“هزة قلم!”.. صح النوم يا شباب الإصلاح!
أ. محمد الدبعي
اليمن سيكون بخير حين يكون الإصلاح بخير!
فالإصلاح ليس بخير، في حين أنه أكبر حزب، وأكثرها جماهيرية، بل ويمتلك من الإمكانات البشرية والفكرية ما لا تملكه بقية الاحزاب مجتمعة.. ولكن!
صمت دهرا ونطق هزلا!
عن اليدومي أتحدث. هكذا كان حال الأمين العام للإصلاح حين ألقى خطابه الهزيل والمفرغ من محتواه، وكذلك بدا وجهه الجامد كقطعة ثلج وقد تسمرت عيناه بتركيز شديد جدا إلى الشاشة المنصوبة أمامه والمائلة قليلا إلى اليسار.
كان بودي لو لم يتكلم ولم يجهد نفسه وهو يقرأ ذاك الخطاب الطويل المعد مسبقا من قبل الأمن القومي والخارجية السعودية، حيث أن الخطاب لم يتناول مستجدات الاحداث، والرؤى الكفيلة بمجابهة التحديات التي تحدق بالوطن و بالحزب الذي يتزعمه.
الخطاب أشبه مايكون بحالة السرد التاريخي لتضحيات شباب الإصلاح المخلصين الذين هم بالفعل يمثلون طموح الوطنيين من ابناء اليمن، وتطمينا لهم أن جهدهم مكتوب لهم عند الله تعالى.
كما أن اليدومي في خطابه كان كأنه يلمح إلى النهاية الحتمية القريبة لمسيرته السياسية على رأس هرم الحزب، ويطلب السماح من أخطاء الماضي.
لقد ترك اليدومي جماهير الإصلاح في فضاء من التيه، فلا هو أعلن استقالته والقيادة كلها، ولا هو امسك الأمر واخذ الكتاب بقوة.
دار الخطاب في حلقات مفرغة، وطرح أمورا عامة لا تخفى على أي إنسان، علاوة على أنها تدل على استسلامه للإرادة السعودية وانهزامه أمام مدلهمات الليالي، وهذا بالتالي ينعكس على الحزب كله.. وعلى الوطن.
أمين عام حزب الإصلاح بخطابه ضحك على نفسه وعلى أعضاء حزبه، وهو في الحقيقة كان في موقف لا يحسد عليه حيث أن الذكرى التاسعة والعشرون لتأسيس الحزب أخرجته من مكمنه وأجبرته على مخاطبة الجماهير، ولقد خيب ظنها لأنه لم يأت كما كانت تظنه، ولم يأت بأي كما تتمناه وتنتظر.
فمتى كان الإصلاح بخير سيكون الوطن بخير، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تحقق الآتي:
– إعتزال قياداته المترهلة جميعها ودون استثناء، وضخ دماء جديدة بانتخاب قيادة جديدة، شابة في فكرها، حديثة في رؤيتها.
– حين أرى أن أغلب القيادات العليا (التنفيذية والشوروية) من خارج نطاق صنعاء وشمال الشمال.
– حين ينتخب أمين عام الإصلاح من خارج طوق صنعاء.
حينها فقط يمكنني أن أقول إن الإصلاح بخير!