حائط

وداعا ايها الرفيق

 

نعمان الحكيم

قبل اسبوع تقريبا..غادرنا ونحن جيران في المعلا
..صار التواصل بيننا نادرا..لكنني كنت التقيه مصادفة..يبدأ بالابتسام والضحكة المحببة ..كيف الحال ايش الاخبار
..وأرد عليه: لاجديد قدك عارف..!
نعم يرحل الاحبة تباعا ولا من يعلم او يعزي..صرنا في وضع بائس
..ماكانت عدن هكذا ابدا..لك الله ياعدن صار الجار لايسأل عن جاره الا في احايين نادرة!
رفيق الامس واليوم هو من السبعينيات تزاملنا عملنا في احلك الظروف وكنا لا نفترق وكل مساء نلتقي في المطبعة بدار ١٤ اكتوبر ومعنا عدد من الرفاق..اشتغلنا مصححي بروفات براتب زهيد وهو ماكان يسمى (مساهم)..سنين ونحن معا تجمعناالمحبة والتناغم وانجاز العمل الصحفي في أبجدياته الاولى
بعضنا شق طريق الصحافة بفضل جهود رجالات
كنا نقراهم بمقالاتهم افكارهم واستفدنامنهم كمدرسة لا يعلو عليها اي تأهيل
…مررنا بكوارث ١٩٧٨م و١٩٨٦م وغيرها لكن كانت الامور تمشي على مايرام..
ابو عبدالله..من ارض ابين الخير والعطاء والثقافة والادب والفن والرؤساء.. هوكادر إعلامي عريق تميز بالاخلاص والطيبة والسلوك القويم..لم نعهده الا باخلاق الكبار وادبهم..ليس به الا الكياسة والمحبة للجميع ولا يعرف الخصام له طريقا اليه..عاش مهذبا وارتقى بيننا الى مصاف المفكرين
الذين نعتز بهم..وهاهي رحلته الاخيرة إلى جنة الله جل جلاله..
علمت بخبر الوفاة متاخرا وابلغتني ابنته بانه مات مداعبا لهم مبتسما بينهم كعادته
..ماآلمني جدا هذا الوصف الذي هو ليس بغريب علي لكنه كان آخر مايكون عن انسان لن نراه ابدا..
السيد الحبيب حسين السقاف
..رحلت مبكرا وكنت كل لقاء تسال عن الوطن وهل ستصلح الامور..رغم اكتوائك بنار الحرب وسعير الحياة..الا ان وطنيتك كانت اكبر وتواضعك كان العنوان الكبير للخلود..
وداعا اخي حسين والعزاء لابنائك واهلك واسرتك وخاصة ارملتك الأديبة والصحفية هنود الفضلي.. والعزاء للمعلا وعدن وابين..
انا لله وانا اليه راجعون.

زر الذهاب إلى الأعلى