حائط

الطاقة المشتراه فساد الأمس المهيمن اليوم

 

آه لو يعلم القادة والزعماء وأولياء الامر منهم في هذا الوطن الذي يقطر فسادا و إفساد , ان لو دامت لسابقيهم من الفاسدين ما وصلت لهم , وان فسادهم قد تخطى فساد أسلافهم تريليونات من الأموال والقرارات واستغلال السلطة والوظيفة وانهم قد طغوا وبغوا بحق هذا الشعب المغلوب على أمره  .

المؤسف اننا كشعب  نسوق لهم الأعذار  و نقبل ان نكون ادواتهم  ونتقبل مبرراتهم في مناصرة الفساد  تحت عناوين مختلفة  منا من تستهويه العبودية وحب الزعيم  ويجد نفسه مستميت في الدفاع عن هؤلاء القادة  والتغطية عن فسادهم  وتبرير إفسادهم  ومنا من يربط قضيته بأفراد وشخوص وكيانات ومناطق  وتنهار من حساباته قيم وأخلاقيات القضية وعدالتها، فيتمرس بجبهة الزعيم .

ثرنا ضد فساد المنظومة السياسية , نتطلع لإصلاحها , وحلمنا بضرب نفوذ الفساد والفاسدين فيها  وضاع الحلم  فهل انتصر الفساد علينا .

كثيرا هي أوجه الفساد التي عانينا منها وكانت الدافع الحقيقي للثورة  حان وقت الاجابة على أسئلة الثورة  هل فعلا حققنا تطلعاتنا في ضرب منابع الفساد  وتحطيم نفوذه  وارسينا قيم ومبادئ واخلاقيات الثورة والعدالة والمواطنة !!
ام ان الفساد غلب الثورة  وازداد شراهة وعنفوان ونفوذ وسلطة ؟ واستطاع ان يلهينا بصراعات سلبية ساهمنا فيها من حيث ندري او لا ندري , بتدمير وسائل وأدوات التنمية السياسية والديمقراطية والدولة الضامنة, و رصفنا طريق فساد لا دولة , فساد العصابات والمليشيات .

هذه الأسئلة تجد إجاباتها في واقع اليوم , وترسيخ فكرة الدولة والمؤسسات , التي تنهار أمام مؤسسة الفساد , فكرا وثقافة.
على سبيل المثال لا الحصر , الطاقة المشتراة(المستأجرة) كانت أهم بؤر فساد المنظومة السياسية للنظام البائد , واليوم مازالت قوة مسيطرة على مجال الطاقة الكهربائية , بعد ان تمكنت من تعطيل دور مؤسسات توليد الطاقة الحكومية , بعدد من الإجراءات والقرارات الكارثية التي تسببت بها منظومة العمل ما بعد الثورة , مما يؤكد القول ان لا تغيير إيجابي , و أدواتها هي أدوات الماضي برداء الثورة المسلوب , وبالتالي نكون غير منصفين ان قلنا عجزت في استعادة الدولة ودعم مؤسساتها , وضبط أجهزة الرقابة والمحاسبة , وتقوية مؤسسات العدالة والحق , فالحقيقة المرة ان الفشل هو برنامج عمل نفوذ وسلطة وهيمنة الفساد , الذي استطاع ان يغرر بنا ويخدعنا , وعاد بكل منظومته , وتمكن من تحييد وضرب كل الشرفاء والصادقين من

قوى الثورة الحقيقية , وتخلق بقوى نفوذ جديدة كسند للقديم  , وعطل كل تلك الأدوات الضامنة للعدالة وتدعيم فكرة الدولة .
فلا غرابة ان نترحم اليوم على شباب الثورة الصادقون , وندعو الله ان يفك اسرهم , ويحفظ منهم من ترك المجال و أنكفئ في البيت او هاجر ارض الوطن  او نفي او أقصي وهمش , فالبركة ممن نزلوا علينا بمظلات دول الجوار كمنقذين من طائرات عاصفة حزم وأمل , فانصب الحزم لتقويض الثورة وقواها الحية , وتفعيل دور القوى التقليدية المتخلفة القادمة من أغوار الجهل والعصبية , وترسيخ صراعات طائفية مناطقية , وفقد المواطن الأمل والتطلع , فكان امل الفساد والافساد واللصوص والناهبين , والقتلة والمجرمين , للسيطرة والتمكين , ببث روح  الكراهية والأحقاد والضغائن , وتفسخ القيم والأخلاقيات , فتمخض واقع اليوم البائس.

هم من تحسنت أحوالهم، وبنوا  القصور و كدسوا الأموال , متنعمين فسادا وإفساد  وأموال الحرام  والاستغلال , والمواطن يموت جوعا ومجاعة , يفتقد للخدمات والعدالة والحرية والمساواة.
قهرنا المستقبل  , وحال الأبناء والاحفاد والشباب الواعد المعنيين بالمستقبل.

فهل بستخلصون  الدروس والعبر من تجارب اسلافهم , و يتحرروا من ثارات وأحقاد الماضي , و ينفضوا عن على كاهلهم هذا العبء الثقيل , ويبداون صفحة جديدة من التصالح والتسامح , لينطلقوا معا ضد الفساد والإفساد , والإرهاب الفكري والثقافي والمعنوي , وعبودية الشخوص والزعامات , والصمت على فساد القادة و اوليا الأمر منهم , لنخلص من إرهاب بعضهم بعض , و وقف الصراعات السلبية المدمرة , ونتجه للبحث عن نقاط مشتركة ترتقي بوطن يستوعبنا جميعا بكل توجهاتنا واختلافاتنا واطيافنا واعراقنا وأيدولوجياتنا ,  منضبطين بعقد اجتماعي ونظم وقوانين متفق عليها , و دولة ضامنة للمواطنة .

اقرأ المزيد :
https://adengad.net/public/articles/548306

تابعونا عبر قناتنا بالتليجرام
t.me/adenalghad_news

صفحتنا على الفيس بوك
www.facebook.com/ADENALGHAD.NET

صفحتنا على تويتر
www.twitter.com/adenalghad

زر الذهاب إلى الأعلى