قبل أن تتألم…!
أحلام القبيلي
في العشرينات من عمري كان لي جارة وصديقة تعلقت بها كثيراً ، وكانت من أحب الناس إلى قلبي
وما كنت أتوقع أنه سيأتي اليوم الذي نفترق فيه…
رغم أنها كانت مخطوبة “وعلى وش زواج”
فكان يوم فرحها يوم حزن وكرب بالنسبة لي ، ومصيبة حلت على حياتي
لأنها ستنتقل مع زوجها للسكن في محافظة أخرى
تكدرت حياتي وأسود نهاري وليلي ، وفقدت حلاوة الحياة
وذات يوم وأنا على سطح المنزل برفقة ابن أختي البالغ من العمر ١٢ عاماً ،
طفح الوجع وأخذت أحدثه رغم صغر سنه عن شوقي، وألمي ، ووجعي ، بسبب فراقها
وكانت المفاجأة في إجابة هذا الصغير ،
ولعلها كانت رسالة من الله
قال لي ( يا خاله : هي الأن مع زوجها سعيدة ومرتاحة وأنت تبكي عليها!!
هزتني الإجابة ، وكانت بمثابة صعقة أعادت لي عقلي ، الذي غيبه قلبي
يالغبائي ، يالحماقتي ، كيف فهم هذا الصغير ، ما لم أفهمه في سني هذا؟!
إنه الغباء أن تكون في غيابه جريح وهو عايش مستريح
إنها الحماقة أن تنتحب لأنه سيفارقك ، وهو يعد الثواني شوقاً للمغادرة
كان درساً لم أنساه ولن أنساه بإذن الله تعالى.
إذن عزيزي القارىء:
قبل أن تتألم من أجل شخص، فكر قليلاً …
هل يبادلك نفس الشعور؟
هل يتألم كما تتألم ؟
وهل يستحق هذا الألم؟