية اليمنية واندلاع الحرب بين الجمهوريين المدعومين من مصر والملكيين المدعومين من السعودية في 26 سبتمبر 1962، وتحديداً في يونيو عام 66 بدأ رئيس الوزراء الفريق حسن العمري رحمه الله إجراءات تصعيدية ضد التواجد المصري في اليمن..
مطلع اغسطس عقد الفريق العمري مؤتمر شعبي في مجلس الشورى حضره اعضاء المجلس الجمهوري وأعضاء الحكومة والمشائخ والاعيان ومختلف فئات المجتمع اليمني؛ طرح فيه امكانية التواصل المباشر مع المملكة العربية السعودية والتفاوض معها حول دعمها لاسرة حميد الدين وإنهاء الحرب بين الملكية والجمهورية..
📌 وفي 16 سبتمبر 1966 وبدعوة من الرئيس جمال عبدالناصر حضر إلى القاهرة الفريق العمري وعددٌ من أعضاء حكومته والقيادات العسكرية وأعضاء من المجلس الجمهوري، وبدلاً من أن يقابلوا الرئيس عبدالناصر؛ استقبلهم في المطار شمس بدران رئيس المخابرات الحربية واخذهم إلى حمزة البسيوني في السجن الحربي الذي اودعهم فيه..!!
📌 كان من ضمن الوفد الاستاذ احمد محمد نعمان والقاضي عبدالرحمن الإرياني أعضاء المجلس الجمهوري، وحسن مكي نائب رئيس الوزراء، والعقيد إبراهيم الحمدي نائب القائد العام للقوات المسلحة، واحمد عبده سعيد ويحيى المتوكل ومحسن العيني ودرهم أبو لحوم وغيرهم من القيادات اليمنية الحرة التي استشعرت خطر استمرار الحرب وتصفية الحسابات واستعراض القوة بين السعودية ومصر علي رؤوس اليمنيين؛ فقررت إيقاف هذا العبث باليمن وحقن دماء اليمنيين، وقرروا السفر إلى الدول العربية لشرح وجهة نظرهم والسعي لدى الزعماء العرب للضغط لإيقاف الحرب التي اهلكت الحرث والنسل في اليمن، إلا أن الفريق العمري قرر الذهاب إلى الأمم المتحدة ليعلن رفضه القبول بالوضع الراهن، وإعلان إنهاء التدخل المصري في اليمن..!!
استشعر عبدالناصر خطر هذه الخطوة، إذ ان ذهاب رئيس الوزراء اليمني للأمم المتحدة والمطالبة بإنهاء التدخل المصري في بلاده؛ يعني سحب شرعية وجود عبدالناصر في اليمن ووضعه في حرج أمام العالم، وبناءً عليه تم استدعائهم للتفاهم في القاهرة وتم احتجازهم في السجن الحربي هناك..!!
📌 استمر حجز أحرار اليمن في السجن الحربي؛ بالتنسيق مع الرئيس اليمني آنذاك وموافقته؛ المشير عبدالله السلال الذي كان مؤيدا للمصريين، وبقوا فيه لمدة سنة وشهرين، وتم اطلاقهم في 26 اكتوبر 1967 ومع ذلك لم يتزحزحوا عن رأيهم ورفضهم لتوغل القوات المصرية في مؤسسات الدولة وتحكمها في القرار العسكري والسياسي وخروجها عن هدفها الذي جاءت لأجله وتدخلها في الشئون العامة لليمنيين..
📌 الزمان يُعيد نفسه، من السلال رحمه الله، إلى عبدربه منصور هادي، فهل يعيد الزمان نفسه أيضاً ويجود بشخصيات حرة استثنائية كالفريق العمري والاستاذ النعمان والقاضي الإرياني والدكتور مكي وغيرهم من القيادات التي ترفض الحرب وتدعو للسلام وإنهاء العبث القائم منذ ست سنوات على دماء اليمنيين ومقدراتهم.. نرجو ذلك
📌 ملحوظة مهمة..
المقارنة الواردة في المقال محصورة بين رجال المرحلة اليمنيين؛ بين الأمس واليوم، وليس بين التدخل المصري بالامس والخليجي اليوم، فالتدخل المصري كان ولازال محمودا عند اليمنيين إلى اليوم، وماقام به الاحرار العمري ورفاقه لم يكن ضد الوجود المصري بالمطلق بل ضد ممارسات بعض قياداتهم الموجودة في اليمن والتي انحرفت عن هدفها الرئيس لتثبيت الجمهورية إلى التدخل في الشئون الداخلية لليمن ومؤسساتها..
محمد الخامري