عدن تنتصر
نعمان الحكيم
في مثل هذا اليوم كنت اكتب لعدن الغد وابحث عن فتحي بن لزرق والطائرات تقصف في أنحاء من عدن واطرافها ابلغته انني في أنماء وطلب الي أن أضع المقال في مكان اتفقنا عليه وفعلا كان آلوفاء وجاء وأخذ المقال ونشر..رغم أننا لم نلتق من قبل وجها لوجه..شكرا لأبننا النجيب الوطني المتقد الناقد والمحب للوطن وعدن في الصدارة..
“والذكريات صدى السنين الحاكي”..
صباح النصر..
صباح النور..
صباح الخير.
هذا الصباح البهي من عام 2019م يذكرنابصباح يوم ابهى من عام2015م
..يوم هللنا فيه وبكينا وفرحنا ورقصنا بعد الم وحزن وليل داكن الظلمة..تشردنا فيه أثر صواريخ ونيران المجرمين الغزاة وقناصيهم..اولئك القوم المتعطشين للدم والسلطة والثروة وهم في الدين اخواننا..نعم ليس بغريب أن نقول اخواننا فلقد قتل قابيل أخاه هابيل وتلك كانت البداية..ولبئس أن نقول أيضا..اخوة!؟
سبعة عشر او السابع عشر من يوليو يوم تحررت عدن بعد قهر وظلم وقتل الأبرياء..وحين صدح صوت خطيب الحرم المكي ..عدن تنتصر..ساعتها غشيتنا موجة عاتية كاد بعضنا أن يموت انصدق ما يقول وقد كان زادنا والكفين في مرتبة واحدة!
..كنت في مدينة أنماء هاربا كغيري ونحن كبار السن وهروبنا كان منجاة لناولاسرنا.. لاسيما وقد قصفت المعلا وتضررت بيوتنا كغيرها من مدن عدن وبيوتها ولم يكن الهروب هروب الجبناء كما يصوره البعض فقد بقي شبابنا ابناؤنا يقاتل ويدافع حتى الانتصار..والحمد لله..
كان بجانبي الراحل الخالد محمود جميع رحمة الله عليه فبكى بحرقة وتناثرت الادويه من كيس كان يحمله وكنا خارجين من عيادة اممية فتحت لانقاذ وحماية الناس..
ونعلم كيف يكون بكاء الرجال..تعانقنا على صوت ..عدن تنتصر..كاد بعضنا أن يتحرك مشيا على رجليه إلى بيته مدينته غير ابهٍ بالأخطار.. كان الشوق لا حدود له ..اكان لكريتر او المعلا او خور مكسر فالتواهي والقلوعة والمنصورة ودار سعد والشيخ الفيحاء..مدن المعارك الطاحنة واستبسال الشباب شباب عدن باسناد التحالف العربي بكل مافيه واقحام الدماء العربية التي اتت لنصرتنا ..من الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وبقية دول التحالف..
.نعم هذا موقف تاريخي لن ينمحي ابد..وهو الذي كان قد جمع أبناء وأهالي عدن في جبهة العزة والكرامة والاستبسال.. ونعلم أن أبناء وأهالي عدن هم شباب ينحدر أغلبهم من كل المحافظات اليمنية يدفعهم حب عدن أمهم أمنا جميعا..وهكذا كانت الملحمة..ويكفي أن نقول امهم..
نعم كان املا بل حلما أن يعلن الرئيس المنصور قرار النصر وتحرر عدن ودحر القتلة في يوم على النقيض منه..وهو يوم الجلوس سيئ الذكر..انه صراع البقاء وصراع الاضداد..والضد يظهر حسنه الضد!
اليوم وبعد كل الذي صار..والدمار النفسي والمجتمع نقول لأبنائنا وشبابنا عليك تذكر تلك الساعات والدماء التي سألت ورفاقكم الذين استشهدوا لنعيش انتم ونحن أحرارا واسيادا على ارضنا..لتتذكروا وتعملوا على تخليد من ضحى وان تتركوا الانا والأثرة.. فعدن جديرة بأن نعيش فيها ولو على كسرة خبز ناشفة
..وتعلمون مانقصد..
عدن اليوم بحاجة لنا جميعا..الكبار والشيوخ والرجال والشباب والنساء وحتى الأطفال لكي نكون درعا حاميا وذائدا لها..وإعادة تعميرها بعد مروراربع سنوات لم تر فيها ما يعيد لها الاعتبار والكرامة..وان نعمل ومعنا بالتاكيد التحالف الداعم تحت غطاء البند السابع..ولنبدأ بالكهرباء والتربية والصحة والأمن قبل كل شيئ..عدن تنادينا..بمثل ما بكيتم وفرحتم ورقصتم وهللتم واستعدتم بيوتكم وصنتم كرامتكم بقي الإطار العام واللام شملكم
عدن..وهو ما يجب أن لا نفعله لحظة واحدة..
عدن ساعدن ستعودين أفضل مما كنت وسنرى زخم ورونق الستينيات ورومانسية الحياة في كريتر تحديدا لأنها كانت فينيسياالوطن وبندقية الجنوب
..وهذا لن يفهمه بعض الشباب الذين لم يشهدوا المرحلة..
عدن الجنة وما سواها لا يهم
..عدن الوطن الكبير رغم انف الصغير الحقير
..وسيتوارثها الأتقياء الانقياء المخلصون والاوفياء..على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم ومن عاش واختلط بساحلها وبحرها وتراثها لن يخذلها ابدا..
اليوم يوم النصر..شكرا لمن شارك وصنع فجر الحرية بالدم والتضحية والفداء..
شكرا لمن بكى وتشنج وهرول في الشوارع بلا شعور سوى فرحة تحرير ارض الحرية والانعتاق..عدن..
صباحكم خير وامن وأمان ..