قالت شبكة سي أن أن العالمية أنّه في حال سقطت مأرب بيد الحوثيين “فإن حكومة هادي وداعميها السعوديين لن يكون لهم نفوذ كبير في محادثات السلام النهائية مع الحوثيين، وسيفقدون مصداقية الجيش، ومن المرجّح أن يشجعوا الحوثيين على مواصلة القتال.”
وأشارت الوكالة في تقرير لها بالإنجليزية، ترجم أجزاء منه “سوث24” أنّ الحوثيين يسيطرون على كل شيء تقريبا غرب مأرب بما في ذلك العاصمة اليمنية صنعاء. في حين تسيطر القبائل على نفوذها المتحرك شرقا وفي الجبال جنوب مأرب مباشرة.
من ناحية أخرى، قالت الشبكة أنّ “المجلس الانتقالي الجنوبي، صاحب النفوذ الكبير الآخر في البلاد، يهيمن في عُمق الجنوب، لا سيما حول مدينة عدن الساحلية التي قد تكون مربحة، وقد أشار بالفعل إلى أنه لن يكون مستعدا للشراكة مع هادي الضعيف.”
وأضاف التقرير الذي نشرته الشبكة اليوم، أنّ “هادي، رئيس الحكومة المعترف بها دوليا، في المنفى القسري منذ أن طرده الحوثيون في عام 2015. وفي حين لا يزال بعض وزرائه يعيشون في اليمن، لا يزال هادي مختبئا في الرياض، وهو عائق عاجز في الغالب على داعميه، وتقتصر قيمته على انتخابه (غير المنافس)، وهالة الديمقراطية التي تُظفى على حكومته.”
ومع استمرار الحروب بالوكالة، بحسب سي أن أن “فإن اليمن أكثر تعقيدًا، مع وجود العديد من المصالح.”
“لا يزال هادي مختبئا في الرياض، وهو عائق عاجز في الغالب على داعميه، وتقتصر قيمته على انتخابه”
“فالسعودية تريد الاستقرار وحكومة صديقة في صنعاء. ولدى إيران فرصة من خلال وكلائها الحوثيين لإبقاء خصمها المملكة العربية السعودية متورطًا وبعيدًا عن مغامرات إقليمية أخرى أكثر حيوية لمصالحها. في حين تستفيد الإمارات، التي تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي، من تأثير الحرب الذي يعيق ميناء عدن لأنها تنقل الأعمال البحرية المحتملة هناك إلى دبي.” بحسب الشبكة الأمريكية.
وتضيف “بين دولتي الخليج العربي وحلفائهما الغربيين وإيران، يشعر معظم اليمنيين بأنهم ضحية لقوى خارجية خارجة عن سيطرتهم.”
وبحسب سي أن أن “تم إلقاء اللوم على التحالف الذي تقوده السعودية على وجه التحديد في مقتل 18500 مدني على الأقل في حملته الجوية لدعم الجيش اليمني، وفقًا للأمم المتحدة. لكن في الوقت نفسه، يلقي الكثيرون باللوم على الحوثيين في جر اليمن إلى أزمة من خلال الاستيلاء على مساحات شاسعة من البلاد في عام 2014.”
“ماسة بيد فحّام”
وتقول الشبكة أنّ “ما هو واضح في مأرب هو أنه بدون الحرب والقيادة غير المنظمة، يمكن أن يكون الازدهار في متناول اليد. حيث تقع المنطقة فوق احتياطيات وافرة من النفط والغاز، وهو ما يكفي لإخراج 16.2 مليون شخص (أو حوالي نصف الأمة) من انعدام الأمن الغذائي الذي يعانون منه حاليًا، وبث الحياة في الاقتصاد المحتضر.”
كما قال أحد الوزراء لشبكة CNN: “اليمن ماسّة بأيدي تجّار الفحم”. إذا كان يقصد طبقته السياسية فهو لم يقل ذلك.
لكنّ الناس هنا يقولون إن اللوم لا يكمن فقط محليًا. ويشيرون إلى القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء الدعم الأمريكي للحملة العسكرية السعودية ضد المتمردين الحوثيين… يشعر الجميع أنّ دبلوماسية بايدن شجّعت الحوثيين، مما أدى إلى تصعيد الهجمات على مأرب.”
اقرأ أيضا: «لحظة اليمن الحرجة» الانتقالي يسيطر على الجزء الأكبر من الجنوب
ويحاول المسؤولون اليمنيون، وفقا للشبكة، معرفة ما إذا كان بايدن قد خرج عن نطاقه، أو أخطأ في تقدير الحوثيين، أو ما إذا كانت سياسته تجاه اليمن مجرد نتيجة ثانوية لسياسته لإغراء إيران بالعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي.
وقالت الشبكة الأمريكية أنّ “عرض السعودية على الحوثيين وقف إطلاق النار..، هو علامة مهمة على أنّ الأرضية الدبلوماسية في اليمن آخذة في التحول.”
“لكن رد الحوثيين كان غامضا في أحسن الأحوال، ومخادعا في أسوأ الأحوال. ويتهمهم المسؤولون الأمريكيون باختيار القتال بدلا من المساعدة في إحلال السلام، على الرغم من أن السعوديين صعدوا أيضا من غاراتهم الجوية في الأسابيع التي سبقت عرض وقف إطلاق النار.”
ووفقا لسي أن أن “ترافق مع الهدوء الطفيف لهجمات الحوثي التي وقعت في الأسابيع الأخيرة، على كل من السعودية ومأرب، القليل من دبلوماسية القناة الخلفية مع المسؤولين اليمنيين. لكن الحكومة اليمنية لا تزال تعتقد أن الحوثيين يماطلون. ويبدو أنّ المتمردين عازمون على التحدث بينما يحاولون في الوقت نفسه تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض قبل أن يتشكل أي اتفاق سلام نهائي.”
ووفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات، قالت سي أن أنّ “يطالب الحوثيون السعوديين بوقف إطلاق النار من ثلاث خطوات. أولا وضع حد للضربات الجوية، ثم وقف إطلاق النار على طول الحدود السعودية اليمنية، وعندئذ فقط وقف إطلاق النار داخل اليمن.”