بعد فترة اعتقال دامت لأشهر تنفس منير محمد حمران ومعاذ قاسم الحبشي وأحمد علي جمعان هواء الحرية التي ذهبوا بحثا عنها في بلاد الله الواسعة لكنها كانت عكس ما تخيلوه.
فبعد أن تقطعت بهم سبل العيش في اليمن بسبب الحرب فكروا كغيرهم في فرصة للخروج من جحيم الحرب التي طالت واكتوى بنارها الجميع متجهين صوب أقرب الطرق الممكنة وهي القرن الأفريقي في رحلة مضنية ربما كان هدفها الآخر القارة العجوز التي يتغنى بها الكثير وصارت حلم يراود الجميع.
مخيمات اليأس
في طريق الذهاب نحو المجهول الذي لم يكن ممهدا بالورود بدأت المأساة بالتسجيل في مخيمات اللاجئين في الصومال وإثيوبيا .
لكن الكارثة التي لم يكن يتوقعها أحدهم أن يظلوا رهناء هذه المخيمات التي لا توفر أدنى مقومات الحياة البسيطة، ليقرروا البحث عن طريقة للخروج من هذا المعتقلات الدولية التي صادرت آمالهم وقتلت طموحاتهم الكبيرة.
وبعد الترتيب والتخطيط وفي شهر يوليو من العام الجاري 2020 توجهوا نحو هدفهم الأراضي الكينية في محاولة للبحث عن عمل يضمن لهم الاستقرار ولو مؤقتا في هذا البلد الذي يقطنه الكثير من اليمنيين بعد أن أدركوا صعوبة العيش في مخيمات اللاجئين.
لكن الرياح لم تاتِ كما تشتهيه سفنهم فقد تم القبض عليهم في منطقة جارسيا الكينية على الحدود مع الصومال وتم ايداعهم السجن منذ شهر يوليو الماضي باعتبار دخولهم غير شرعي.
معاناة مستمرة
بدأ ثلاثتهم معاناة جديدة أسوأ من معاناتهم السابقة فقد تقطعت بهم السبل وضاقت عليهم الأرض وبدأ الاهل في البحث عن سبل لاخراجهم من سجن جارسيا الكيني من خلال التواصل مع الجهات الرسمية اليمنية ومنظمة شؤون اللاجئين في كينيا للتدخل لكن المنظمة الدولية ردت انهم يتبعون فرع المنظمة في إثيوبيا والصومال ولا تستطيع أن تعمل لهم شيء.
متابعة حثيثة
وفي ظل هذا الوضع الصعب كان الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية عبر ممثله الأخ عبدالرحمن النضيري أكثر المتابعين للقضية حرصا على أن يستعيد الثلاثة حريتهم بأي شكل فعمل على سرعة التحرك من خلال متابعة منظمة شؤون اللاجئين وسفارة اليمن في كينيا التي تعاونت في إرسال مذكرة للجهات الحكومية الكينية بالتعاون مع المذكورين واعطائهم فرصة للبقاء في كينيا أو اعادتهم إلى مخيماتهم التي جاءوا منها.
والى جانب الدعم الذي قدمه اتحاد الجاليات اليمنية خلال فترة حبس واحتجاز المذكورين تكفلت السفارة اليمنية في نيروبي بمصاريف المعيشة اليومية لهم وقدمت سكن مستقل لمدة اسبوعين بعد خروجهم من الحجز وضمانة للمحكمة باخراجهم من الأراضي الكينية حتى ترتيب إجراءات سفرهم .
العودة إلى الوطن
قرر منير ومعاذ وأحمد بعد رحلة المعاناة الطويلة والأيام القاسية التي عاشوها العودة إلى وطنهم الذي أدركوا انه لا حضن أحن عليهم منه وان كانت أوضاعه قاسية لكنها لن تكون أقسى مما عاشوه من قهر وظلم وسؤ معاملة في مخيمات لا تصلح حتى لسكن الحيونات، ويقول معاذ قاسم لقد كانت مغامرة قاسية إلا أننا تعلمنا أشياء كثيرة وانصح الشباب بعدم المجازفة في الدخول إلى أي دولة بشكل غير رسمي حتى لا يتعرضوا للابتزاز والوقوع في مشاكل كبيرة.
تعاون رسمي وشعبي
ممثل الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية عبدالرحمن النضيري أشاد بالتعاون الكبير لابناء الجالية اليمنية في كينيا وتجاوب سفارة بلادنا في كينيا ممثلة بالإخوين سعادة عبدالسلام علوي العواضي القائم بالأعمال ومنير الشرعبي القنصل ومتابعتهم للقضية حتى النهاية .
الحذر من المهربين
السفارة اليمنية في الصومال ومن خلال السفير فضل الحنق ناشدت في بيان جميع اليمنيين الراغبين السفر إلى كينيا و عدم الانجرار وراء المهربين والدخول عبر تقديم طلب رسمي من خلال سفارات هذه الدول حتى لا يتعرضوا للابتزاز والنصب من قبل المهربين الذين يستغلون حاجة البعض ورغبتهم في الحصول على فرص عمل في بعض الدول.
رحلة منير ومعاذ واحمد واحدة من مأسي كثيرة يواجهها عشرات اليمنين يوميا ممن يبحثون عن فرصة عيش كريمة بعد أن ضيقت عليهم الحرب الدائرة منذ 6 سنوات فرص العيش الكريمة في بلدهم التي تختزل الكثير من الثروات الطبيعية إلى جانب أهم ممر مائي لسفن التجارة العالمية الذي يربط دول العالم ببعضها البعض وجعلته مطمعا للعديد من الدول الإقليمية والدولية.