الكهرباء ..ياكافور
نعمان الحكيم
اخيرا يتبين الامر بجلاء ان الموت يترصد لنا: اطفالا .. شيوخا.. نساء ورجالا..مرضى..جرحى حرب ..فقراء في يمن تحت مظلة عربية مخزقة شكلها مظله وهي ليست الا منطوقا غربيا يدعونه (أمبريلا)..
وبريلا .. بريلا بريلليلا!
كان العرب يقولونهازمان صريحة مدوية:
(في الصيف ضيعتِ اللبن)وهو مثل لمن يتبطر النعم ..والمثل يؤنث لصلته بمن تركت بعلها الشايب صاحب الابقار
والاغنام وكثرة الحليب الوفير
..الى شاب وسيم لكنه شيطان لايملك شيئا ماجعلها تندب حظها العاثر..
والبقية يعرفها اغلب الناس الذين يقراون الامثال!
نعم هذا وضعنا (الخُنثى) ..فلا نور ولا كهرباء ..ولن نتحدث عن باقي الامور المهمة للغاية فلا كفانا دعم ولا شحت..ولا احترم بعضنا مسؤلياته ووطنه ابدا..لقد صرنا حقل تجارب لمنتجات الصين الكهربية وصارت بيوتنا اشبه بمعامل قديمة تلتف في جدرانها الوائرات والمصابيح والمرواوح والترشلايتات..
لهذا نقول.. بورك فيهم ولابورك في تجار وحكومة وتحالف اتعبونا
..كمان والنور يزدادظلمة ومواطير الكبار ترعد ولا يحسوا بنا ابدددا!
ياقوم..لقد زاد الماء عالطحين وصرنا خلطة عفن.. من عرق ورشح وكوَر ورمة الرمم..وتتلقفنا الامراض جراء بيئة مليئة بالاوساخ والقاذورات وطفح المجاري ..ولكن نقول مع هذا شكرا لعمال النظافة ، الذين اغلبهم بحاجة ماسة للنظافة..لكن مايقومون به افضل من عدمه..
والشيئ المضحك المبكي والباعث على الحنق ان تمرفي الشوارع هذه الايام سيارة تعلن عن مرض كذا وكذا وضرورة التحصين ،وهو امر علمي وطبي مهم،لكن واقع الحال يقول..اين هي براقش التي جنت علينا ولم تجن على نفسها!
وبعد ياسادة ياكرام..الم نقرا في شعر المتنبي ما يُحيّر لكنه صار حقيقة في وقتنا الراهن..نعم هو ذاك ..وهو يلحق بالمثل السابق ،من ضيّعت اللبن في عز الصيف
..وتلك الايام -لكن لمن يع- تتوالى!
وضعنا اليوم في عدن لا يحتاج لكلام كثير..ولا لمفسر كبير..وضعنا مسخرة مدعمة باذلالنا حتى العرْيَنة ..ولانعني عرينة نوادي التعري في اوروبا
التي يتباهون بها الى اليوم لانهاعندهم حضارة التعري واظهار المفاتن بشكل مقرف وماسخ لانسانية الانسان.. ولكن لهروبهم من العيش الرغيد في بيوتهم ومنازلهم!
..شفتوا الفرق بين عريَنة مقصودة تجعلنا لانطيق حتى ملابسنا الداخلية .. وعرينة موضة.. وبطرة يعني والعياذ بالله!
ياسادة ياافاضل
..ولا دخل لكلمة سادة بحسب الجماعة الانقلابية الاجرامية
،بل للتبجيل والتثقيل وزيادة الكيل وطحن الطحين..وهلم جرا..
وليعذرني القارئ لو استشهدت ببيتين لاذعين يجيبوا الشُرت الكهربائي للبعض..وهما لابي الطيب المتنبي الذي كان من محبي ومؤيدي كافور الاخشيدي العبد (الخصي) حاكم مصر انذاك ،والذي مدحه تملقاوتكسبا وتقربا منه ..الى ان صارفي واقع اليم ووضع مزري لم يستطع العيش معه ،فهجاه بقصائد كثيرة واتقن الهجاء بعد هروبه من مصر..خوفا من القتل.
يقول المتنبي:
*”من أية الطُرْق ياتي مثلك الكرم..
اين المحاجم يا كافور والجلمُ..
***
لاشيئ أقبح من فحل له ذكَرٌ
تقوده أمَةٌ ليست لها رحِمُ”..
هذا واقعنا ياناس واستغرب ان يظل الوزير وزيرا ويقوم هو والمحافظ وقيادات الكهربا بزيارات لمشاريع كهربية والحال اننا من اربع سنين ونيف من سيئ الى الاسوأ.. وهم مهندمين تقول كانهم في اوروبا..او فلنقل في صنعاء
(هانا بجمبنا)او مه! وهي الباردة جدا..جدا!
الى متى ياناس لقد مات عندنا الاحساس بصدق التصريحات الرنانة..فمتى يذهب كافور ليحل محله ابو البخور..
ولا تسالوني من هو ابو البخور لانني معرفوش ..فقط انا اسجع في الكتابة والكناية.. وقلبي مورم والضعط مرتفع والكتابة
..غواية..
ومافيش داعي للاحراج!
الكهرباء ..هل هي معضلة الشرعيةام التحالف ام هي امتحان لنا للانبطاح اكثر مما نحن منبطحين اصلا..ام انها سياسة القهر والظلم والاستبداد!
فهّمونا..الله يرحمكم لو انتم
تفعلوها..
والسلام على من يفهم رطن الكلام..