حائط

زواج عديلة


_ سعاد خذابخش خان

صاحت الحجة مريم : لو قدني باأموت مابا أتسلف من مرت الحدي
..حرام عليكم ذا ربا مايجوز
ردت خديجة :
ياشيخة إنتِ محتاجة ومعك زواج وربنا غفور رحيم
قالت لها : لا..لا لايمكن أخد منها هذا ربا ومحرم التعامل فيبه ، أنتِ ياخديجة أنسي الموضوع وربنا كريم وبايسهل أموري..

قالت خديجة : براحتك أمه أني إلا أشتي أخدمك
ردت : شكرا حبيبتي ياشيخه هذي حرمة مفترية ماتخاف الله وقدها آخر عمرها المفروض تبطل الربا وتفك أزمة الناس باتحصل أجر..
قالت خديجة : ماعلينا ياأختي المهم كيف باتسوي ذلحين وزواج بنتك قريب
ردت : الله بايفرجها من عنده وإلا بانجهزها بالحاصل إيش بانسوي؟
قالت : الله يعينك يااختي وإن شاء الله تفرج هيا خاطرك أني مروحة ..
قال الحجة : أجلسي أمانتك أشربي شاهي
قالت : مرة ثانية عادني أشتي أجزع بيت المحلوي أشوف مرته قالوا مريضة
ردت : أو..إيش فيبه عادني أول أمس لقيته في السوق تتبضع..
قالت : والله مالي علم باأشوفه وباأقول لك هيا في وداعة الله
ردت : مع السلامة بوسي الجهال

جلست الحجة مريم تفسر وتطوس تدور حل لأزمتها لأن زواج بنتها الشهر القادم وهي حاوشة كيف تتصرف لان الفلوس اللي معها لاتكفي للمخدرة والزفاف وبقية المصاريف وزوجها موظف في شركة الباصات وراتبه بالكاد يكفي مصاريف للأسرة..

دخل عليها زوجها حسين وشافها جالسة توشوش نفسها قال : يامريم باتجنني بنفسك خليها على الله بايفرجها وباتتسهل الأمور
ردت : آه ياحسين أحس قلبي بايوقف من التفكير والهم..
قال : ياحرمة الصبر طيب وإن شاء الله تنفرج الازمة..كم تحتاجي ؟
ردت : أقل شيء عشرة الف شلن
قال : خلينا أتصرف وربنا بايسهل
قالت : قدك حالتك حالة من فين باتجيب وكيف باتتصرف؟
قال : قومي جيبي لي لقمة آكلها وبعدين سهل..
ردت : مله قول لي كيف باتسوي برد لي قلبي ياحسين..
صاح : أقول لك جيعان باأموت هاتي الأكل..قالت : طيب لاتصيحش اني تعبانة صاحت : ياعديلة قربي لأبوك الغداء.

بعدما أكل صيح : يامريم تعالي ..
أجت مريم وقالت : مو تشتي مو معك من خبر؟
قال : أسمعي بكرة الفجر باأتوكل البلاد وباأبيع نصيبي من الأرض وإن شاء الله نتخارج بسرعة..
قالت : سافر أني فدالك وربنا بايوفقك
أني خلاص مدوخة وحالتي حاله..

سافر حسين ووصل إلى قريته في أبين وأستقبله إخوانه وقال كبيرهم : علمك إيش جابك اليوم عندنا عسى خير
قال : خير شوفوني معي زواج بنتي وماعندي فلوس وأنا محتاج عشرة الف شلن لأجهزها وأعذروني أنا باأبيع نصيبي من أرض أبونا حتى أجهز بنتي ماعندي حل ثاني قدكم عارفين ظروفي
قال أخوه الكبير سالم : ياحسين ماأحد يبيع أرضه وهي مرجعك إذا عدت للبلاد..قال : مامعي حل ياأخواني بنتي هذه مش معقول أسيبها تتزوج مكسورة الجناح..
قال أخوه الأصغر : أول نتغدى وبعدين سهل..

دخل حسين الغرفة ليرتاح وأجتمع الإخوة وأتفقوا على أن يشتركوا في توفير المبلغ لأخيهم ..
بعد الغداء قال سالم : أسمع نحن جمعنا لك عشرة الف شلن خدها وروح بكرة الصباح وزوج بنتك وأعزمنا
تأثر حسين ودمعت عيناه ووقف يحتضن إخوانه وقال : ربنا يجازيكم أحسن الجزاء ويرزقكم ويحفظكم وهذه أعتبروها دين إن شاء الله أسددها عندما تتحسن ظروفي.
قال سالم : هذه هدية العروسة حقنا ياحسين أنت ولا لك دخل ..

نام حسين وفي الصباح الباكر ودع إخوانه وعاد إلى عدن وفي جيبه عشرة الف شلن..
دق الباب وصاحت بنته : من..من؟؟
قال : فكي ..صاحت وهي تفتح الباب : يا أمه أبي أجى..
دخل وقال : هاتي لي قلص مي بارد أرد روحي من تعب الطريق قالت مريم : روحي جيبي لأبوك مي بسرعة وسألته : ها ياحسين سبع وإلاضبع طمني إيش فعلت ؟
ضحك وقال : سبع يامريم سبع ، وخرج العشرة الف شلن وأعطاها ..

شهقت مريم وقالت : الله يسترك ويرزقك الآن برد قلبي باأسوي لبنتي أفخم زواجه الله يخلي أبوها سيد الرجال..إلا قلي كيف سويت ؟
قال : والله أخواني جمعوا لي المبلغ هدية لزواج عديله ومابعت الأرض ولاخسرت حاجة..
قالت : ربنا كريم ومايترك محتاج وهو عالم بظروفنا وفرجها علينا الحمدلله..الحمدلله..
..

زر الذهاب إلى الأعلى