الإفتاء تحسم الجدل: هل يجوز استخدام «Wi-Fi» الجيران دون إذنهم؟
يستحل البعض استخدام شبكة الإنترنت الهوائية «واي فاي» الخاصة بالجيران دون علمهم، وقد يتجاوز البعض الآخر بالبحث عن برامج هاكرز لاختراق «الواي فاي»، لاستخدام شبكة الإنترنت الخاصة بالغير، دون عناء الاشتراك في شبكات الواي فاي وصرف الأموال.
«هل يجوز لي أن أدخل على شبكات النت اللاسلكية الموجودة بجوار منزلي بدون إذن أصحابها؟».. سؤال ورد في البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء.
نوعان من الشبكات.. مشفرة وغير مشفرة
ردت دار الإفتاء، على السؤال موضحة أن الشبكات اللاسلكية هي أنظمة حاسوبية تعمل على نقل البيانات للأجهزة دون استخدام أسلاك، فيتم من خلالها الدخول على شبكة المعلومات الدولية واستخدامها استخدامًا كاملًا دون الحاجة إلى موصلات سلكية.
استخدام هذه الشبكات انتشر في معظم الأماكن، ويكثر وجودها في المطاعم، والمطارات، وأماكن العمل الجماعية، كما تختلف هذه الشبكات في امكانية الدخول عليها، ومن هذه الشبكات ما يعتمد على نظام التشفير الذي بموجبه لا يتم الإذن بالدخول إلا لأفراد معينين، ومنها ما لا يعتمد على ذلك فيمكن لمن شاء أن يستخدم الشبكة دون حصول على إذن الدخول.
وأكدت دار الإفتاء، أنه يختلف حكم المسألة بناءً على الاختلاف في إمكانية الدخول عليها، فإن كانت مشفَّرة بحيث لا يستطيع أحد الدخول عليها إلا بعد فك التشفير، فإن صاحبها بقيامه بهذا التشفير لا يبيح لغيره الدخول عليها إلا بعد إذنه، ويعد الدخول عليها بغير إذن تعديًا وأكلًا لأموال الناس بالباطل، وقد نهينا عنه بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾.
وأكدت الإفتاء أن استخدام شبكة wi fi جائز في حالة واحدة وهي إذا كانت الشبكة مفتوحة وغير مشفرة يستطيع من كان في مجالها الولوج إليها والدخول عليها بلا إذن، وفي هذه الحالة تكون الشبكات في الأماكن العامة، أو تكون خاصة بصاحبها: فإن كانت في الأماكن العامة، كالمطارات، ومراكز التسوق، والفنادق، والمؤتمرات، فلا حرج في استعمالها؛ لأنها معدة للاستخدام على هذا الوجه.
أما إن كانت الشبكة اللاسلكية خاصة بصاحبها: فالأصل فيها منع استعمالها حينئذ، ما لم يوجد إذن صريح أو عرفي بإباحة الاستخدام.