من يقف خلف العبث والتدمير الممنهج للجامع الكبير بإب
كتب – نشوان النظاري
تسعى دول العدوان المتمثلة بمملكة الشر، وامارة السوء والخيانة والتطبيع لتدمير تاريخ وهوية البلد، والعبث بوحدته الوطنية، والتشكيك بكل امتداته الجغرافية والحضارية، وهي تعمد منذ عقود على تشويه الواقع اليمني وقلب الحقائق في محاولة مستميتة لانتاج
بلد فاشل بلا تاريخ او حضارة.
يقابل ذلك العدوان الحاقد ادوات في الداخل تعبث بارث وحضارة وتاريخ هو كل ما تبقى شامخا في زمن الحرب والسلاح، إذ كشف تقرير لجنة مكونة من كبار أخصائي الآثار ومدراء عموم بالهيئة العامة للآثار والمتاحف حجم العبث والاستهتار الذي طال الجامع الكبير في مدينة إب.
جاء نزول اللجنة بعد تأخر عمليات الترميم في الجامع الكبير لأكثر من 13 عاما، وكذلك نتيجة للتقارير التي كان يرفعها الفريق الهندسي المشرف على المشروع والتي كانت تتحدث بمجملها عن عدم التزام المقاول بالمواصفات والمعايير الأثرية.
واوضح التقرير ارتكاب المقاول، لا علاقة له في هذا المجال، مخالفات جسيمة سوف تؤدي بالمدى القريب لانهيارات كبيرة لاقدم معلم اثري بالمحافظة.
وافاد تقرير اللجنة أن ما جرى في الجامع من عبث ضر
بالمعلم وخل بنمطه المعماري، وأدى الى اندثار وضياع معلم يعود لاكثر من الف وثلاثمائة سنة، حيث وان تسليم الاثر لمقاولين غير مؤهلين لاعمال ترميم مباني التاريخية، يسعون الى مكاسب مالية، قد ظهرت من خلال الحرص على توسع الاعمال في أماكن غير مطلوب فيها التدخل ، والاصرار على عدم التقيد بالمواصفات واختلاق المشاكل لفرض مطامع غير مشروعة ضحيتها معلم تاريخي في غاية الاهمية.
ورأت اللجنة بضرورة تغيير الالية المتبعة في سير الاعمال بهذا المشروع تبدأ اولا باعتماد جداول الاعمال والمواصفات والكميات، واصدار قرار عاجل من رئاسة السلطة التنفيذية بانشاء وحدة تنفيذية مشتركة للمشروع تتكون من مدير المشروع، ومهندسه، واخصائي اثار، ومحاسب، وامين مخازن، وحارس مقيم.
وبينت اللجنة ان الرواق الشرقي للجامع معرض للانهيار بسبب عدم تغطية الأعمال الجارية أثناء الترميم ، مشيرة إلى أن مدير فرع الهيئة بالمحافظة كان قد بدأ بالترميم الذاتي لكن المقاول منعه من القيام بذلك.
وفي نهاية التقرير اكدت اللجنة، المكلفة من وزير الثقافة، انها اوضحت المشكلة ووضعت لها الحلول امام الجهات المعنية، وانها بهذا الامر تخلي مسؤوليتها من خطورة الوضع الذي آل اليه احد اهم المعالم الحضرية بمحافظة إب.
مكتب اوقاف إب ينفذ مشاريع استثمارية بمئات الملايين لكنه يتلكأ في تقديم ميزانية انقاذ وترميم هذا المعلم التاريخي بالرغم من اعتماده لها وتم استكمال جميع الدراسات من قبل المهندسين وسلمت للمكتب قبل ما يربو ستة اشهر.
يخشى بعض سكان المدينة القديمة ان هناك اياد خفية
تعرقل اي توجه لانقاذ الجامع بذريعة محاولة تحويل موقع الجامع الاثري الى سوق تجاري حديث، فيما البعض الاخر ينتابه قلق من العبث والإهمال في ما تبقى من المخطوطات التاريخية الموجودة مكتبة الجامع الكبير.
واشار المهندس امين الحوثي بأن أعمال المباني التي نفذت بداخل الجامع مخالفة للنمط القديم، بل ولا تمت للموصفات بصلة، وهي مخالفة لكافة المعايير وينبغي أن تتوقف.
ويرى الحوثي ان الحل يكمن في إيقاف العبث على وجه السرعة، وإنزال مناقصة تراعي ضرورة وجود معايير شهادات خبرة في مجال الاثار للمقاولين، والزامهم باستخدام مادة ” القضاض ” بشكلها التقليدي المتقن.
وحذر مهندس المشروع ان مماطلة الجهات المعنية ستؤدي الى كارثة لا سيما مع حلول موسم الامطار وتسرب المياه الى اسفل الجامع.
يذكر ان جامع إب الكبير أو ” جامع العمري ” هو جامع تاريخي قديم يعود تاريخ بناءه لعصر الخليفة عمر بن الخطاب في العقد الثاني من القرن الأول للهجرة، وعمر منارته ما يقارب الـ900 عام.
ثمة اسئلة ملحة تجبر اي فرد في هذا العالم ان يضعها، لماذا تقف السلطات المحلية عاجزة عن ايقاف المقاول، ولماذا مكتب الاوقاف لا يعد هذا المبني الديني والاثري من اولوياته وهو بالمناسبة من صميم اختصاصاته وعمله، ولماذا الجميع غير مكترث لامر هذا المعلم التراثي العظيم، اين رجال الدين والثقافة ورجال الاعمال والدعاة واصحاب الرأي ..؟؟!