اهم الاخبارحائط

المواطنة ومفهومها عند العرب 

عبدالمجيد سليم

نحن نشكل مجتمعات ليس لها علاقة بأختيار مواطنتها ويخلق الشخص مفروض عليه الكثير من المعتقدات دون اختياره … كالدين والجنسيه والإسم والعشيره والحاكم .. فالشخص بكل تأكيد لا يختار شيئا من هذه الاشياء ، لكنه يولد مفروضه عليه .

من هنا ما بالكم في شخص عاش وكبر وترعرع في حياة كلها ضلم ومهانة وقهر وضغينه ، وهو مطلوب منه أن يخلص لهذا الوطن المفروض عليه فقط لانه يعيش بهذه المنطقه ..

الهنود الحمر أبادوهم لأنهم متمسكون بمواطنتهم ويرفضون الإنخراط بالمجتمعات الاخرى ، فما هي حصيلة عنادهم ومواطنتهم … وها نحن نسير على طريق الهنود الحمر في مواطنتنا لبلدنا . نعيش واقعنا بكل الم وأضطهاد ، ونسير في طريق التمسك في واقعنا رغم التعب والمرض في هذا الوطن ، يتعاملون معنا كسلعه يريدون استثمارنا وبأي شكل .

أعتبروني فقدت عقلي بكلامي هذا لأنني توصلت إلى نتيجة أن وطنك هو الذي تعيش فيه بحرية وكرامه .. فالشخص الذي يهاجر الى استراليا أو اميركا ،أو الى اوروبا أو …. ويستطيع العيش هناك بأمان وحريه .. ماذا يبقى له في هذا البلد .. لا يتذكر منه الا المأساة والظلم ، فهل هذا وطن ؟؟؟؟

جرى حوار بيني وبين صديقة لي حول مفهوم المواطنه فكنت انا اتحدث عن الوطن وضرورة التمسك به وعدم التفريط فيه مهما كانت الاسباب ، لتقوم هي بالحديث عن مأساتها في ما يسمى بالوطن ، وكيف ضلمها وطنها ، ووضعها في خانة القهر والظلم . وهي الآن تعيش في واقع عملي مريح ومستقره ولا ينقصها شيء في هذه الحياة .. وضعت لي الفوارق وتحدثت حول ما كانت عليه وما أصبحت به .. لتقول هناك فرق ما بين الثرى والثريا . رغم ذلك بقيت مصرا على أن الوطن لا يمكن التفريط به ..

منذ ذلك اليوم وفعلا تدور الفكرة في رأسي وبدأت أشعر أن كلامها فيه الكثير من الصحه ، انا اعيش في بلد ليس فيه لي أي حقوق وعلي الكثير من الواجبات ، وكل يوم يمر تتضاعف معاناتي به ، ولا أعلم الى أين ستصل بي الامور .

ما بالكم أحبائي لو اني بحثت عن مهرب من هذا البلد لأكون نفسي أو على الأقل أعيش مرتاح البال وبلا ظلم وظلامين ، ولا أكون وسيلة للظالمين لإستثماري في أعمالهم .

في النهاية وطني هو الذي أستطيع العيش فيه بكل حريه وسعاده .
م.م

زر الذهاب إلى الأعلى