اتقان الأنشطة الطلابية، بإحدى الجامعات المصرية
بقلم مؤمن عز الدين
لم أشعر بكوني طالبًا بكلية الحقوق جامعة عين شمس، إلا عندما التحقت بنشاطٍ طلابيّ سمعت عنه وأنا في الفرقة الأولى من الكلية، فأخذني الفضول إلى أن اضطلع على ما قالوا عنه: “جمعية البحث الجنائي”، فقدمت فيه وصرتُ واحدًا من عائلة البحث الجنائي، وزادني الأمر اندهاشًا، فكيف بمجموعة من الطلبة بكلية الحقوق ينظمون نشاطًا طلابيًا يمثل الواقع بأدق التفاصيل؟ ويصحبون الطلبة من الفرقة الأولى حتى الرابعة ويقومون بتدريبهم على قضايا حقيقية حدثت بالفعل، ويستمرون في التدريب طوال الترم الدراسي ثم ينتهون منه يما يطلقون عليه “العرض النهائي” فيعرضون كل ما قدمونه خلال هذه الفترة بإقامة محكمة مماثلة للمحكام الواقعية بحضور عميد كلية الحقوق ووكلاء الكلية ثم يقومون بتكريم الذين اشتركوا بهذا النشاط ووصلوا باجتهادهم وسعيهم وتفوقهم وجدارتهم للعرض النهائي…
هو نشاط طلابي لا يهمه أي شيء سوى أن يرتقي بمستوى الطالب الحقوقي إلى أكبر حد من الثقافة والعلم، وكيف يقف بالمحاكم ليدافع عن حقوق الناس في المجتمع، وكيف يكتسب الجرأة التي تدفعه لطلب العدل دون أي قلق أو خوف، وكيف يسعى جاهدًا لرد الحقوق إلى أصحابها، وكيف يطبق قول الله تعالى: “وإذا حكمتم بين الناسِ أن تكموا بالعدل”…
ولكنهم طبقوا قوله تعالى بهذا النشاط، عندما وجودا أن لابد من وجود نشاط طلاب يجعل الطالب قادرًا على ممارسة دراسته بطريقة عملية واقعية، دون أن يلجأ إلى أي جهة خارجية، يساعدون بعضهم البعض، ويدعمون بعضهم البعض، وأراهم عائلة واحدة فرق الموقع الجغرافي بينهم، وجمعتهم كلمة الحق…
ولم يقتصر هذا النشاط على هذا فقط، فقام المسئولون عن الجمعية بدعم من عميد الكلية ووكلاءها بتنظيم زيارات مختلفة لبعض الأماكن التي تساعدهم على تطوير مستواهم الدراسي والفكري في عملهم، كمصلحة الطب الشرعي، وبعض السجون، وأكاديمية الشرطة وغيرهم كثيرًا، وكل هذا بلا مقابل فقط بأولوية التسجيل في هذه الزيارات…
ولا أنسى أن للدكتور/ ناجي عبدالمؤمن
عميد كلية الحقوق جامعة عين شمس
دور كبير جدًا وهو والسادة وكلاء الكلية، وشئون الطلبة، في دعم هؤلاء الطلاب حتى يصلون إلى ما هم عليه، والإشراف على أنشطتهم المختلفة حتى تكون على أجمل وأكمل وجه ممكن.