حائط

منارات عدنية

 

نعمان الحكيم

العلم سلاح..وبدونه نفشل في الدفاع عن العرض والارض..
وللعلم منارات وعدن موطن العلم والنور..
ومن المنارات ما واكب ثورة14اكتوبر الخالدة..بل هي توأمة ان صح التعبير..
معهد14 اكتوبر بالمعلا..منارة علم وثقافة تاسس مع انطلاق الثورة بنفس السنة وواكب النضال والكفاح المسلح خطوة خطوة وقدم ما ينفع الثورة والناس وارتقى بعدن حتى كان معظم خريجيه هم من رجالات الدولة ونسائها الميامين..
معهد صمد بجهود رجل آثر الا ان يكون منبعا للعلم ومركز ثقافة ومعرفة تشرب بها كثيرون..وكانوا من افضل من نفخر بهم..بفضل المؤسس الرجل البسيط الباذل بسخاء لعدن والثورة والناس عامة..
صمد المعهد رغم العواصف والانواء والى اليوم وهو منارة علم وثقافة..تتفرد في عدن دون سواها..وصار من قلاع العلم الحاوية لخبرات وكفاءات علمية وادبية ووطنيةسامقة..
مؤسس المنارة الأستاذ: على محمدالشيباني الذي لم ينل من التعليم الا ابسطه ولكنه صار موئلا للتعليم واثر في مسار العملية التعليمية ايما تاثير..
وعند الثمانينيات من القرن المنصرم تزاملنا في كلية التربية عدن لمواصلة التعليم الجامعي..وكان اكبرنا سنا وعلما وكياسة وثقافة وخلقا..
لم يياس الرجل ولكنه بعد ان راى ثمرة جهده قد اينعت واتت اكُلها..تفرغ لاكمال تعليمه الجامعي..وهي ارادة صلبة في معترك النضال نادرة الحدوث..
تخرجنا معا..هو في الادب الانكليزي وانا في الفلسفة وعلم الاجتماع عام 1984م..انا عدت لعملي في وزارة التربية والتعليم بالدائرة السياسية انذاك.. وهو الى معهده ،ثم بعدها واصل الدراسة العليا لينال الماجستيرثم الدكتوراه..بعد عطاء سنين طوال..
وانا كنت احد خريحي طلاب المعهد عام 78م يعني تلميذه ثم زميله ومنه وبفظله دخلت الكلية
..وهاهي السنون تمر ومعظم من درّسونا وعلمونا قد توفاهم الله..ولعل الاستاذ القدير عبد الحفيظ المعمري رحمة الله عليه كان اخر الراحلين امس الاول..
نتفكر في منارات العلم والثقافة في عدن ودورها في اذكاء العلم والمعرفة وننظر
الى رجالها الاوفياء وهم في عمر يحتاج الى الراحة ولمسة وفاء في هذا الوقت بالذات تشعرهم بانهم بعد هذه الرحلة التنويرية الوطنية انهم محط احترام وتقدير البلد وقيادتها..وان تكريمهم والاهتمام بصحتهم واجب يجب ان يؤدى على اكمل وجه وبدون ابطاء..
نقف اليوم امام هامة تربية وعلم وثقافة ونضال
..لنحييه وقد كاد المرض يفتك به لولا عناية الله سبحانه وتعالى،ثم رعاية ابنائه الرجال الذين طلعوا لابيهم وخير من يحمل الراية وهو لايزال بينهم ..
هذا هوالاستاذالدكتور علي محمد الشيباني، وقد ذهبت احدى عينيه.. والحاجة ماسة للحاق بالاخرى قبل فوات الاوان. وهو صامت لم يطلب العون من احد..وقد تجرأت لأقول كلمتين عنه انصافا ووفاءله ولتضحياته التي حفرت في الذاكرة العدنية والعدنيين خاصة واليمنية عامة.. بما لا يمكن نسيانه ابدا..
تحية لك استاذي العزيز..وكل عام وانت بخير وصحة وسعادة..

زر الذهاب إلى الأعلى