مظلومية العاشقين
بقلم: د.عادل عامر
الي كل من جرح باسم الحب واتظلم من حبيبه إلى ضحايا الحب ومظلومية إلى من اعتزلوا الناس إلى من سجنوا أنفسهم داخل ذكريات وآلام من ورق إلى من أحبت شاب عابثا فتركها حائرة ولم يبالي إلى الشاب الذي أحبت فتاة تلاعبت به وتركته كما أحب يمكنه أن يتخلص من هذا الحب معادلات الحب مختلفة عن المعادلات العادية فمن تحبه بسهولة صعب أن تتخلى عنه وتنساه بسهولة أحببت سنة فلن تنسى إلا بعد خمسة سنوات بالجهاد والمجاهدة وربما يعود الحب القديم وآلامه وذكرياته في لحظة
لذا يحتاج الشخص إلى همة وإرادة ومحاولات جادة واجتهاد وعدم الاستسلام لما يقال وعرف عن الحب من أنه لا يمكن التخلص منه وأنا أقول لكم بأنه يمكنكم التخلص منه.
يعد العشق من أهم مراحل الحب التي يمر بها المتحابين بل ان العشق يعتبر من المراحل الصعبة الوصول في علاقات الحب وذلك لان العشق في مفهومنا العام هو انسجام بين روحين وليس الروح فقط بل هو انسجام بين الجسد والروح والشكل والاخلاق وعندما يصل الازواج او الاحبه لتلك المرحلة فلا يفرقهم أي شيء،
ولكن العشق هو رباط وثيق لكل الاحبه وهو أصعب مرحله يمكن الوصول إليها، واسعد الناس حظا من يصل لمرحلة العشق فهو يصل لأسمى مراحل متألما تحت وطأة العذاب إلى الذين يقولون إنه لا يمكنهم العيش بدون المحبوب إلى الذين يقولون أنهم يتمنون الموت فلا سعادة في الدنيا رجاء قفوا و لو مرة واحدة وقفة جادة لتجنب مثل هذه المآسي لو كنت مرة باذلا جهدا فابذله ولو مرة واحدة بأقصى ما يمكن لتنطلق إلى الحياة من جديد مولودا جديدا فنفرح بك لقد حان أن تضعوا حدا للآلام و حدا لهذا القلب فو الله للقلب قدرة كبيرة قال الله تعالى عن المنافقين البقرة في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وقال تعالى الحج ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وقال الأحزاب لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا
وقال المدثر ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا وقال تعالى يونس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وقال الإسراء وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا وقال التوبة ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ومرض البدن خلال صحته وصلاحه وهو فساد يكون فيه يفسد به إدراكه وحركته الطبيعية فإدراكه
إما أن يذهب كالعمى والصمم وإما أن يدرك الأشياء على خلاف ما هي عليه كما يدرك الحلو مرا وكما يخيل إليه أشياء لا حقيقة لها في الخارج وأما فساد حركته الطبيعية فمثل أن تضعف قوته عن الهضم أو مثل أن يبغض الأغذية التي يحتاج إليها ويحب الاشياء التي تضره ويحصل له من الالام بحسب ذلك ولكن مع ذلك المرض لم يمت ولم يهلك بل فيه نوع قوة على إدراك الحركة الارادية في الجملة فيتولد من ذلك
ألم يحصل في البدن إما بسبب فساد الكمية أو الكيفية فالأول إما لنقص المادة فيحتاج إلى غذاء وإما بسب زيادتها فيحتاج إلى استفراغ والثاني كقوة في الحرارة والبرودة خارج عن الاعتدال فيداوى وكذلك مرض القلب هو نوع فساد يحصل له يفسد به تصوره وإرادته فتصوره بالشبهات التي تعرض له حتى لا يرى الحق أو يراه على خلاف ما هو عليه وإرادته بحيث يبغض الحق النافع ويحب الباطل الضار فلهذا يفسر المرض تارة بالشك والريب وإن حصل له ما يقوى القوة ويزيل المرض كان بالعكس و مرض القلب ألم يحصل في القلب كالغيظ من عدو استولى عليك فإن ذلك يؤلم القلب قال الله تعالى التوبة ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم فشفاؤهم بزوال ما حصل في قلوبهم من الالم ويقال فلان شفى غيظه وفي القود استشفاء أولياء المقتول ونحو ذلك فهذا شفاء من الغم والغيظ والحزن وكل هذه آلام تحصل في النفس وكذلك الشك والجهل يؤلم القلب قال النبي صلى الله عليه وسلم هلا سألوا إذا لم يعلموا
فإن شفاء العي السؤال والشاك في الشيء المرتاب فيه يتألم قلبه حتى يحصل له العلم واليقين ويقال للعالم الذي اجاب بما يبين الحق قد شفاني بالجواب والمرض دون الموت فالقلب يموت بالجهل المطلق ويمرض بنوع من الجهل فله موت ومرض وحياة وشفاء وحياته وموته ومرضه وشفاؤه أعظم من حياة البدن وموته ومرضه وشفائه
فلهذا مرض القلب إذا ورد عليه شبهة أو شهوة قوت مرضه وإن حصلت له حكمة وموعظة كانت من أسباب صلاحه وشفاءه قال تعالى الحج ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض لأن ذلك أورث شبهة عندهم والقاسية قلوبهم ليبسها فأولئك قلوبهم ضعيفة بالمرض فصار ما ألقى الشيطان فتنة لهم