حائط

هزة قلم! هيا خندقوها!

هزة قلم!
هيا خندقوها!

الصميل خرج من الجنة!
واغارتاه! وامصيبتاه! وقهراه!
الجيش التركي يحرر شمال سوريا!
أين مصر؟ أين السعودية؟ أين الإمارات؟
بل أين الجامعة العربية؟؟؟
نندد.. نشجب.. بل و بأقسى العبارات ندين هذا التدخل السافر للأتراك الذين احتلوا أراض عربية من أجل تحرير عرب سوريا وعشائرها من تدنيس المليشيات الصهيوكردية.
ما دخلكم بعروبتنا أيها الأتراك؟ ما شأنكم بقوميتنا أيها العثمانيون؟ ومن سمح لك بتطهير أرضنا العربية السورية أيها الجيش المحمدي؟؟؟

إلى هنا ينتهي المشهد من المسرحية العربية السخيفة.

دعونا ندخل في الجد، وبعيدا عن الهزل العربي برمته، لنتحدث بموضوعية وعقلانية ومنطق.
أو ليست تركيا محاطة بكل هذه المليشيات الكردية المرتزقة (قسد، وب ك ك)، والتي تشكل خطرا يهدد أمن تركيا وحدودها على طول الشريط الحدودي السوري؟
أو ليست كل سوريا محتلة من الملحدين الروس، والصليبيين الأمريكان، والصهاينة الإسرائليين، والشيعة الإيرانيين وحزب اللات اللبناني؟
أو ليس كل أولئك يسرحون ويمرحون في أرض سوريا العربية المسلمة، ويسومون من تبقى من أهلها سوء العذاب، بعد أن قتل من قتل منهم، وشرد وهجر من شرد وهجر، وسجن وفقد من سجن وفقد؟ فأين كنتم أيها القادة العرب العملاء، والقوميون الجهلاء؟ ولم لم تصرخوا حينذاك كما تصرخون الآن؟؟؟!!!

أو لا تشكل تلك العصابات الكردية خطرا على الأمن القومي التركي، وهي أي العصابات صنيعة وتدريب أمريكا والغرب، وبفلوس آل سعود، حيث أن الهدف الأساس من تشكيلها هو حصار تركيا من شمال وشرق سوريا، ليتسنى لهم فيما بعد ضربها؟؟؟
أو ليس في تدخل تركيا حماية للأراضي السورية من التقسيم والتجزئة؟
من الذي استقبل أكثر من خمسة ملايين لاجيء سوري في أراضيها غير تركيا الإسلامية؟

ثم لنتساءل ماذا صنعت تركيا في سوريا، وفي عفرين بالتحديد بعد تحريرها في عملية “غصن الزيتون”؟؟
أو لم تعد المهجرين إلى منازلهم بعد أن أصلحت الكثير منها، وطبعت الكتب المدرسية، وأعادت بناء المدارس والمصالح للناس، وأعادت الحياة إلى طبيعتها؟
و أوليس الجيش الحر العربي السوري الثائر مشاركا للجيش التركي في هذه العملية العسكرية التحريرية؟
نعم سيتحرر الشمال السوري، وستعمر الديار وستعود الحياة إلى طبيعتها، ويعود أهلها المهجرين بإذن الله تعالى، وبفضل إخوتنا الأتراك، والجيش السوري الحر.

ياترى لم غضب العالم من عملية “نبع السلام” التركية؟
ببساطة شديدة تقرب المعنى إلى العقول، اقول أن غضبهم نابع من أشياء ثلاث:
– العملية تعني تحرير جزء من الأرض السورية من قوى الإحتلال متعدد الجنسيات.
– “نبع السلام” تعكس صورة للقيم الإنسانية غير تلك القيم التي يطبقها على الشعب السوري كل أولئك المحتلون.
– خروج المارد التركي من قمقمه ليجابه العالم أجمع بمفرده، متحديا كل قوى الطغيان والجبروت الدولية والإقليمية.

وفي الأخير أقول ظهر المارد التركي كقوة دولية، ولاعب عالمي جديد لا يمكن تجاوزه أو إغفاله.. وهذا ما جعلهم يستشيطون غضبا، ويقدحون شررا، لكنهم مكبلون وغير قادرين على فعل شيء حياله سوى العويل والصراخ.

إن الأتراك يملكون أوراقا سياسية وإستراتيجية في غاية الأهمية، فأحسنوا استغلالها وتوظيفها لخدمة أهدافهم، ولكبح جماح كل قوى الشر والإستكبار العالمية والإقليمية والعربية، والتي لولاها لما رضخ الامريكان، ولما سكت الروس، ولما غضت الصين طرفا، وأغمض الإتحاد الأوروبي عينا.
مصالح إستراتيجية سياسية واقتصادية تربطهم مباشرة بتركيا، وأي غلطة منهم ستحرق العالم، وهو على شفا حفرة منه.
الصميل خرج من الجنة، والحق يشتي له عقل وقوة، وقوة القوة!

فعلتها تركيا، ولسان حالها يقول للعالم: بالمصري: أعلى ما في خيلكم اركبوه.. بالحلبي: خزوها.. وباليمني: هيا خندقوها!

أ. محمد الدبعي

زر الذهاب إلى الأعلى