إلى أين تسوقونها؟ جعل لكم عمى!
أ. محمد الدبعي
اليوم يالله واليوم دايم..
قا صربوا الدخن والذرة قايم!
وأنا عادنا صغير كنت أسمع أن سائقي الشاحنات الكبيرة لنقل البضائع كلهم سكارى.
وبعد كل هذه الأعوام والسنين أكتشف أن كل سائقي الدول العربية سكارى، وأن المواطن العربي مسطول، ومشايخ الدين بين مغيب عن الوعي ومخدر ومسطول ومهبول.
إنه الحب! إنه العشق! حب الذات.. حب الأنا.. حب المال.. حب الكرسي.. حب الدنيا.. ومن بعدي الطوفان!
هل رأى الحب سكارى.. مثلنا
كم رأينا من خبال حولنا
ومشينا في طريق “مقفر”
تثب السكرة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً
وعدونا نتبارى فندبنا “حظنا”!
حلت علينا البركة من كل حدب وصوب بفضل تمسكنا بحبل الله المتين: القطعة تتحول إلى ثلاث بقدرة قادر، والسائق إلى ثلاثة، كمان بقدرة قادر، والشاحنة برضه إلى ثلاث شاحنات صغيرة، والعيد عيدين! سبحاااانه!
رؤساء يقرأون.. وحقراء يسكرون!
زعماء يبنون.. وآخرون يدمرون!
قادة غير عرب ينهضون.. وحثالاتنا للضياع والتيه والشتات يهرولون!
يكدسون جيوشا من الخواء المزخرف
يجزئون المجزّا يصنفون المصنف
لأنهم بالتلهي أرضى وللزيف أوصف!
يابن هادي!
إلى أين تسوقنا؟؟؟
نحن نعلم أنك لا حول لك ولا قوة، فاللعبة أكبر منك، والخطب أعظم من حيلتك، والأخ اليمني باعك بسوق خراب، والشقيق العربي أضاعك بحمق التفكير وسوء القرار، والصديق الغربي خانك لأن مصالحه أهم فلا يبالي بشأنك ولا بمصير شعبك، فلا نلومك، بل نلوم انفسنا نحن اليمنيين، ونستحق كل ذلك وأكثر!
فعلام التطويل؟ وإلى متى؟؟؟!!!
يا آل سعود!
الدنيا وعرش الحكم إلى زوال، ولو دامت لغيركم لما وصلت إليكم أصلا، لكنكم قد خسفتم ملككم بأيديكم، فانتظروا الهوان، واشربوا الذل من نفس الكاسة التي سقيتموها لنا وللشعوب العربية جميعها!
لكن هل شعب الحجاز يستحق ذلك منكم؟
نعم يستحق! فالتنطع الكاذب في الدين هذه نتيجته “هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون!”، والتمسح بأحذية السلاطين والأمراء وخيمة العواقب: “ومن يبدل نعمة الله من بعدما جاءته فإن الله شديد العقاب!”.
فإلى أين تسوقون بلاد الحرمين؟؟؟!!!
وانتبهنا بعد ما زال النعيق ..
وأفقنا ليت أنّا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى ..
وتولى الليل.. والجرح عميق
وإذا النور نذير طالع..
وإذا الفجر يطل كالحريق!
قسمت البلاد، والعديني وأمثاله مشغولون ب”عشرة ايام قبل الزفة”، ويشارك في الفتن التي تموج في تعز تارة بسكوته وتارة بصوته، وانتشرت الملاهي في الديار المقدسة، وفي البر والبحر ظهر الفساد، والخطر محدق بها من جانب، لكن ولا صوت.. ولا همس.. ولا نفس.. ولا حس.. ولا خبر!
يا مصطفى يا كتابا من كل قلب تألف
ويا زمانا سيأتي يمحو الزمان المزيف!