الحياة

“وضعنا غير. حاول تحمي نفسك”.. رسالة شباب من اليمن في ظل “كورونا”

اليمن في الصحافة الخارجية – مصراوي

مع التحذير المتوالي من تفشي موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، رأى ناصر المنج ورفاق له أن يكون لهم دور في استمرار التوعية بما يواجه اليمن الذي لا يحتمل أكثر مما يعاني من أوضاع صحية وأمنية متردية، لذا أطلقوا حملة عمادها التواصل الاجتماعي عبر المقاطع المصورة والبرامج، اسموها “وضعنا غير”.

قبل خمسة أعوام تكاتف جمع من الشباب داخل وخارج اليمن لتأسيس منظمة “من أجل إعطاء أمل للشباب اليمني وتوفير الفرص لهم وإيصال صوتهم” كما يقول المنج، المتحدث باسم المنظمة لمصراوي، كرسوا جهدهم نحو 4 مجالات وهي الفنون والثقافة، ريادة الأعمال، التكنولوجيا، الإعلام، وخرج كيانهم غير الربحي حاملاً اسم شباب العالم معًا”، عملوا على إطلاق العديد من الحملات الإلكترونية القائمة على إنتاج برامج بإمكانيات بسيطة تتحدث عن اليمن وأوضاعه.التفت القائمون على المنظمة الشبابية إلى غياب حملات التوعية بـ”كورونا” في اليمن، لهذا قرروا العمل على حملة “وضعنا غير” منذ 4 أشهر “حبينا نوصل رسالة للمجتمع اليمني أن وضعنا ليس كباقي الدول مازلنا نعاني من أمراض انتهت من العالم متل الكوليرا وحمى الضنك وبالتالي كشعب علينا نحاول نقي نفسنا بالأشياء اللي في متناول إيدينا”.حسب آخر بيان لوزارة الصحة والسكان اليمنية بتاريخ 13 ديسمبر الجاري، لم يسجل اليمن إصابات جديدة بـ”كورونا”، فيما بلغ مجمل الحالات التي شدتها 10 مدن نحو 2.83 بينها 606 حالة وفاة، أما باقي الـ38 مدينة تعذر متابعة أوضاعها لسيطرة ميليشيات الحوثيين كما أشار البيان.2على مدار شهرين، نشر القائمون على الحملة ما عملوا على تنفيذه من محتوى توعوي “تواصلنا مع صناع محتوى ومصورين وصناع أفلام أغلبهم داخل اليمن”، نحو 15 شخصًا ساهموا في إنتاج 14 فيديو كما يقول المنج، فضلاً عن إخراج صور تحاكي الوضع بما يشمله من جوانب صحية وإقتصادية.يدرك المنج ورفاقه ما يعانيه اليمن من تردي الأوضاع الصحية منذ تأزم الوضع الأمني قبل 6 أعوام، وهو ما تظهره تقارير وتصريحات مستمرة لمختلف المنظمات الدولية، فمؤخرًا خرج المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي طومسون فيري يقول إن 24 مليون و300 ألف من بين 30 مليون و500 شخص هم تعداد سكان اليمن يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، فيما صرحت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) هنرييتا فور أن كل عشر دقائق يموت طفل في اليمن بسبب مرض يمكن الوقاية منه.لا يخشى الشاب العشريني والقائمين على الحملة من “كورونا” بل من زمن ما بعد الوباء “كورونا لما ينتهي في العالم ممكن يستمر في اليمن بسبب ضعف القطاع الصحي”، لهذا ركزوا جهدهم على الحديث إلى المواطنيين اليمنيين.3اقتصر المحتوى المقدم ضمن الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي حسب المنج “لأن السوشيال ميديا أصبحت متنفس اليمنيين.. الفيسبوك هو المكان اللي اليمنيين بياخدوا منه الأخبار”، لذا أراد القائمون على “وضعنا غير” أن تصل رسالتهم بشكل أكبر، وهو ما حدث كما يقول “وصلنا إلى العدد مليونين في وسائل التواصل الإجتماعي وأيضا ما يقارب 900 ألف مشاهدة للفيديوهات التي تم عرضها على صفحة المنظمة”.ورغم ما تناولته الحملة عن توخي الحذر من الموجة الثانية للوباء، إلا أنها كما لاقت ردود فعل إيجابية تدعمها، استقبلت أخرى تستنكرها “في ناس أطلقوا علينا اتهامات بأننا نحاول نثير الذعر بين اليمنين وأن اليمن خالي من كوفيد”، لكن هذا لم يثن القائمون على “وضعنا غير” من الاستمرار في نشر فيديوهات التوعية، ومواصلة السعي لتذكير المواطن اليمني “أن مازال كوفيد موجود وللأسف لا يوجد قطاع صحي يحميك فحاول قدر المستطاع أن تحمي نفسك وأسرتك وغيرك بوسائل الحماية البسيطة”.

زر الذهاب إلى الأعلى