ثقافة

السعودية تشهد ظاهرة فلكية لم تحدث منذ 1991

في ظاهرة نادرة الحدوث، على الأقل خلال أكثر من ربع قرن، تشهد المنطقة العربية، وتحديداً سماء السعودية، يوم الأربعاء المقبل، الثالث من مارس (آذار)، ظاهرة فلكية نادرة، وهي وقوع كوكب المريخ قرب “عنقود نجوم الثريا”، وهي ظاهرة لم تحدث منذ 20 يناير (كانون الثاني) 1991.

وبحسب الجمعية الفلكية في جدة (غرب البلاد)، فإن “هذا الاقتران سيكون بعد غروب الشمس، وفي بداية الليل”. وأوضحت الجمعية التي تهتم برصد حركة الكواكب وعلم الفلك، أنه “مع وقوع المريخ مع عنقود الثريا سيفصل بينهما 2.6 درجة، وهو أقرب اقتران لهما منذ 30 سنة”.

ما هو “عنقود الثريا”؟

يحمل العنقود الذي يقع في كوكبة الثور أسماء عدة، منها الثريا، أو الشقيقات السبع، وهو عنقود نجمي مفتوح يعد أحد ألمع وأشهر العناقيد النجمية المفتوحة، وتكونت نجومه الفتية في الوقت نفسه تقريباً من سحابة جزيئية قبل نحو 100 مليون سنة، ويمكن رؤيته وتمييز 6 من نجوم العنقود على الأقل بالعين المجردة.

ويعرف هذا العنقود منذ ما قبل التاريخ، إذ كان قدماء العرب يتبركون به، في حين أن الإغريق تصوروا نجومه كأنها 7 أخوات، ونسجوا حولها بعض الأساطير، وينتشر العنقود على مساحة تبلغ درجتين على الأقل من السماء، وهذا ما يعادل أربعة أضعاف القمر البدر، لكن كثافة النجوم فيه منخفضة مقارنة بالعناقيد الأخرى.

مشاهدة الظاهرة

على الرغم من أن أشهر العناقيد النجمية المفتوحة (عنقود الثريا) لا يحتاج عادة إلى منظار، ويمكننا مشاهدتها بالعين المجردة، فإن “الجمعية الفلكية السعودية” تقول إنه “لا يمكن للمرء مشاهدة هذه الظاهرة سوى باستخدام منظار أو تصوير مقرب لرؤية عنقود الثريا، وهو على مقربة من الكوكب الأحمر (المريخ) من داخل المدن”، لكن سكان القرى والأرياف الذين لا يقطنون المدن قد يتمكنون من رؤية الظاهرة بكل سهولة، كما يقول ماجد أبو زاهرة، وهو رئيس الجمعية الفلكية في جدة “من السهل رؤية كوكب المريخ بالعين المجردة على الرغم من خفوت لمعانه مقارنة بالأشهر الأربعة الماضية في المناطق النائية”.

أضاف المهندس أبو زاهرة، أن “المريخ يرصد في الوقت الحالي بالأفق الغربي في كوكبة الثور قرب نجم الدبران الأحمر، ومن السهل التمييز بينهما على الرغم من التشابه النسبي في اللون والسطوع، فالنقطة الحمراء العلوية (بالنسبة للراصد) هي نجم الدبران، أما كوكب المريخ فسيكون أسفله وأقرب بكثير إلى عنقود الثريا”.

 

الشمس تتعامد على معبد الكرنك جنوب مصر
وأوضح الفلكي أن نجم “الدبران” يضيء من ذاته في حين أن المريخ يعكس ضوء الشمس، وهي من أبرز الفوارق التي تساعد الفلكيين من التفريق بينهما، مضيفاً “كما أن لعنقود الثريا نقاطاً ثابتة من الضوء في كوكبة الثور، بعكس المريخ الذي يعد مجرد زائر مؤقت”.

وسيلاحظ في مطلع مارس 2021، أن نجم “الدبران” أكثر إشراقاً من المريخ بالنسبة للعين المجردة، حسب ما ذكر الفلكي مضيفاً أن “المريخ يخفت كل يوم، وهو ما يعني أنه أكثر خفوتاً من الدبران بحلول الوقت الذي سيمر فيه بمقدار 7 درجات شمال الدبران في 20 مارس 2021، وبحلول 24 أبريل (نيسان) 2021 سيكون المريخ أكثر خفوتاً عندما يخرج من كوكبة الثور ويدخل كوكبة التوأمين”.

لقاء استثنائي

ويعد المريخ، أو “الكوكب الأحمر”، كما يطلق عليه، الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس، كما أنه، كما يقول أبو زاهرة، يحتاج إلى نحو سنتين أرضيتين ليتمكن من صنع دائرة كاملة أمام الكواكب النجمية في دائرة البروج، ولذلك “عادةً ما يلتقي المريخ والثريا كل عامين، لكن وبشكل استثنائي، فإن اقتران المريخ المقبل مع الثريا سيحدث في العام المقبل (بدلاً من العام الذي يليه)، وتحديداً في 20 أغسطس (آب) 2022″، وذلك لأن اقتران الأربعاء، الثالث من مارس، سيحدث في وقت مبكر من هذا العام، لكنه بعد عام 2022 ستحدث اقترانات “المريخ والثريا” كل عامين حتى 14 مارس 2036.

وتشير تقارير مهتمة بعلم الفلك إلى أنه “في حالات نادرة، يحدث للمريخ ثلاثة اقترانات مع الثريا في فترة تبلغ نحو 4 أشهر”، لكنه، ولكي يحدث مثل هذا يجب أن “يصل المريخ إلى التقابل بحيث يمكن أن يمر المريخ قرب الثريا وهو يتحرك إلى الأمام (شرقاً أمام النجوم في دائرة البروج)، ثم إلى الوراء (باتجاه الغرب أمام النجوم في دائرة البروج)، ثم يعود ويتحرك (شرقاً) مرة أخرى”، وهذا ما حدث في 1991-1990، كما أنه سيتكرر بعد نحو 18 عاماً بالمسافة نفسها، أي في فبراير (شباط) 2038-2037.

ويمكن للهواة والمهتمين بتصوير الأجرام السماوية والظواهر الفلكية النادرة، تصوير ظاهرة “المريخ وعنقود الثريا” بدرجات كافية بواسطة الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية الحديثة، الأربعاء، إذا ما اختاروا مواقع رؤية مناسبة.

الان

زر الذهاب إلى الأعلى