حسين محب.. الفنان الإنسان..!
حسين محب.. الفنان الإنسان..!
موسى العيزقي
ثمة رجال وطنيون مخلصون يتربعون على قلوبنا، ويحتلون مساحاتٍ شاسعة في بهو التأريخ الفسيح، ورغم مواقعهم ومناصبهم وألقابهم إلا أن تواضعهم أوصلهم لمرتبة النجوم التي تعطي دون مقابل، ويعد الفنان ( حسين محب) الكبير بخلقه والتزامه وعشقه للأرض والإنسان واحداً من هؤلاء الرجال الأفذاذ وبدون منازع فهو طاقة هائلة من الحب والإنسانية.
ليست من عادتي الكتابة عن الأشخاص أو الإقتراب من أصحاب المناصب أين كانت صفاتهم أو مكانتهم سواءً في اليمن أو خلال فترة أقامتي هنا في مصر، لا أذكر أني التقيت بالسفير مارم مثلاً أو زرته في مكتبه،حتى بالمناسبات والفعاليات العامة أكتفي فقط بالحضور والانصراف، ولا أحب التقرب من أحد من الكبار أو التودد إليهم كما يعمل البعض،وهذا شأنهم، لكن مؤخراً زرت المركز الثقافي اليمني في القاهرة لأول مرة منذ تولي الفنان القدير حسين محب إدارته، وهي الزيارة التي أتت بعد أنقطاعي عن المشاركة في أي نشاط جماهيري لفترة من الزمن.. لأسباب خاصة سواءً في المركز أو خارجه الأ ماندر، لكن ومنذ بضعة أيام ذهبنا إلى أجتماع للتنسيق لإقامة فعالية للأحتفال باليوم الوطني لزراعة البن وأنذهشت جداً من التغييرالجذري الذي طرأ على المركز الثقافي الذي كان بحالة يرثى لها.. فما دفعني لكتابة هذه الكلمات هو أن كل هذا التغيير الإيجابي الكبير ما كان له أن يحدث لولا جهود مدير المركز الفنان المبدع والشاب الخلوق والإنسان المتواضع حسين محب وفريقه .. الذي أستقبلنا بابتسامة صادقة، وصدر رحب،وهو لا يعرفنا من قبل، وبعد أن أكملنا الاجتماع أخذنا بجولة في أروقة المركز، وقام يشرح لنا برؤية الإداري الفاهم و المدير العارف:هذه صالة الكمبيوتر، وتلك قاعة للرسم، وذاك الاستديو، وهذه المكتبة وتلك صالة الاجتماعات وهكذا دواليك ..ولم يكتفي بذلك بل خرج معنا إلى باحة المركز وأطلعنا على كل تفاصيل العمل والتحديثات التي يشهدها .
وأذكر قبلها وأثناء دخولي إلى مكتب الأستاذ حسين أخبرته بأندهاشي بما رأيته ولاحضته من تغير مجرد ما أن دلفت قدماي عتبة المركز ، سالني لي هل زرته من قبل؟ فقلت له بتلقائية وأنا منذهش : نعم..مدير وسيم وشاب طموح لا يمكنه العمل وسط الكراكيب !.
يحضى الفنان حسين محب بزخم كبير، وحب جارف، من قبّل أبناء اليمن في الداخل والخارج ،والذين لطالما أسعدهم وأطرب مسامعهم ،وأمتعهم بأغانيه الرومنسية الجميلة، وفنه الراقي الأصيل، وصوته العذب، وأحساسه المرهف،الأهم من هذا كله ببسطاته و تواضعه الجم، وهنا أذكر موقف ذكره لي الصديق الغالي زين العابدين البيحاني حدث أمامه وهو قدوم الفنان حسين محب إلى لاحياء عرس في حارته لأحد جيرانه وهو لم يكن من ميسوري الحال، ورغم ذلك أستمر محب معهم ليومين، فكبر بنظري يقول زين، وتضاعف حبه بهذه اللفتة الرائعة التي لم يحلم بها من هم أيسر حالاً، وأقدر على التكاليف، لكنه رفع من شأنهم رفعه الله وزاده نجاحاً وتألقاً .
(سترون المركز الثقافي كما لم ترونه من قبل) بهذه الكلمات البسيطة والمعبرة عبّر (حسين محب) كمدير للمركز الثقافي إلى قلوبنا في أول حديث له بعد تسلمه قيادة المركز الثقافي بالقاهرة.. بحسب ما أخبرني أحد الزملاء الذين حضروا معه في أول لقاء تعارفي – دعٌيت له ولم أستطيع الحضور وقتها- وهي كلمات تعبر عن عزيمة صادقة وإصرار قوي على تحقيق الآمال.. وهذه العبارة الشهيرة الجميلة لا تصدر الأ من القيادات الوطنية والرجال الفولاذيين، فالأستاذ (حسين محب) صاحب شخصية قيادية محنكة، ويمتلك رؤية ثاقبة، وهدف وطني سامي، كما أن لديه مقومات تمكنه من القيام بواجباته بجدارة تجاه أي عمل يناط له، فهو ينخرط بالعمل المباشر مع أي فريق كما لاحظت بنفسي خلال عملنا معه عن قرب لأيام وساعات بالتنظيم للأحتفال باليوم الوطني لزراعة البن، كما أنه لا يمتلك فكر إقصائي البتة ،وليس لديه أي تعصب طائفي أو مناطقي أو فئوي، و لا يحب الخوض في جدليات سفسطائية لا جدوى من استمرارها وكذلك تخندقات جهوية وحزبية ومناطقية لن ترمم أو تبني وطن البتة وكل انتمائه لليمن أرضاً وشعباً وانساناً.
يترقب الكثير من الشباب الموهوب والمبدع بشغف أعادة أفتتاح المركز الثقافي واقامة العديد من الفعاليات الثقافية والأنشطة الإبداعية بعد ترميمه وأعادة الوجه الجميل والحضاري له،وهو الأمر كذلك بالنسبة للكثير من أبناء الجالية اليمنية الهاربين قسريا من الحاضر الملغوم، الذين باتوا اليوم بالألاف في بلدهم الثاني مصر التي وجدوا فيها مرتعاً ومتنفساً ووطنناً بديلاً بعد أن شردتهم الحرب وجمعتهم أمال العودة.
إننا اليوم بحاجة إلى دماء شابة، وقيادات مرنة، سيما في هذه المرحلة الصعبة في تأريخ اليمن الحديث، قيادات وطنية صادقة مخلصة محبة لبلدها وشعبها ووطنها، كذلك الأمر نفسه فيما يتعلق بالجانب الثقافي فهو لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى وبحاجة لشخصيات تعمل على مواجهة التجريف الثقافي والإنساني الخطير الذي يستهدف هوية شعب وكيان أمة، مقابل أفراز كيانات مصطنعة بعيدة عن الوطن الأم( اليمن)، فلثقافة والفن والمسرح أدوات مهمة على مر حقب التكوين التأريخي ومراحل البناء الحضاري والفلسفي للإنسان.
فشكراً للأستاذ حسين محب الذي منحنا كل هذا الدفء والانطباع الخالد في القلب والوجدان، ممتنون لاتحاد شباب العرب للإبداع والإبتكار ممثلة بمديره العميد علي القحيف، وللسفارة اليمنية بالقاهرة ممثلة بالدكتور محمد علي مارم التي أستقبلتنا بترحاب وفتحت لنا كل الأبواب والأطر العملية للنجاح.
ينبغي أن لا أغفل بنهاية هذه التناولة الوجه الباسم المشرق الذي نقابله كل مرة عند دخولنا إلى المركز، إنه الأديب والشاعر والكاتب الكبير الأستاذ نبيل سبيع، نائب مدير المركز الثقافي الذي قام بدور عظيم في مساعدتنا بكل محبة وود وطيبة مفرطة، فابتسامته الساحرة تختزل وجه اليمن الكبير.
وللفريق الذي رافقنا خلال الاحتفال وقبله وبعده، بداية بالعزيز محمد عاطف الذي رغم غيابه الأ أنه كان حاضراً معنا بكل التفاصيل ، والدكتور الفلسطيني الرائع ماجد الأسي الأمين العام لإتحاد شباب العرب للإبداع والإبتكار، والدكتورالقدير محمد الحميري، وطيب الأخلاق الدينامو المحرك خالد المصباحي، والصحفي النشيط الأستاذ العزي العصامي ، والاعلامي المخضرم محمد الردمي،والأستاذ القدير وحيد عبدالجليل، والاستاذة القديرة ريا حسان، والعزيزة أماني باخريبة، والفنان المبدع ردفان المحمدي، والقدير الكريم هيثم الحمزي، والصديق العزيز فيسلوف القهوة سالم محمد، والمصمم المبدع شكري عبدالجليل،والإداري الرائع أحمد المرقصي، والمستشار فؤاد قاسم، والأخ أنس وامحمد السالمي وهيثم محرم وصاحب الروح الجميلة سالم العولقي، والقديرة أمة السلام الذارحي، والزميلة العزيزة عهد ياسين، وكل من سقط أسمه سهواً لا قصداً.