بقلم فارس ابوبكر الشيباني
لم نتفاجأ بتواجد الفساد المنتشر في مجال البن. بل ومنذ دخولنا المجال اكتشفنا وجود مافيا في البن احتكروا المجال واستغلوا المزارع لعقود طويلة -يحاربون أي شركات جديدة باعتبارهم “دخلاء” على المجال وكأن البن اليمني ملكهم او ملك ابائهم. فحقيقةً هو انتشار الفساد واستغلال المزارع الذي دفعنا في بادئ الامر لتأسيس قهوة القمة كشركة نموذجية في المجال تقدم صورة نزيهة ومشرفة عن البن اليمني واليمن بشكل عام. واعتمدنا في مسيرتنا على التجارة العادلة والتسويق الحديث والتقنيات الاحترافية العلمية لنبرهن للعالم أن البن اليمني يستحق ان يعود للصدارة كما عاهده التاريخ. ولكننا حقيقةً فوجئنا بنفوذ تلك المافيا وتأثيرهم الجذري على جميع الشرائح الاجتماعية حتى انهم استطاعوا أن يعرقلوا اعمالنا ويضروا فريقنا.
بعد اجرائنا البحث العلمي الذي تم الاكتشاف فيه لمجموعة جينات جديدة ومميزة في البن اليمني بدأت مافيا البن بالهجوم الشرس علينا خوفا ان ذلك الاكتشاف قد يعطينا ميزة تجارية من حيث السمعة والتقنيات الحديثة لا يستطيعون منافستها بشرف. ووجدنا ان من يقود الحملة الكيدية علينا هو ما يسمى ب”الاتحاد التعاوني لجمعيات منتجي البن” وحقيقته عكس اسمه تماماً. لا يمثل مزارعين ولا جمعيات انما يمثل المصالح الشخصية لمجموعة محدودة في الهيئة الإدارية (الهيئة العامة). وقد تم انشاء الاتحاد بداية هذا العام وتم تشكيل القيادة بشكل غير قانوني ومخالف للنظام الأساسي – وبالتالي قيادة الاتحاد لا تمثل سوى مصالح تلك القيادة – وهم مجموعة من القراصنة الذين لا يستحوا ان يأكلوا من ظهر المزارع باسم الدفاع عن المزارع! فالكل يعلم ان الاتحاد ومنذ تأسيسه يبحث عن أي فرصة للسيطرة على مجال البن واحتكاره لمصالح قيادته الفاسدة.
وقد تآمر الاتحاد مع مجموعة من التجار على تنسيق حملة شعواء ضدنا فيستفيد التجار بالتخلص من منافس في السوق الخارجي ويستفيد الاتحاد بانتهاز الفرصة لفرض آليات احتكارية تسيطر على المجال داخلياً – وهكذا اجتمعت المصالح وتمت المؤامرة. فبعد اعلاننا اكتشاف الجينات الجديدة أصدر الاتحاد بيانات عدة اتهم فيها قهوة القمة بالاحتكار وتهريب الجينات والعمالة لدول خارجية وما الى ذلك من خرافات لا يعقلها العاقل. وكذلك دعم التجار تلك الاكاذيب في وسائل التواصل الاجتماعية واتجهوا للأسواق الخارجية وحاولوا نشر الأكاذيب عند عملائنا وكذلك عند الإعلاميين الا ان مجتمع القهوة يعي تماماً تفاهة الادعاءات فلم يجدوا لافتراءاتهم مسمع.
واخيراً استعانت تلك المافيا بضعفاء النفوس ممن لهم سلطة لعرقلة أعمالنا وتشويه سمعتنا عند الأجهزة الأمنية والذي نتج عنه اعتقال أحد موظفينا – الأخ العزيز المزارع الريادي ماجد صالح الرميم- والذي ما زال مسلوب الحرية منذ ثلاثة أشهر وحتى يومنا هذا ولا نعلم ما سبب اعتقاله ولم يتم تقديم أي توضيح عما يحدث ولماذا اعتقل. وبطبيعة الأمر تواصلنا مع جميع الجهات المعنية ذوي الاختصاص كي نستوضح ما الذي تسبب باعتقاله ورغم محاولاتنا المستمرة وملاحقاتنا لهم للتوضيح لم نستلم اي خطاب رسمي من اي جهة معنية حول الموضوع من يوم اعتقاله وحتى يومنا هذا.
اخبار التغيير برس
والله لا ينبغي أن تعامل نماذج مثل الاخ ماجد تلك المعاملة. ولو كان ماجد مزارع في دولة أخرى لحصل على شهادات تكريم وتقدير بدلاً من الحبس. من يعرف ماجد يعرف أنه رجل ذو معدن نادر يحمل همة وطن ويسعى في كل أعماله لتلبية وتحقيق حلم مزارع البن اليمني. فقد كان سابقا رئيس ومؤسس لأكبر وانجح جمعية بن في اليمن وربما يكون المزارع اليمني الوحيد الذي مثل البن اليمني في معارض دولية واستطاع بنجاح ان ينقل رسالة وتجربة المزارع اليمني من معاناة وطموح للمستهلك في الدول الخارجية. ماجد من نخبة المزارعين الذين قادوا ثورة البن اليمني وقد زرع ونشر ثقافة البن المتخصص لألاف المزارعين. لن يوصل مجال البن اليمني لما وصل اليه اليوم دون ماجد. فكيف للاتحاد الذي يدعي أنه يمثل المزارع اليمني بأن يحارب المزارع نفسه ويسلبه حريته. ما يتعرض اليه ماجد عار علينا وعلى اليمن وسيبقى وصمة عار في تاريخ البن اليمني.
وبطبيعة مكره، استغل الاتحاد اعتقال موظفينا لتحقيق مصالحه وبعد ايام قليلة من الاعتقال قام بتطبيق الية عبثية احتكارية اسمها “الالية التنظيمية لتصدير البن اليمني” يفرض فيها رسوم باهظه على كل البن المصدر من اليمن وتسلم تلك الرسوم لقيادة الاتحاد – وهم يوزعونها لشركائهم في المؤامرة. لكن الاتحاد جهل ان الجهة الرسمية المعنية في تنظيم مجال البن هي وزارعة الزراعة والري ووزارة الصناعة والتجارة – كما هو طبيعة الحال في أي دولة أخرى. وأراد الاتحاد ان يحل محل الدولة ويستغل كلا من المزارع والمصدر وحمداً الله وفضلا له ولرجال الحق في الدولة – قامت أجهزة الدولة العليا بإلغاء “الالية التنظيمية” وابطلت محاولات الاتحاد الفاسد احتكار المجال واظهرتهم على حقيقتهم امام مرأى الجميع.
أدرك جيدا ان منشوري هذا قد يسبب عرقلة اعمالنا الا انني أخشى ان سكوتنا قد يشجع ضعفاء النفوس ان يستمروا في استغلالهم للوطن والمزارع وهم يدعون ويتباكون حول الدفاع عنهما. لن نؤسس قهوة القمة بحثا عن الزرق، ولن نخشى زواله فهو من الرزاق الذي يبسط لمن يشاء بغير حساب – إنما أسسنا المشروع ليكون رمز عدالة وأمل لليمن وللعالم وسيبقى نجم القمة ساطعاً مهما حاول الفاسدين إيقافه.
نطالب الجهات المعنية ورجال الحق ومناصرته بإنصافنا وانصاف كل من يحاولون الحفاظ على جودة وسمعة البن اليمني الأصيل الذي وصلت سمعتة الى أصقاع العالم خلال القرون الماضية ومازال يتربع على صدارة جودة البن في العالم أجمع
والله من وراء القصد .