لقاء يتجدد ..
نشوان النظاري
كنت اليوم ومجموعة من المثقفين والمهتمين بشؤون الثقافة والفكر نصغي بشغف بالغ واهتمام مثير للفنان الانيق نشوان الحجري . يجمع هذا الفنان المرهف والهاوي حد الصبابة بين الغناء والعزف والثقافة الفنية الواسعة ، عزفه الشادي ما أنفك يداعب روحي ويناغم القلب وكأن ذلك العزف عالق في أذنيّ متدفق صوب اعماقي بهدير مخملي وانسيابي ساحر حتى اللحظة .
كل جلسة طربية موسيقية فنية في حضرة هؤلاء النخبة تشعرني بالحجم الهائل للموروث الثقافي العظيم والزاخر لهذا البلد الشامخ والضارب في جذور التاريخ .
تشهق السياسية أنفاسها الأخيرة في حضرة مقيل كل ما فيه يترنم على إيقاع العود وصخب الشعر وايماءات النكات الساخرة والمفرطة بالضحك والعبرات .
غاب عن هذا المقيل بلبل تهامة ونورس الساحل
وصوت الأمواج الهادرة و أشجان السهل المطرز بينابيع المياه ومرويات الزرع الأخضر وحكايا الجمال والأرواح البسيطة والنقية . غاب الجميل طيب الذكر العزيز محمود العواضي وقد افتقدناه ولطالما كان صوته الإنشادي العذب يدخل القلوب ويداعب الوجدان ويبقى في أعماق الذاكرة ردحا من الزمن .
لا أدري هل كان المقيل بساطا طائرا يحلق في بهو العالم الفسيح ام ان روحي رفرفت صوب الاعالي وامتدت حتى الآفاق والمديات الزاخرة .
من يعرف ابراهيم محروس Ibraheem Mahroos عليه أن يرضخ لمزاجه الفني ولذائقته الأدبية الراقية ولفكره الفني النظيف . ومن يتشرف بصداقة الدكتور علوان فعليه أن يبقى يقظا منتظرا لنيرانه الصديقة ومواجهة حملاته التفتيشية الماكرة في أية لحظة . انه بارع في كشف غموض الآخر واستدراجه لمربعات الافشاء والبوح المنفلت ، ليبقى العزيز والاستاذ نشوان الحجري مايسترو عظيم لم تتح الفرصة له لتقديم كل تلك الطاقة الكامنة و المخبوءة في تلابيب حسه الملهم ومخزونه الثقافي المهول والضخم ، وليبقى – كذلك – هذا اليوم كسابقه متحف موسيقي يذكي الق الحضور ورونق الطرح وتجليات السويعات العابرة ..
في هذا البلد ثمة اضطرابات كبيرة وثمة استشرافات
وخيمة وثمة جيل ممسكا بإرثه الحضاري والثقافي محافظا على هويته وفكره المدني الغني والعظيم .
الصورة المرفقة هنا لوزير الثقافة الأسبق الأستاذ خالد الرويشان وللعزيز نشوان عبدالله الحجري