لماذا فشل اليمنيون حتى الان في تشكيل كيان سياسي لاخراج اليمن من مأزقه
توفيق الحميدي
بدون مقدمات طويلة سوف الج مباشرة الى ذكر بعض الاسباب التي اراها ساهمت في فشل سبع سنوات من الحرب في افراز عنوان سياسي موثوق في استعادة وجهك البوصلة السياسية اليمنية نحو الديمقراطية والحرية والارادة الشعبية واهمها
– *الثقافة السياسية النفعية لدي النخب اليمنية* ، التي ورثوها من خلال الاحزاب والممارسات متخلفة ، لم تقم على منهجية سياسية بناءه ، حيث مازالت الايدلوجيات هي الاصل ، و تتحكم فيها العشوائية والمجاملات ، والعمل في عباءة الاخرين ، وهذا الطبقة تأسست ما بعد تسعين ، متقهقره عن اجيال الستينيات الخمسينيات من القرن الماضي في وضوح مشروعهم ، حيث مازال الفكر السياسي لاكثر اليمنين لم يغادر مربع ما قبل سقوط صنعاء ، برغم مغادرة شخوصهم لليمن منذ سبع او ثمان سنوات
– *هيمنة القوى التقليدية المتفاعلة مع المشهد السياسي* حكومة واحزاب سياسية وقوى اجتماعية ‘ وعدم السماح بظهور اي قوى جديده او قل ان القوى الشبابية سلمت لها زماما المبادرة باعتبارها قادره عسكريا على المواجهة والتعامل مع المشهد ، كون ما يحدث في اليمن لا يمكن التعامل معه الا بادوات مساحة
– *تحكم التحالف بالمشهد اليمني* ، من خلال ادارته للمشهد سياسيا وعسكريا ، والعمل على اعادة بناء قوة جديدة مسلحة اولا ثم البسها لباس سياسي لتشكل الدينامكية الجديدة المؤثرة في السلطة في اليمن ، في المقابل اضعفت القوى التقليدية التي تمتلك مشروعية سياسية لتكون غطاء للقوى الجديدة التي تعمل على ترتيب المشهد واخراجه بصورة جديدة يتناسب مع مصالح التحالف، ومنعت ظهور اي خارج اشرافها ورعايتها ، حيث ضغطت في فترة على قيادات حزبية برفع الغطاء العسكري عنها في حال سمحت لعناصر من اعضاءها بتكوين حركة نضال سياسي
– *اليأس من ان التغيير سياتي من قوى سياسية وشخصيات فاسدة* مرتهنة للخارج ، وكونت شخصياتها امبراطوريات مالية من رفع شعار المقاومة والتغيير بعضها مازال في الميدان، مما افقدها الثقة الشعبية ، ووضع عليها علامة استفهام كبيره ، وعن دورها المأمول ، خاصة وكثير منها كانت ومازالت جزء من مشهد الفوضي المستمر في اليمن، وحضوره المالي فيه وجهة نظر كبيره حول شفافيته ، ومصدره ، وتقلب ولاءه
– *الانتهازية النضالية* ، كثير من القوى التي تحاول ان تطل برأسها على استحياء ليس لديها وضوح في الاهداف ، يتقدمون للعالم بلغة سياسية بدائية وركيكة ، غالبا ، لا تفرق بين الثواب الوطنية الراسخة ، الاهداف السياسية البعيدة ، فاللغة التي يقدمون بها انفسهم غالبا تفقر الى السياسية والشمولية في الخطاب ، بدائية وضبابية غير قادرة على حسم المواقف ،تعبر عن زغبه المتخفيين لا القضايا الوطنية ، وغالبا يحاولون يتهربون من مواجهة التحالف بطرق مختلفة، وهذا اضعف الكثير من المشاريع ، فالعمل السياسي يحتاج الشجاعة والعلن ، يحتاج شخصيات تقول هذه فكرتنا السياسية وسنتحمل تبعات نضالها ، دون ذالك انتهازية سياسية لا تصنع ساسة
– *العجز عن المواجهة* ، ضعف الارادة فعندما يفكرون في النضال يذهبون الى تفريخ كيانات ومؤسسات مغموره لا علاقة لها بالنضال ، وعاجزه عن تقديم حتى مشروعها ، ثم يختفون خلفها من خلال انشاء مجموعات واتس اب يديرها اصحاب المصلحة والذين يكونون غالبا مرتيطين باحزاب او دول ، او حتى مستقلين ” نواب ، وزراء ، مشايخ ، اعلاميين ” لكنهم فقدون ثقة الناس وهذا يؤدي بالنهاية الى موت المشروع وفشلة قبل ولادته ، لان المتصدرين في المشهدين غير مؤمنيين به بل سلم اليهم مشروع جاهزة
– *النضال بالتوجيه* من يتابع ما يكتب او يبشر عن ميلاد كتلة او كيان في الفيس او الواتس اب سيدرك ان التوجهات السياسية قيادات حزبية واعلاميين حزبين هم من يروجون لهذا النضال ، ولانهم غير قادرين على مواجهة التحالف او مستعدين للتخلي عن مخصصاتهم ،يكتفون بالتوجية ، اضافة الى نوعية من يتواصلون معك للانضمام والتأييد ، وهناك الكثير الذي يمكن ان يقال هنا سيكون له تفصيل اكثر
– *الفوقية في النضال* بمعني نضال حسب المقاس المعد من اعلى ، عليك الموافقة ، برغم كارثية ما يتضمنه ، لكن هكذا نحن اصحاب الفكرة والمال ، وكثير من هذه المبادرات ماتت بسبب الاستعلاء الذي يشكل نوع من التفرد في القرار
– *الارتهان للخارج* فكثير من المحاولات عندما تبدء ، تتسلح بالمال المشبوة ، فتجدها جاهزة للتذكرة الطيران ، وبدل السفر ، والاقامة الفندقية ، وكان السماء امطرت ذهبا ، ويحشد لها القنوات والاعلام الموجه ، وهذه المحاولات غالبا ، يثار حولها الكثير من علامات الاستفهام ،دون ان تجد لها جواب مقنع .
– *انعدام الجدية في النضال* فاصحاب مجموعة الواتس ال الذين يديرون هذه المبادرات غالبا ، قطعوا صلتهم بالداخل ، ورتبوا مستقبلهم في الخارج ، استثمارات ، وفلل ، وبعضهم متهم بالفساد في فترة وجودة بالسلطة ، ويظهرون فجأة عندما يتحرك السوق ، انكشف كثير من هذه التحركات التي كانت نهايتها ، اقناع الخارج بوجودنا على الارض لمزيد من الدعم ‘ًهؤلاء لم يكونوا يوما صادقين الا بمقادر شعورهم بالعزلة واستعادة زحمهم ليس الا ، وللاسف هؤلاء لا يدركون ان كل ظهور لهم باسم النضال ، يعيد فتح ماضيهم السلبي والسيئ
– *تحديات الحياة الجديدة* في الخارج دفعت الكثير من اصحاب الفكر والسياسة الى العزوف عن العمل السياسي والانكفاء حول ذاتة ، ومصالح اسرته المعيشية في ظل تعقيدات وتحديات اقتصادية كبيره ، وهذا يفسر غياب الشخصيات ذات الوزن السياسي الفكري عن اي مبادرات سياسية ، وبروز الكثير من النفعيين واصحاب المواقف المتقلبة في المشهد