الحياةحائط

أقدامهم هزت عرش السُلطة

 

وانطوت رحلة بطولة غرب آسيا بتتويج منتخبنا الوطني للناشئين بطل الكأس الذهبي لأول مرة في مرحلة الكرة اليمنية، ولأول مرة من سنوات الحرب يذوق الشعب اليمني الفوز والفرحة بعد قهر وضيم وحزن، وغياب السعادة عن الشارع اليمني، وفقدان كل بيت للفرحة التي من القلب؛ أحرق قلوبنا السياسيين بتمسكهم بالسلطة وحبهم للرفاهيات وحياة حريم السلطان، والشعب لا يجد ما يعيش به ليوم واحد، بأقدام الصغار ضحك الصغار والكبار؛ النساء والرجال والأطفال، أشبالنا أنتزعوا لنا الفرحة من بين الشعوب وتم تقديمها كهدية لنا لصبرنا جميعًا.

عناق طويل يرافق الشارع اليمني، الزغاريد كانت في كل البيوت، في حين فرقت الشعب السياسة جمعتهم المستديرة، سال الدمع هذه المرة فرح والأنس زار قلوبنا، فليرحل السياسيين لإحياء أوراقهم مع شياطينهم وتنفيذ أجندتهم .

لأول مرة في تاريخ الحياة الرياضية اليمنية يتم إحراز بطولة دولية، شكراً لفخر اليمن “الكابتن قيس محمد صالح” وللمنتخب والجهاز الفني والإداري.

بدون تأثيرات أو ضغوطات أو بيع وشراء، ورغم شحة إمكانيات المنتخب وإهمال الحكومة اليمنية لهم من البداية وكل الأطراف من القيادة السياسية، ولكن هذه المرة غير الصغار المعادلة وأهدوا الفوز للشعب اليمني، كما قالها اللاعبون: “نهدي هذا الفوز للشعب اليمني لأنه يستحق أن يفرح” وفعلًا عهد الرجال للرجال وللوطن، تم الوعد منكم والوفاء، وها نحن نبادلكم الوفاء بالدموع؛ الجمهورية اليمنية لبّت “بالروح بالدم نفديك يا يمن” شعار افتقدته الشوارع للشعور بالألفة الواحدة، كرة القدم كانت كفيلة بإعادة الأمل بطريقتكم بدون إعادة الأمل التي أشبعت حياتنا قصف وصواريخ ودمار .

نريد إشعال كل نيران السعادة بنفس طريقتكم بكل المجالات، تم نشر الحب بكل أرجاء الوطن، تم دفن العنصرية من الشمال والجنوب وكان هذا أكبر إنجاز حققته لنا البطولة؛ عرس كروي وأهازيج وفرحة من داخل الوطن وخارجه.

وفي الأخير ألم يحن الوقت يا ساسة المناصب بأن تعلنوها وتوقفوا الحرب بعد مشاهدة الوطن من الشمال للجنوب والشرق والغرب يحتفل يتعطش للإبتسامة، عجزت سياستكم عن إسعاد الشعب اليمني وجلب الإنتصارات فأسعدتها الرياضة.

متى تعودوا لوطنكم وصوابكم، ونفرح مرة أخرى بعودة الحياة الطبيعية لنا كشعب يتيم من الفرح.
توحدت الجماهير وأعلنوا ثبات اليمن يدًا واحدة؛ وهكذا ارتبكت الأطراف السياسية بتوحد الشعب والوقوف كرجل واحد، فعلوها الرجال وتم توحيد الكلمة، فعلًا أقدامهم هزت عرش السلطة .

محمد خالد

زر الذهاب إلى الأعلى