حائط

نماذج غيرت التأريخ

عباس المساوى – كاتب يمني مقيم في واشنطن

المال لوحده لا يصنع انساناً، بل ربما يصنع وحشاً انانياً حقوداً لايرى الا نفسه فهو بنظره الاجدر بالمال ولو كان بمقدوره ان يغلق السماء لفعل وتلك حيلة الاغبياء عديمي الايمان.
قليلون هم من حول النعمة الخاصة الى مطر ينزل على كل بيت وسلاماً على كل قلب.

اكتب هذه المقالة بعد قراءتي لقصة المليادير المسلم (محمد يونس) رجل الاقتصاد المعروف الذي حول حياة الملايين من الفقراء من البؤس والحرمان الى حياة الرخاء والستر.
هي قصة مؤثرة وملهمة للغاية.
اذاً ماذا فعل محمد يونس حتى يصل الى هذا المستوى من الاحسان والبر والنجاح؟
قصته طويلة ومؤثرة ويمكن الرجوع اليها لمن شاء في الشبكة العنكبوتية.
مختصرها أنه كان استاذاً جامعياً يدرس الاقتصاد في جامعات بلاده في بنجلاديش فوجد ان الاقتصاد يدرس كنظرية ولا يوجد على أرض الواقع شيئاً من ذلك، الفقراء يزدادون فقراً في بلاده والاثرياء يزدادون ثراءً والمجاعة تضرب أمعاء الفقراء بشدة فقد قتلت في عام واحد مليون ونصف واثرت على كل شيء في البلاد.
فكر ان يرحل الى القرى ليكتشف الأمر باحثاً عن حل لمعاناتهم فوجد في طريقه مساحات هائلة من الاراضي لم تستغل، واناس تبحث عن سنتات لبدء مشروع تجاري قد يكون حبل نجاة لهم ولأسرهم، سأل مجموعة من الفقراء عن حاجتهم لكي يبدأوا مشروعهم توقف سبعة منهم عند قولهم انهم بحاجة الى مايعادل دولارين فقط لشراء المواد الخام واذا حصلوا عليها سيبدأون بشراء خيوط ومخارز لغزل الطاقيات، ذهب الى البنوك ليعرض عليهم فكرة انشاء صندوق لاقراض الفقراء رفضت البنوك الفكرة بحجة ان الفقراء ليس بمقدورهم سداد الديون فعرض عليهم ان يكون هو كفيل السداد في حال التعثر فوافقت البنوك وقام بانشاء صندوق بقيمة خمسة وعشرين دولاراً كان هذا في العام 1979م انطلق محمد يونس بانشاء بنك ” جرامين” رافعته الأولى خمسة وعشرون دولاراً فقط فكانت الانعطافة التي غيرت التاريخ واصبح عدد من تغيرت احوالهم بسببه يصل الى عشرات الملايين من الناس، وتمتد فروع بنكه هذا على طول وعرض قارة اسيا.
حصل محمد يونس على جائزة نوبل للسلام العام 2006م مكافأة له على فعله هذا، وهي مكافأة رمزية على كل حال فعمله يتجاوز بملايين المرات جائزة نوبل التي وضعها صاحبها للتكفير عن خطيئته باكتشاف “الديناميت” الذي قتل بسببه ملايين البشر أما محمد يونس فقد كان سبباً في احياء ملايين البشر وشتان بين الفعلين.
ولليمن نموذجها ايضاً:
يجدر بنا التوقف هنا عند قصة ملهمة ايضاً وجديرة بالذكر والشكر لصاحبها نرجو أن تطول وان تصبح قصة قشيبة براقة تروى للأجيال كقصة محمد يونس.
بطل هذه القصة هو المفكر والمثقف ورجل الأعمال ثائر عبد الاله البعداني، من سفوح اب بدأ حياته التعليمية حتى استقر به الحال في الولايات المتحدة الأمريكية التحق بمدارسها وجامعاتها، فوجد ان بأمكانه ان يصنع قصة ملهمة اسطورية مكتملة الأركان واضحة البنيان.
فبدأ مسيرته التجارية بمحل بسيط من ضواحي فرجينيا، فنجح المشروع فعززه بفرع اخر ثم ثالث ورابع ، فبدأ بجمع الطاقات والتركيز على الشباب المتطلع والقادر على الانجاز فقام بافتتاح فروع كثيرة وفي كل فرع يضع على رأسه شاباً ويملكه جزءاً من المتجر ويعطيه راتبه ايضاً، فانتشرت فروع شركته في كل مكان من امريكا، ولكم ان تتخيلوا ان كل شاب من هؤلاء يعول أسرة وربما أسر في الظرف اليمني القاهر اليوم، واصبح عدد الأسر التي تستفيد من هذا الفعل تقدر بالمئات وربما الالاف.
هذه قصة نفتخر بها ونذكرها حباً في نشر الخير والنماذج الملهمة والمحفزة عسى أن تكون سبباً بجعل اخرين يملكون المال وما اكثرهم يحذون هذا الطريق ويصنعون التأريخ كما صنعه محمد يونس وثائر عبد الاله البعداني.

 

زر الذهاب إلى الأعلى