اختتام جولة جديدة من مفاوضات السلام الأفغانية دون اتفاق على وقف العنف والتصعيد
اختتمت اليوم (الأحد) بالدوحة جولة جديدة من مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بالاتفاق على تسريع وتيرة المباحثات وصولا لتسوية، لكن دون اتفاق على وقف التصعيد والقتال المحتدم بين الجانبين.
وجاء في البيان الصادر عن المشاركين في المباحثات، والذي تلاه المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات مطلق بن ماجد القحطاني في الجلسة الختامية، أن الجانبين اتفقا على ضرورة الإسراع بالمفاوضات للتوصل لحل عادل ودائم لإنهاء الصراع في أفغانستان.
واتفق وفدا التفاوض على ضرورة التوصل لتسوية تلبي مصالح وتطلعات جميع رجال ونساء أفغانستان وفق المبادئ الإسلامية مع الالتزام بمواصلة المفاوضات على مستوى رفيع حتى يتم التوصل لتسوية.
وذكر المسئول القطري أنه ولهذا الغرض سيجتمع المفاوضون من جديد، حيث أصدر قادة الطرفين تعليماتهم إلى وفديهما للإسراع في المفاوضات، دون تحديد موعد للاجتماع المقبل.
ولم يشمل البيان الختامي، الذي تأخر صدوره لساعات بعد انتهاء الاجتماعات، أي ذكر لوقف إطلاق النار خلال فترة عيد الأضحى على الأقل كما كان متوقعا، حتى أن حركة طالبان نفت من جانبها الاتفاق على أي هدنة مؤقتة.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة محمد نعيم في تغريدة على حسابه بموقع (تويتر) إنه لا صحة للتقارير الإعلامية بشأن الاتفاق في الاجتماع رفيع المستوى لمفاوضي الطرفين على وقف إطلاق النار لبضعة أيام أو إطلاق سراح بعض السجناء.
وأكد نعيم أنه لم يتم الاتفاق على أي شيء غير ما جاء في البيان الختامي.
وكان وفدا الحكومة وطالبان قد استأنفا منذ صباح اليوم هذه الجولة من المفاوضات، والتي انطلقت أمس السبت، بحضور الوسيط القطري وبمشاركة رفيعة المستوى من الطرفين، إذ ترأس الوفد الحكومي رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبدالله عبدالله، وترأس وفد الحركة رئيس مكتبها السياسي الملا عبدالغني برادار.
وخيمت على هذه الجولة أجواء إيجابية بداية، لاسيما بعد تصريحات عبدالله بأن المفاوضات دخلت مرحلة جديدة وتستهدف نتائج بناءة، وتأكيد الملا برادار على بذل طالبان قصارى جهودها للوصول بها لنتيجة إيجابية.
وعزز من هذه الأجواء تشكيل لجنة من 14 عضوا من الجانبين أمس السبت لمناقشة الأجندة التي شملت موضوعات بينها وقف إطلاق النار وبناء الثقة، لكن تراجعت الآمال بشأن أي اتفاق بهذا الصدد خلال اجتماعات اليوم، التي وصفتها مصادر من داخل المفاوضات بأنها كانت شاقة مع تصلب مواقف الجانبين.
وذكرت قناة (طلوع نيوز) الأفغانية أن طالبان أصرت خلال الجلسات على إطلاق سراح 7 آلاف من سجنائها وشطب أسماء قادة طالبان من القائمة السوداء لمجلس الأمن قبل وقف إطلاق النار، بينما شدد الوفد الحكومي على خارطة طريق للسلام والمشاركة السياسية.
من جهتها، أفادت وكالة (باجهوك) الأفغانية أن مناقشات الجانبين بشأن الدستور والمشاركة السياسية وبناء الثقة لم تحقق أي نتائج ملموسة.
وعقدت هذه الجولة وسط ازدياد وتيرة العنف في البلاد، حيث يحتدم القتال بين طالبان والقوات الحكومية وتواصل الحركة السيطرة على مزيد من المناطق لتحسين موقفها التفاوضي، بالتوازي مع استمرار انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بموجب اتفاق أبرم في قطر في فبراير العام الماضي بين طالبان وواشنطن.
ومع اشتداد المواجهات وتبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن ما آلت إليه الأوضاع، كثف الوسطاء جهودهم لإنقاذ عملية السلام وإقناع الفرقاء الأفغان بالحوار مع التأكيد على الحل السياسي وأن لا حل عسكريا للصراع خاصة من جانب طالبان.
وقد أكد زعيم حركة طالبان الملا هبة الله أخوند زاده اليوم في بيان موجه للشعب الأفغاني بمناسبة عيد الأضحى، أن مقاتلي الحركة أصبحوا أقوى وأكثر تنظيما وأفضل تجهيزا من ذي قبل، لكنه مع ذلك لفت إلى أن طالبان رغم نجاحاتها وتقدمها العسكري تدعم بكل جدية إيجاد حل سياسي في البلاد.
وتعهد الملا هبة الله أخوند زاده، في البيان المنشور على الموقع الإلكتروني لطالبان، بأن الحركة ستنتهز كل فرصة تؤدي إلى إرساء النظام الإسلامي والسلام والأمن في أفغانستان، مشددا على التزامها بحل القضية من خلال المباحثات.
بيد أنه أعرب عن أسفه لأن “الجهات المقابلة ما تزال تضييع الوقت” في إشارة إلى الطرف الحكومي، مضيفا “رسالتنا لهم هي أنه بدلا من الاعتماد على الأجانب تعالوا نحل مشاكلنا بأنفسنا وننقذ البلد من الوضع الحالي”.
وتستضيف قطر منذ 12 سبتمبر الماضي مفاوضات سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان، لكن هذه المفاوضات تعثرت منذ ذلك الحين أكثر من مرة ولم تحرز أي تقدم يذكر، بسبب الخلافات بين الجانبين وفشل جهود تقريب وجهات النظر بينهما.
(شينخوا)