واحسرتاه عليك ياوطني !
نعمان الحكيم
ماكنت اود ان اكتب في مجال رياضي ليس من اختصاصي ولم يكن لي يوما تناولة رياضية لان المجال صعب وشائك وله اساطينه ..ولكني من باب الغيرة والحمية وجدت نفسي اردد ماابدعته قريحة امير الشعراء احمد شوقي:
وطني لو شُغلت بالخُلد عنه..
نازعتني اليه في الخلد نفسي
كما تبادر إلى ذهي بيت شعري خالد لصفي الدين الحِلي:
ولي وطن آليت الاّ ابيعه..
والاّ ارى غيري له الدهر مالكا
هنا عصفت بي حاله هستيرية ودوار فضيع لا ادري سببهما..ففي حين كنت وغيري نتمايل طربا وخيلاء بفوز فريق الناشئين الممثل لليمن كافة وهم من خيرة النشء الصاعد الذي نعلق عليه الآمال..اذ باخرى تعيدني القهقرى لان وضعا شاذا كهذا لم يرق لي ولم استسيغه ولم اتقبل مشاهدهُ ،وان كانت في حقيقتها تهم الفريق والطاقم المرافق لانها اكتنفها التكريم المادي الذي لم يحلم به اي منا فالمال عصب الحياة لكنه في غير محل اهله وفي تربة ليست تربته وان كنا نحتفظ للمملكة بالود والرحابة والكرم منقطع النظير لكن التكريم في حد ذاته مثّل ماساة وانتكاسة بل وتجريما في نظر الوطنيين الغيورين ان لم يكن عامة الناس في وطن انهكته الحرب والتشرد وضياع الابتسامة الحقيقية والفرحة التلقائية بين الأهل والاحباب في الوطن وترابه الطاهر الذي صرنا اليوم نتجاهله بل ونلوي الرؤس مواراة لكي لا نراه وقد تفسخت مبادئ بعضنا وتفتت العمود الصلب قهرا وكمدا على حالنا الذي لا يشبهه حال في الدنيا!
التكريم.التجريم لو كان حصل في قطر لقلنا انه يليق بفوز كبير وفي بلد الاستضافة بعيدا عن السياسة والتاويلات السخيفة..فناتج الجهد مكافأة بدون شك ..اما ان يتم ذلك التكريم بارض كريمة هي المملكة فهذا معناه اننا بلا وطن ولا هوية ولا نمتلك ذرة وفاء لوطننا..واعذروني لهذا الصلف الصريح وغير المقبول عند البعض لانني اعبر عن الم الانتكاس الذي وصلنا اليه..فاي فرحة واي تكريم ومن مال من وعلى حساب من..وحالنا في الداخل المنهار يُرحم الكافر قبل المسلم.. فسنين خمس عجاف ،لا كهرباء ولا ماء ولا بيئة ولا صحة ولاتعليم ولا عيشة هانئةولا امن يرجى من وضع كهذا..فهل احتفاؤنا بفريقنا الكروي في الرياض او ابو ظبي اوالدوحةاو حتى الكويت فعلا احتفال يشرّف ارضنا وانساننا الذي تحمل وتكبد عناء التشجيع اولا والمعاناة النفسية في الداخل ثانيا.. وثالثا قيام مراسيم الفرح ليس في ارض وتراب وُلدنا وتربينا فيها ..نعم هنا الماساة ان يكون الفرح الكبير
مهاجرا في ماساة لم تعرفها بلادنا البتة ،رغم الابتسامات والتبريكات وذر الدولارات والريالات
السعودية على الشباب نظير جهدهم المحقق
..في حين الداخل مشلول من اي بنية تحتية او عمل متناسق سواء للرياضة او للفرد والجماعة ولكرامة الناس عامة!
من هنا ليس من الحكمة ان نسكت وان كانت الرياضة فن واخلاق فمن غير المعقول ان يكون موسم الهجرة الى شمال او وسط الجزيرة العربية حتى للرياضة التي هي رفعة وسمو الوطن وسفيرها العابر للقارات بدون دبلوماسية او حتى تاشيرة.. وماشابهها!
ليس من حق الوزير المقاوم البطل، الصديق العزيز نائف البكري الذي تشهدله عدن بدور وطني مشرف اثناء الغزو والحرب الحوثية المدعومة من الرئيس المقتول على عدن وكان بطل التصدي فعلا..او الشيخ احمد العيسي ومن يعمل معهم ليس من حقهم ان يسرقوا فرحتنا خارج وطننا..مع امتناننا للمملكة والرئاسة للوضع السياسي غير الطبيعي الذي تعيشه بلادناوقد طالت فترة الاغتراب ..وكنا نطمح ونامل ان يحتفى بالفريق في عدن مثلا او اي مدينة يمنية محررة غيرها..ولا نقبل بتبريرات من هنا او هناك..فالنصر هنا ليس لنا ابدا بل هو هزيمة اخلاقية كما هوللقيادات التي استمرأت الاغتراب لمزيد من الاحتراب والاثراء الفاحش والممقوت ان جاز التعبير!
ارحمونا ايها الساسة من مواقفكم التي اصابتنا بمقتل
..وعودوا الى الداخل دولة وحكومة لكي نفرح ونحزن ونتالم معا ..لنتقاسم المعاناة وشظف العيش وسوء التصرفات الرعناء..
هذه هي الروح الرياضية الوطنية ان اردنا ان نكون اعزاء ورؤسنا مرفوعة وشامخة
..ولا يمنع ان يسافر للنقاهة والسياحة، ولزوم مالا يلزم.. لمن في نفسه فنَق اوبطرة..ولكن بعد استتباب الحياة والعيش الكريم للجميع في ظل وطن آمن وتُحترم ارادته وحرية ناسه الى الابد..
تهنئة كبيرة لفريقنا بفوزه المؤزر..
وهارد لك لاتحاد كرة القدم وللوزارة والحكومة ولكل من يدّعي حب الوطن من خارج ترابه الغالي، وجيوبه مفتوحة
منتفخة للاثراء غير النزيه وغير المشروع!
لنعد جميعا لنتقاسم الهم والغم والفرح بصوره المتعددة.. ومن لديه نعيق من وراء البحار فلا كان ولاكانت وطنية مهما كان موقف صاحبها..
وختاما..
نعم صدقت ايها الامير الشاعر فيماحكمت:
وللاوطان في دم كل حر..
يدٌ سلفَت ودَينٌ مستحق
….
والسلام على ارض السلام عدن
والأم الكبيرة..
اليمن..