البيض وصالح أسود وثعالب
د. متعب بازياد
في هذه المناسبة الوطنية (٢٢مايو) من كل عام يحتفي اليمنيون بتحقيق حلم ثوار سبتمبر واكتوبر في دولة يمنية موحدة.
الإنجاز الذي سجله التاريخ بصفحة الزعيمين البيض وصالح قبل ثلث قرن من الزمان. ثلاثون عاما بعمر جيل اليمن الكبير.. تقلب الرجلين فيها نكصا.. وكبت احصنتهم مرارا، مع كل ذلك لا زال هذا الإنجاز البهي طاغيا على كل بقع السواد في تاريخ الرجلين من قبل ومن بعد.
ودع صالح الحياة وهو يصرخ في وجه السلالة (آمنت بجمهورية السلال). وحينما دفع البيض لإعلان الانفصال دفعا خط بيده (اول هدف لدولة الانفصال تحقيق الوحدة اليمنية).
عندما نستعرض تاريخ الرجلين نتساءل: ماذا عن عكفة السلالة اليوم وابواق الانفصال ودعاة التمزيق؟ ماذا في رصيدهم الوطني من إنجازات؟ حتى إذا افاقوا يوما -وليس ببعيد- غفر لهم الشعب ما اقترفوه في حقه وتقبلتهم تربة اليمن اجداثا في بطنها.
هؤلاء يصدق فيهم المثل اليمني (لا أسد ملامخ ولا ثعلب مطيع) فلاهم كبارا بحجم الدعوات التي يقفون خلفها ولا هم اعترفوا بفقر رصيدهم وبؤس أحلامهم.
إن تاريخ اليمن ملئ بالانتصارات التي رفعت من شأن صانعيها وخلدت ذكرهم في سفر المجد، لكن لا أحد يسأل.
إن مسيرة الاماجد قد دهست في طريقها طوابير طويلة من ثعالب الدسائس ومطايا العمالة وخونة الأمة. حتى كتب التاريخ لفضتهم من صفحاتها ولم تعطف عليهم بحاشية على هامش نقش المسند الخالد.