ناسا تطلق طائرة مروحية من فوق سطح المريخ في أول رحلة من نوعها
تطلق وكالة ناسا الاثنين طائرة مروحية مسيرة من على سطح المريخ، وذلك في خطوة قد تصبح تاريخية.
وإذا سارت الأمور على ما يرام، ستكون هذه أول رحلة جوية يتحكم فيها البشر على كوكب آخر.
ومن المقرر أن تصل مروحية المريخ، التي سميت “انجينيوتي”، إلى ارتفاع 3 أمتار تقريبا، وتحلق مدة 30 ثانية تقريبا، وتدور حول محورها، ثم تهبط.
ولكن إقلاع الطائرة لن يكون مسألة سهلة، إذا أخذنا في الاعتبار أن تلك التكنولوجيا لم تجرب من قبل، وأن ظروف الطيران صعوبة.
ومن المقرر انطلاق “انجينيوتي” صباح الاثنين، لكن البيانات الأولية التي تكشف مدى نجاح التجربة لن تصل الأرض إلا بعد ثلاث ساعات تقريبا.
ويجب أن تمر هذه المعلومات عبر مركبة ناسا الجوالة والقمر الصناعي الموجودين في المريخ، وصولا إلى “مختبر الدفع النفاث” التابع لناسا.
أين تتم الرحلة؟
هبطت المركبة المعروفة باسم بيرسيفيرانس أو “المثابرة” في منطقة من الكوكب الأحمر تسمى فوهة جيزيرو . وحمل الروبوت المروحية تحته أثناء هبوطه المحفوف بالمخاطر على سطح المريخ في فبراير/شباط.
أُنزلت المروحية من باطن المركبة
ثم سارت المركبة إلى “مهبط” يبعد حوالي 20 مترا من مكان هبوطها، وهناك أنزلت المروحية انجينيوتي على سطح المريخ والتقطت صورة شخصية (سيلفي) لها وللطائرة.
ويقول المهندسون إن المروحية تبدو في حالة جيدة لرحلتها التجريبية.
وإذا نجحت الرحلة فستحاول ناسا القيام بأربع رحلات أخرى للمروحية خلال الأيام المقبلة، تأخذ كل رحلة منها الطائرة إلى مكان أبعد قليلا .
ما الذي يجعل الطيران على المريخ صعبا؟
طبيعة الغلاف الجوي على سطح المريخ مختلفة، فهو رقيق للغاية، إذ لا تتعدى كثافته 1 في المئة من الكثافة على الأرض. ولا يعطي هذا المروحية الكثير من الهواء المطلوب لدفعها.
التجربة قد تساعدنا في استكشاف كواكب أخرى
ولكن قوة الجاذبية على الكوكب الأحمر أقل، وهذا عامل مساعد، ومع ذلك بنى المهندسون المروحية لتكون خفيفة للغاية، إذ يبلغ وزنها 1.8 كغم فقط.
فوق جسم الطائرة مروحتان يبلغ طول كل منهما 1.2 متر، وتدوران في اتجاهين متعاكسين، بسرعة تصل إلى 2500 دورة في الدقيقة. وهذه سرعة فائقة، تعادل حوالي ثلثي سرعة الصوت على المريخ. وسيوفر هذا لـ”انجينيوتي” القدرة التي تحتاجها للارتفاع.
وتراقب وكالة ناسا الرياح في منطقة جيزيرو. ويمكن أن تصل سرعة الرياح إلى 20 مترا في الثانية. وهذه سرعة أكبر مما جُرّب على الأرض ولكن الفريق يعتقد أن المروحية مهيأة لأداء المهمة.
ما الصور التي سنراها؟
توجد على متن المروحية كاميراتان، إحداهما بالأبيض والأسود موجهة إلى الأرض وتستخدم في الملاحة، والأخرى ملونة وعالية الدقة وعدساتها موجهة إلى الأفق.
أُلصقت قطعة نسيج من طائرة الأخوين رايت بالمروحية
وستتحرك المركبة أيضا بعيدا إلى مسافة تبعد حوالي 65 مترا. وستستخدم خاصية التقريب في الكاميرات المزودة بها للحصول على بعض اللقطات المقربة لتحليق المروحية. وبشيء من الحظ، قد نحصل على تسجيل مصور أيضا.
ويرتبط بكل هذا تعقيدات. إذ تعمل كل من المركبة الجوالة والمروحية بشكل مستقل، وتحمل ساعات منفصلة. ويجب أن تكون أجهزة التوقيت متزامنة حتى يصبح التصوير ممكنا.
لماذا تعد هذه الرحلة مهمة؟
منطقة تحليق الطائرة قريبة من مكان هبوط المركبة
تقول وكالة الفضاء الأمريكية إن الرحلة ستكون بمثابة “لحظة الأخوين رايت”، وذلك في إشارة إلى انطلاق أول رحلة طائرة تعمل بالطاقة ويمكن التحكم فيها هنا على الأرض في عام 1903.
واحتفالا بذلك أُلصقت قطعة نسيج بحجم طابع بريدي من جناح طائرة الأخوين رايت على مروحية “انجينيويتي” قبل أن تغادر الأرض. ويذكر أن الرحلة الأولى للأخوين رايت استغرقت 12 ثانية فقط. والأمور العظيمة دائما تبدأ بخطوات صغيرة.
منطقة جيزيرو حيث هبطت المركبة
والمأمول هو أن يغير هذا في النهاية كيفية استكشافنا لبعض العوالم البعيدة.
ووافقت ناسا بالفعل على إرسال طائرة هليكوبتر إلى تيتان، القمر الكبير لكوكب زحل. ولهذا القمر جو سميك جدا. وستصل المركبة، المعروفة باسم دراغون فلاي، إلى تيتان في منتصف عام 2030.
بي بي سي