بعد وفاة زوجها جاء إليها في المنام وهو يبكي ويقول لها انقذيني.. وعندما فتحت قبره كانت المفاجأة
لقد كنا نسمع الكثير من الكلام والحديث المتناثر الذي يقول أن الأرواح تتلاقي في الجنة قبل أن تنزل على الأرض, ولهذا لا تتعجب عندما ترى شخص للمرة الأولي وتشعر أنك تعلمه منذ سنوات طويلة, ولا تشعر بالريب عندما تجد من تقع في حبها من أول نظرة لأنكم بالفعل كنتم تحبون بعضكم البعض قبل أن تنزلوا إلي الأرض, وقصتنا لهذا اليوم تتحدث على أحدى تلك أنواع التلاقي تدخل القلب وتسكن فيه من دون أن يشعر صاحبها.
طب يا ماما إلي اللقاء؛ لأني على عجلة من أمرى وعندما أعود من الجامعة سوف نتحدث في هذا الأمر مرة أخرى, يالله يا له من بداية يوم صعب وبكل تأكيد سوف أتأخر على الجامعة, أنا وفاء وهذه قصتي أنا في الواحد والعشرين من عمرى أعيش مع أسرة متوسطة الحال مع أمي وأبي وأخي الأصغر, كنت أعيش في سلام طوال تلك السنوات ولكنكم تعلمون جيدا ماذا يحدث عندما تكبر الفتاة وتتعدي العشرين من عمرها أو قبل ذلك أن لم تكمل الفتاة تعليمها, بدأ الناس يدقون باب بيتنا للزواج مني ولكني رافضة هذا الأمر بتاتا الأن أريد أن أنهي تعليمي أولا ومن ثم أفكر في هذا الأمر, ولكن أمي لا يعجبها هذا الكلام وظلت تصر علي حتي دار بيننا نقاش حاد اليوم بخصوص الزواج مما دفعنا للتأخر على الجامعة في هذا اليوم.
ولكن أثناء نزولي من البيت لم أجد حلا أمامي إلا أن أركب تاكسي حتي أستطيع أن أصل في اسرع وقت, وبالفعل قد وقف أحدى التاكسي وكان به شاب في مقتبل العمر في رأي كان لا يتجاوز الـ25 من عمره وكان توقعي في محله, لقد كنت خائفة من أركب معه في بداية الأمر ولكن شعرت بشعور غريبة لم أكن أعلم هويته أكان بسبب ابتسامته الدافئة أم كلام العذب الرقيق حقيقتا لا أعلم السر الحقيقي؟!, ولكني ركبت مع هذا السائق الشاب في هذا اليوم وأثناء الطريق قد دار حديث بينا وعلمت منه أن خريج كلية تجارة ولم يجد الوظيفة المناسبة ولذلك قد عمل على هذا التاكسي حتي يتكفل بمصاريفه ويستطيع أن يتجاوز تكل المحنة.
لا أنكر عليك من المقابلة الأولي ظل يتردد حديث هذا الشاب الذي لم أعلم أسمي حتي في رأسي طوال النهار في الجامعة وحتي بعد عودتي إلي المنزل لم تذق عيني النوم في تلك الليلة ولم يفرق معي كلام أمي الحاد لاستكمال حديثها في هذا اليوم, ولكن العجيب في الأمر في اليوم التالي عندما رفعت يدي لأطلب تاكسي للمرة الثانية كان هو المستجيب نفس الشاب, وهذا المرة قد تعرفت علي أسمه لقد كان يدعى محمود, وسادت أجواء جميلة داخل التاكسي مع صوت الراديو الذي كان يذع أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم وهي تغني أغنية حيرت قلبي معاك, بالفعل لقد حير محمود قلبي معه, وبعد هذا اليوم قد كنا نتقابل يوميا وطلب مني محمود أن تحدد معاد حتي يأتي ويتقدم إلي أبي.
لقد كانت تلك أسعد لحظات في حياتي ولكن أبي رفض محمود لأنه فقير وسوف تصبح حياتي معه جحيم لا يطاق, ولكني قد جعلتهم يوافقون على محمود في النهاية, وقد تزوجنا وقد عشنا سويا أسعد أيام في عمرنا فهو لم يتغير بعد الزواج بل كل الصفات الحميدة كانت فيه تلك ليست مجاملة ولكنها حقيقة, لقد كان رجل لا تعوضه كنوز العالم أجمع, ولقد رزقتنا الله بطفلتنا في غاية الجمال قد زادا السرور والبهجة داخل البيت, ولكن دوام الحال من المحال فباب السعادة قد قفل في وجهي على حين فجأة عندما ورد لي أتصال من زوجي وعندما أجبت على الهاتف وجدت شخص غريب غير محمود هو من يتكلم معي, وقبل أن أسأله عن نفسه قال لي بصوت حزين” أن صاحب هذا الهاتف قد فارق الحياة في حادث داخل سيارته”.
لقد سقط الهاتف من يدي وتساقط الدموع من عيني وكدت افقد صوابي في تلك اللحظات, لقد كان يوما لا ينس أبدا وأنا لن أنسي محمود مهما حييت, وتمر الأيام والليالي وكنت أذهب إلي قبره كل اسبوع مع طفلتيه لنقرأ له الفاتحة وندعى له ومن ثم نعود أدراجنا, ولكن قد تغيبت عنه بعض الوقت بسبب أنني أصبحت أعمل حتي أستطيع أن أتكفل بمصاريف البيت, وفي خلال تلك الأيام جاء لي محمود في المنام وهو يبكي ويقول أنقذيني, لقد فزعت من هذا الحلم وظننت أنه حزين لأننا لم نزوره في الأونة الأخيرة, ولكن قد دخل الخوف قلبي وذهبت إلي والدي لأخبر بكل شيء وطلبت منه أن يأتي معي إلي المقابر وننظر ماذا هناك؟, لم يعترض والدي وجاء معي وطلبنا من حارث المقابر أن يفتح قبر محمود وهناك كانت المفاجأة لقد كانت المياه تملأ القبر, فقولت في نفسي ماذا بينك وبين الله يا محمود.
فطلبت من والدي أن يحل تلك المشكلة وجاء بعمال وأغلقوا تلك الثقوب التي تنفذ الماء من الأراضي الزراعية القريبة, ولم أكتفي بهذا بل قومت ببناء مقبره جديدة بعيدة عن الاراضي الزراعية والمياه ونقلت رفات محمود إليه, وأنا أشعر في تلك اللحظة أن محمود قد أرتاح في قبره الجديد وهو سعيد به…النهاية.