سلام لروح تشع سلاما ..!!
ارتبطت سلطنة عمان في ذاكرتي بمعاني الهدوء والسلام والموسيقى والنظافة والأصالة والعدل ،وهو السبب الذي جعلني اتوق لزيارة هذا البلد والإنطلاق في رحابه تحت هذه الكثافة النبيلة من الحشود القيمية التي يصبح الإنسان في ظلالها مختلفا ،وانسانا لائقا لحياة محترمة .
لم تتح لي الفرصة ،ولعل اهم الأسباب تعقيدات السفر او مانظنه كذلك عبر المعلومات التي نتلقاها من اليمنيين المسكونين بالقلق والمقيدين بالحاجة التي اتقنت الأنظمة المتعاقبة صناعتها ،الأمر الذي يتسبب في احجامنا عن محاولة السفر الى سلطنة عمان التي تربطنا بها الجغرافيا والتاريخ والثقافة والفن ،ولاتزال الجنبية علامة مشتركة تزين صدورنا وتجعلنا في هيئة استعداد للسلام والحرب .
السلطان قابوس لم يكن شخصا عاديا ،او حاكما عابرا ،وليس ذلك المندفع صوب المتغيرات ،ولا المستأنس للقديم الجامد ،فالتنمية الشاملة والنهضة الحقيقية التي شهدتها السلطنة والإستقرار والسلام والهدوء الثقيل الذي تتخلله الموسيقى كواحدة من التعابير الإنسانية الأعمق والأجدى للروح والذائقة ،كلها انعكاسات للسير الواثق على نهج وازن بين ماض عظيم وحاضر هو نتيجة وحصيلة لتراكم التجربة الإنسانية.
ملأ السلطنة عدلا وتنمية واستقرارا ،وملأ الآفاق ثباتا ومبادئا ،ووضع عنوانا واضحا للكرامة والإباء ،فمضى بالسلطنة صوب المستقبل بثقة وهدوء.
شعب السلطنة آمن ،فرص التعليم للجميع، المعاهد والجامعات ترفد الحياة بمخرجات لا حدود لطموحها ..الشعر والأدب والفن والرياضة جوانب مشرقة في عمان مكتملة بنية تحتية ووسائل وتتنظيم ورعاية وتشجيع.
فقدت الشعوب العربية برحيل السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان ،حادي مسيرة التنمية ،ونموذج القدوة ،وشعرت بالخسارة الكبيرة.
وها انذا واحد من الناس ،ومواطن عربي لاتربطني بالسلطنة علاقة نفع او مصلحة ،ولكن شعورا من الغبن يجتاحني ،وفقدت مدخرا من طمأنينة برحيل حكيم العرب وايقونة السلام والعدل السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان ،رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته ..
وانا لله وانا اليه راجعون
المستشاراحمدالاسدي
رئيس صحيفة وموقع اتجاهات
رئيس محرك بحث صحافتك الاخباري