حائط

مذكرات..ورجال

نعمان الحكيم

كتب العميد بيومي مراد ابن عدن المعروف والغني عن التعريف هو واولاده الميامين المدافعين والمحررين لعدن ضمن كوكبة من ابناء عدن خاصة في حرب الحوافيش المجوس وغزوهم لعدن عام 2015..كتب في صفحته بالواتس اب كلاماجميلا من ذاكرته حول عدن وبعض محافظيها الذين لم يكونوا من ابنائها لكنهم من ابناء اليمن بالتاكيد..وكان المقصود من كلامه هو للتذكير والانصاف.. للمحافظ احمدمحمد الكحلاني الذي حظي باحترام غالبية الناس في عدن..وقد شدني الموضوع لانني كنت حينها مديرا للاعلام التربوي بتربية عدن،بعد ان كنت خليك بالبيت لسنوات حتى جاء المدير الجديد للتربية وهو الاستاذ الدكتور عبدالله النهاري واعادني للعمل ..اقول وازكي كلام العميد بيومي لانني لمست ماللرجل، اقصد الكحلاني المحافظ من اهتمامات جمة..وبالتربية خصوصا لانها اس الحياة..وقد باشر اول يوم من توليه المحافظة ان نزل الى مكتب التربية واستقبله الدكتور النهاري مدير مكتب التربية انذاك وطاقم المكتب وباشر زيارات ميدانية لمدارس في عدد من مديريات عدن كما زار الاسواق المرتبطة بحياة الناس ايضا..لكنه ركز على المدارس خاصة مدارس البنات لاهميتها
..وظل يولي التربية اهتمامات خاصة في برامج عمله طيلة فترة توليه المحافظة
..وفعلا كان المحافظ الوحيد الذي يقابل الناس اسبوعيا ويحل مشاكلهم اولا باول وتجده بسيطا باشا لا تظهر عليه امارات الكبرياء والبهرجة والحراسات والاطقم العسكرية.. الخ..ولكن هذا لايعني مطلقا ان الرجل بلا اخطاء
..وان كانت الايجابيات هي مايهمنا..
البيومي مثلما قال وفند بان الرجل قد ترك بصمات لن تنسى.. ونحن كذاك ،واتذكر انني قدمت شكوى ذات مرة حول تلف اسلاك كهرباء عمارتنا-(هكسم هاوس)- بالمعلا وصورت الحالة المزرية لصندوق الساعات القديم المصنوع من الخشب ،من ايام الانجليز (سلام عليهم..) وارسلتها مع الشكوى للمحافظ ..وخلال يومين جاء عمال ومهندسون من الكهرباء واصلحوا كل شي..بس كانت الوايرات (مشعتله) وغير مشدودة كما ينبغي وقد تتسبب في اخطار للاطفال
..فقمت بالتصوير ثانية وقدمتها للمحافظ الكحلاني برسالة شكر لجهوده ولاصحاب الكهربا..ايضا، وطلبت اصلاح ما تبقى من الخلل لتامين العمارة
..فجاء العمال ثالث يوم وبدأوا الشغل اللي هو صح.. وعندما مررت بهم
،وسألتهم عن سبب عودتهم لاكمال العمل الذي لم يكملوه كما يجب.. وهم لايعرفونا
..فقام احدهم ووجه شتما للي اشتكى وقال كلام (زفت) وكانه كان ينتقم في قرارة نفسه..في حين هو مقصرا في عمله .. لكني تحملت على شان اصلاح كهرباالعمارة حقنا.. كماقاموا بعدها بايام بعمل
صندوق حديدي لحفظ الساعات وحمايتها بامر من المحافظ الذي نزل وشاهد العمل بنفسه في العمارة لانها على الشارع الرئيس مدرم، دون ان ندري ..
وهكذاكان في بقية العمارات التي تحتاج مثل هذه الاعمال المهمة للغاية..
هكذا كانت الحال التي افتقدناها تدريجيا ونفتقدها اليوم بشكل كامل للاسف الشديد..
وبعد تغيير الاخ الكحلاني من المحافظة .. التقينا وخزّنا في منتزه نشوان القدس، كتوديع له ..وكان معنا د.صالح باصرة وطه غانم رحمة الله عليهم،وغيرهم كانوا موجودين كثر، وذكّرت
الكحلاني بالموضوع حق الكهرباوشكرته
مرة ثانية وجها لوجه..لكني كنت
قد انتقدته في فترة سابقة عند تحويله استراحة امام متحف (فتاح) بجبل الساعة الى مقهى..لان ذلك غير منطقي ولا يليق بالحدث التاريخي
والنضالي للثورة وللرجل..
..فقال نعم.. انت كتبت مقالا حول الاستراحة وزعلت منك، لكني اشكرك لانك نورتنا وقد ألغيت المشروع فعلا نزولا عندرغبة
وراي مثقفي عدن وصحفييها واهلها
وهذا واجب كنا نؤديه بامانة.. وهنا قاطعه د.باصرة مازحا.. انت ماتعرف نعمان الحكيم.. هذا قلم حقاني ..ومشاغب..
ثم تكلم محافظنا الاسبق الاستاذ طه غانم موجها الكلام للحضور ولي..لانه شعر بالخرج وقال: والله انت قلم نعتز بك وقد خسرناك كاعلامي تربوي وخليناك بالبيت ايام الدكتور مهدي عبد السلام مدير تربية عدن السابق وايام الدكتوريحي الشعيبي وزير التربية حينها.. زيما خسرناالاستاذ سمير علي يحي التربوي ومدير تربية الميناء وابعدناه من تربية الميناء.. وكان يجب اعادتكم وامثالكم لاهميتكم ..ولكن الدكتور النهاري قد اصلح الامر واعادك للصالح العام للعمل وهذا هو ماتمنيناه..
وتصافحنا وضحكنا وانتهى اللقاءبروح المودة والإخاء والحب لعدن وكل من وما فيها.. ودارت الايام ومرت الايام
..وهانحن في عدن عامة والتربية خاصة في حال لانحسد عليها.. ونتذكر بعدان احالونا للتقاعد الذي لم تكتمل فصوله وخلونحنا زي المعلقة..
لامزوجة ولا مطلقة..ومستحقاتنا ناقصة الثلث..ولا من مغيث لا في صنعاء ذاك الوقت ..ولا في عدن الان
لذا عندما نتذكر لايعني اننا نتباكى او نقول كلاما قد يفسره البعض بسوء ما..بقدر مانسرد حقائق هي تفرض نفسهاعلينا بأمانة واحقاق.
نعم..كان الكحلاني رجلا مدنيا مهما لنا في عدن أكثر من محافظيها الذين تعاقبوا..وعرفناهم من عام الاستقلال 1967 م.. واتمنى ان لا نغمطه حقه خاصة هذه الايام..
وجل من لا يخطئ في سياق العمل..
شكرا للعميد بيومي مراد واامل ان ينشر مقاله ذاك كنوع من احقاق وانصاف من احبوا عدن وعملوا باخلاص وحب ومودة..خدمة لها بلا حدود..

زر الذهاب إلى الأعلى