حائط

مكافحة الفساد أكذوبة كبرى ورسائل مبطنة..

كلام الناس
حسن الوريث

قال الراوي .. لعلكم تذكرون تلك المسرحية الهزلية في إعادة تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد من اول يوم لإعلان الترشح وتقديم الترشيحات إلى مجلس الشورى إلى أن تم إرسال أسماء إلى مجلس النواب قيل أنها لمن اختارهم مجلس الشورى رغم ان هذا المجلس كان مثل الأطرش في الزفة ولم يتم سوى استخدام ختم المجلس في الارسالية المرفقة بالكشف ومثلما كان مجلس الشورى فقد كان مجلس النواب الذي لم يعلم بالأسماء التي تم اختيارها الا من وسائل الإعلام لأن الجهة التي كتبت الأسماء أرادت أن يكون اعضاء المجلسين مجرد كومبارس في المسرحية التي تسمى مكافحة الفساد .
قال الراوي .. مكافحة الفساد في بلادي مجرد وهم تستخدم كأوراق ضد فلان ووسائل ضغط ضد علان ولعل اقرب مثل هو موضوع وزير المياه والبيئة الذي رفض الرضوخ لمجلس الطاووس ومن يقف خلفه فتم استحضار تلك الهيئة بعد أن فشلت كل وسائلهم ورسائلهم معه وهكذا لن يكون نبيل الوزير هو آخر وزير بل بداية لسحب كل من يرفض الانصياع لهم إلى هذه الهيئة وربما يتم اختراع مسمى جديد لهيئة جديدة تحت لافتة مكافحة الفساد بينما هم أبعد ما يكون عن مكافحة الفساد .
قال الراوي .. الفساد تغلغل في المجتمع وسحب معه من سبق ومن لحق وسيسحب من سيأتي أتدرون لماذا ؟ لان كل من يأتي يستخدم نفس الهيئات ونفس الآليات ونفس الأشخاص وان ما يجري فقط هو إعادة لتدوير مراكز النفوذ والفساد ولو كانت هناك نية حقيقية وصادقة لكانت عملية مكافحة الفساد وفق رؤى واستراتيجيات وطنية حقيقية واقعية تبدأ من تغيير التشريعات والقوانين واللوائح المتعلقة بمكافحة الفساد ثم تنطلق إلى تغيير البنية الأساسية لمنظومة مكافحة الفساد وآليات عملها ودورها بما يزيل التناقض بينها وان يتم تنظيفها من داخلها كما قال أحد التقارير الدولية بأن هيئات مكافحة الفساد تحتاج إلى تنظيف نفسها والتخلص من فسادها هي قبل تنظيف الآخرين والتخلص من فسادهم.. ثم ان مكافحة الفساد يجب أن يشترك فيه الجميع .. الدولة والحكومة والإعلام الرسمي والخاص والعلماء والخطباء وادماج مكافحة الفساد في مناهج التعليم العام والجامعي وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني والمجتمع بشكل عام .
قال الراوي.. اتركوا نبيل الوزير في حاله فليس هو الوحيد الفاسد فالفاسدين يملأون البلد لكنه الوحيد الذي قال لكم لا .. ثم نظفوا أنفسكم وهيئاتكم واجهزتكم ولجانكم من الفساد وابتعدوا عن تعييناتكم العشوائية في أجهزة ومجالس الدولة وهيئاتها ولتعلموا ان التأسيس لمراكز نفوذ جديدة ليس في صالح البلد والدولة ويجب عليكم الانطلاق إلى بناء دولة المؤسسات وليس دولة المدير الواحد ” البعبع ” الذي يخيف الجميع اذا لم ينصاعوا له ولرغباته .. وأخيرا فإن مكافحة الفساد تحتاج إلى رؤية حقيقية وليس مجرد لافتات وهمية وصورية .. فهل وصلت الرسالة ام ان الوضع سيبقى كما هو وتستمر مراكز النفوذ والفساد في تدوير نفسها واستعادة مكانتها على حساب الوطن والشعب المسكين . وتبقى مكافحة الفساد مجرد أكذوبة كبرى ورسائل مبطنة .

زر الذهاب إلى الأعلى