حائط

وزير الاتصالات الشرعوثي

كتب محمود عبدالله

في معركة اليمنيين المصيرية مع الانقلاب الحوثي الذي يهدد مستقبلهم وهويتهم؛ تؤدي وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أنشطة ومهاماً تصب في صالح الانقلابيين، وتغرق في الفساد؛ وتتواطأ مع الحوثيين..

خمس سنوات من الحرب المدمرة، ووزارة الإتصالات وتقنية المعلومات يتولاها الوزير لطفي باشريف، الوزير الذي تغير من حوله وفوقه العديد من الوزراء ورؤساء الحكومات؛ وبقي هو ثابتا وباقيا برغم كل الفشل والفساد اللذان اشعلا الاحتجاجات في مختلف قطاعات الوزارة

فطوال هذه السنوات لم تقم الوزارة بنقل أجهزة التحكم والسيطرة على خطوط الاتصالات والثابت والدولي إلى أي مدينة محررة، ليظل الحوثيون يسيطرون على مؤسسة الاتصالات ويديرونها أمنياً ومالياً وإدارياً وفنياً، وهو ما مكنهم من الحصول على كامل المعلومات الاستخباراتية التي تأتي عبر هذه القنوات، بما في ذلك، التجسس على هواتف قيادات الجيش ورصد تحركات قواتهم وكشف خططهم وإستهداف الكثير من خيرة جنود اليمن والتحالف الشرفاء.

النطاق الخاص بالبوابة اليمنية للإنترنت (.ye) أيضا، لم ينقل من صنعاء على الرغم من توقف هذا الإجراء على مذكرة تحمل توقيع الوزير للجهات الدولية المعنية، وهو ما مكن الحوثيين من السيطرة الكاملة على الشبكة العنكبوتية ليحجبون المواقع ويتجسسو على حركة الإنترنت، ويجمعوا المزيد من المعلومات الاستخباراتية.

يضاف إلى كل هذا، عدم الرقابة على دخول أجهزة تشويش إلى البلاد تستخدم في التجسس.

مؤشرات الفساد أيضا ظهرت في مشاريع الوزارة بالمحافظات المحررة، على سبيل المثال،شركة “عدن نت” التي صُرف عليها عشرات الملايين من الدولارات.. لتخرج بخدمات رديئة ومصروفات أكثر من الإيرادات؛ وهي إيرادات تبين أنها  لا تذهب إلى حسابات الوزارة في البنك المركزي كونها تخضع لإشراف مباشر من الوزير.. وخارج الأطر الإدارية والقانونية.

وبينما كان يجدر به وضع شركة هواوي الصينية ضمن القائمة السوداء بسبب تعاملها مع الحوثيين في صنعاء وتسهيلاتها لهم؛ إلا أنه منحها تراخيص العمل في “عدن نت”، مقابل عمولات متعددة، بينها توظيف نجله في وظيفة مرموقة بمكتبها في دبي

لكن.. ما يبدو غريبا هو استثناء الحوثيين لوزير الاتصالات وتقنية المعلومات لطفي باشريف من كافة حملاتهم الإعلامية والملاحقات التي لم تستثني دونالد ترامب؛ بل و خرج من صنعاء عقب الجائحة الحوثية بكامل الممتلكات التي يمكن حملها دون أن تطالها ايدي المشرفين.

أما الأكثر غرابة فهو سفر مسؤولي المؤسسة العامة للإتصالات الموالين للمليشيا الحوثية في صنعاء عبر المطارات الخاضعة لسلطة الشرعية، للمشاركة في فعاليات ومؤتمرات خارجية باسم اليمن،  تحت رعاية الوزير وبتسهيل منه//

يبدل الوزير باشريف ولاءاته كالحرباء كما يبدل السيارات التي يكتظ بها حوش منزله ؛ فهو مع الشرعية حيناً، وجزء من الانتقالي أحيانا أخرى// يسافر إلى أبو ظبي كثيراً، ويلتقي  رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في مول الراحة خارج بالعاصمة أبوظبي “حتى لا يراهم أحد” وينظم للمجلس الإنتقالي ثم يُغير ولائة بعد مغادرة الإمارات ؛ ويعلن ولائة للشرعية امام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ؛ ثم يسافر السعودية ليُعلن ولائة للتحالف عند لقائة بالمسؤولين هناك … وهكذا يتنقل بشكل مستمر في دائرة الولاءات مثل الحرباء.

وبينما يرفض بمختلف الذرائع والمبررات دعوات القنوات اليمنية الرسمية إلى لقاءات متلفزة ليوضح من خلالها سير الأعمال في وزارته ومواقفه السياسية/ يطل بغزارة على القنوات الداعمة للمجلس الانتقالي.

وبعد كل هذا.. هل يبدوا مستغربا الصمود الذي يبدية الحوثي في وجه التحالف والشرعية بفضل عائدات الإتصالات … وهل يبدوا مُستغرباً سهولة استهداف المليشيا الانقلابية لقيادات عسكرية ومدنية في المناطق المحررة؟!!

وهل صحيح انه سوف يُسمح له بالعودة لعدن ضمن الإتفاق الأخير بالرغم من كل فسادة ومؤامراته على الشرعية والتحالف والمجلس الإنتقالي الجنوبي؟!

زر الذهاب إلى الأعلى