” المشاط ” .. والمهمة الطارئة
♦نشوان النظاري
لا أدري ما حدود وصلاحيات وسلطات السيد ” المشاط ” وكيف يقف عاجزا امام حالة عبثية غوغائية جهوية كحادثة ” حبيش ” . كيف يقف المسؤول الأول في البلد صامتا متحجرا حيال تصرف مناطقي جهوي استعلائي كغزوة حبيش البائسة ..
لقد بلغنا ان القضية لفظت أنفاسها الأخيرة بين يدي ” المشاط ” وقد باتت جثة متعفنة يشوبها التسويف والمماطلة و الروائح الكريهة ونخشى أن تدخل مراحل التحلل والوباء وتفشي المرض الاجتماعي الخبيث ووصولها لمستوى العدمية والانمحاء .
هل أبناء إب شعب آخر خارج سلطات نظام صنعاء ؟! هل في عصر المسيرة القرآنية تتخلق الطبقيات والجهويات والتفوق الاجتماعي والممارسة الدونية ..؟! هل أبناء خولان يمتازون بمواطنة من الدرجة الأولى فيما نحن هنا في إب مواطنون من الدرجة الثانية او ربما الثالثة .. ؟!
هل فعلا المعلومات المتواردة من العاصمة من أن فرسان الجريمة في غزوة حبيش يوجد من بينهم من ينتمي للنسق الأول لقوات وفيالق قريبة من منظومة الحكم او ان هناك عرقلة من قيادات عسكرية من نفس المنطقة لها علاقات وطيدة بصعدة . ؟!
هل يعقل أن يتورط قادة البلد في كسر هيبة القانون والدولة محاباة لقيادات عسكرية مقربة من نفس المنطقة ؟!! ثمة أسئلة بلا سقف وثمة تكهنات وتأويلات يدعمها حالة الجمود والتمييع المريع للقضية .
ينبغي أن يتحمل النظام القائم مسؤوليته ويقطع احبال الشك بيقين احترام مؤسسات الدولة الدستورية وقضاءها العادل وغير ذلك يعد تواطؤ وتمالؤ وانحياز مناطقي مخيف وينذر بتمزق الاواصر وتحطم عرى التعايش والتاقلم وليعلم الجميع ان الآخرين ليسوا حثالات وليسوا كذلك جبناء ومهما استقوى الاوغاد بنافذين و مهما بلغت قدراتهم في اختراق مؤسسات الدولة وتطويعها لاذلال الآخرين وممارسة السطو والهيمنة فإن الحقيقة ستنتصر ولا ضاع وراءه مطالب وثقوا جميعا بأن الظلم سبب رئيس لتهالك الأنظمة واضمحلالها ولعنها مدى التاريخ ، وأن إغفال حقوق الآخرين والاستهانة بكرامة المناطق والشعوب عواقبه وخيمة ومكلفة .
الاستاذ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى والقائم باعمال رئيس الجمهورية يجب أن يعلم أنه في مهمة طارئة تستوجب عليه القيام بالصلاحيات المخولة له وان يقدم الجناة للعدالة كما حدث في إب عندما تم تسليم القاتل وايداعه السجن وإلا فإننا سندرك حقيقة وجود دوائر خفية هي من تدير دفة الأمور وأن الرئيس المشاط ليس أكثر واجهة لنظام غير مرئي يعمل عن بعد .
ان انتهاج سياسية التمييز المناطقي والفؤي سيؤدي مع مرور الوقت لتفكك النسيج الاجتماعي وتهاوي الترابط الوجودي وتفسخ اللحمة الوطنية وانقراض المفاهيم
الأساسية للمواطنة الصالحة ويقتل في الأرواح الكسيرة أدنى شعور بالإحساس الوطني ليتخلق بعد كل هذا الاستخفاف و الاحتقار الممنهج اجيالا مشحونة بتعبئة مناطقية وجهوية وقنابل موقوتة لا يمكن لأحد التنبؤ بزمن او وقت انفجارها وما هي الأضرار التي قد ربما تنجم عن ذلك الانفجار والتشظي العنيف .